الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٤ مساءً

المطبخ السياسي الملعون .!

د . أشرف الكبسي
الخميس ، ٣١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
لكل مطبخ سياستها وطهاتها ، ولكل سياسة مطبخها وطغاتها ، ولا يكاد يخلو مطبخ سياسي ، من فرن لتسخين القضايا والمواقف الشائكة ، وحوض غسيل لتلميع الوجوه والضمائر المتسخة ، وثلاجة لتجميد الوعي والإرادات المعارضة ، بالإضافة للقليل من التوابل والأكاذيب ، والكثير من البهارات والوعود ، اللازمة لتحسين المذاق البشع لمكونات وممارسات السلطة ، وذلك لإعداد وتحضير الأطباق الطازجة الشهية ، من مكونات بدائية متعفنة ومغايرة ، قبيل تقديمها ، بالهناء والشفاء ، للجمهور الساذج والجماهير العفوية..!
وبينما تحرص سائر المطابخ السياسية في العالم على إرضاء جمهورها، عبر تقديم الأفضل على قاعدة التنافس الأمثل ، يقدم المطبخ اليمني ، الوحيد والمنفرد، منذ عقود ، طبقه اليومي المعتاد ، بنكهة النفوذ ورائحة التسلط ، قبلياً وعسكرياً ودينياً... طبقه البائد البارد ، المهترىء والمحترق ، معززاً فرص هضمه شعبياً بالمقولة الشائعة (الحارق يشهد لك يوم القيامة) و(العيد عيد العافية) ،

معللاً ذاته ومبرراً للشعب معاناته ، بخلو قائمة (المينيو) السياسي ، سلطة ومعارضة ، إلا من قبيح مكوناته ، ولسان حاله يقول: تعددت الأحزاب والمطبخ واحد..! ما يفرض حتمية القبول به كأمر واقع ، وهو ما أضحى يُعرف في الثقافة الشعبية السالبة (بالحاصل)..!

خرج الشعب ، في ربيعه المطبوخ على نار متوهجة محلياً وهادئة دولياً ، لا لإسقاط (زعيم) الطهاة ، من الطباخين الطغاة ، وإنما للخلاص من المطبخ برمته ، بكل اتساخه وقذارته ، ولكن وخلافاً لإرادته ، وسيراً على خطى (الحاصل) ، حقاً كان أو باطل ،وحفاظاً عليه، جاءت المبادرة الخليجية ، وبهاراتها التنفيذية ، فلم يتغير الكثير بعد إنتقال المطبخ من الستين ، واحتراق (الزعيم) في فرن السبعين ، وصولاً إلى حوار (الموفمبيك) اللعين ، إلا أن الطبق الأزلي ، غدا بمرات أسوأ ، وتناوله في الظلام بات ضرورة قصوى..!

متى سندرك جميعاً أن (الطبخة) لن تتغير إلا بتغير الطباخين ، فهاهي الرائحة والوجوه المألوفة تتصاعد من موفمبيك كما كانت من الفرقة والسبعين ، وبينما يسعى الشباب – دون سن التسعين- والدخلاء على المطبخ من الحوثيين والحراكيين ، للمشاركة الفاعلة ، في إعداد الطبق المستقبلي الرئيسي ، وإضافة نكهتهم الخاصة عليه ، بسكرها وملحها ، يدفع بهم (الطهاة) والطغاة النافذون كهامان الأحمر وفرعون ، للاهتمام حصرياً بتزيين المائدة ، وربما غسل الصحون..! هنيئاً لشعب أنتم طهاته ، كما تقول (زنود الست) ، ويقول المطبخ السياسي الملعون..!