المتضررون من ثورة الشعب ( الشباب ) في فبراير 2011م هم من يكثرون الاساءة لمندوب الامم المتحدة السيد جمال بن عمر ، نعم قد اكون احد الرافضين لأي توجه لتقسيم اليمن تحت مسميات الفدرالية لأني ادرك وهذه قناعاتي أن الفدرالية في ظل الشحن النفسي الموجود تدمير لوطني ، لكن هذا لا يدفعني للإساءة لبن عمر .. من حقي رفض ما يدور في الموفنبيك لكن ليس من حقي الاساءة لرجل لم يطلب القدوم لليمن للإشراف على الحوار الوطني بل نحن من اتى به بطريقة او بأخرى .. البعض ممن اوصلونا إلى ما وصلنا اليه اليوم والبعض الاخر الذين تجاوزوا ثورة الشباب بجعل انفسهم اوصياء عليها وقَبِلَ مبادرة انتقال السلطة اليوم يكيلون التهم لبن عمر ويوجهون اساءتهم له .. فعندما نستمع لإساءات البعض ممن خسر بسبب ثورة الشباب وهو يتطاول على شخص بن عمر هذا امر لا نستغربه فهذا عهدنا بهم ولا نستغرب هذا السلوك منهم مطلقاً فقد اساءوا لشعب ووطن ..

لكن أن يأتي الهجوم على شخص بن عمر ممن كانوا جزء من ثورة الشباب هذا لا نرى فيه منطق .. من حقنا جميعاً أن نرفض ما يضر اليمن من وجهة نظرنا والتعبير عن ذلك بالطرق التي نرى أنها تحفظ لنا وطننا ومصالحنا فيه دون الاساءة او التجريح فنحن من قبلنا بما نحن فيه اليوم ..
نعم رفضنا (وهذا من حقنا) الطريقة التي تم فيها اختيار من يتحاور نيابة عنا وقلنا أنهم لا يمثلونا بل فٌرِضوا علينا فرضاً .. قلنا إن هناك شرائح مهمة تم تغييبها .. قلنا إن الوجوه التي تتحاور اليوم هي نفس الوجوه التي كانت سبب لمآسينا .. قلنا إن الاثرة تدل على المسير .. قلنا لابد من اتخاذ اجراءات ضد البعض منذ انطلاق مؤتمر الحوار حتى تسير العملية بانضباط .. واليوم يرى الجميع نتيجة سياسة المداهنة .. عراك وتهديد ومهاترات وتخوين ومقاطعة لجلسات الحوار بل بلغ الامر لرفع الاحذية في وجوه الثوار .. وصولاً لتفجر الصراع الدموي .. والآن محاولة اشغال الناس ببن عمر .. وكأن بن عمر من اساء استخدام السلطة لعقود في حكم اليمن وهو من كان سبباً لثورة الشعب وهو من تجاوز ثورة الشباب بالتوقيع على مبادرة تحمي من اساء استخدام السلطة وتجاهلت الاسباب الحقيقية للثورة وإلى هذه اللحظة لم نرى انتقال سلمي للسلطة ! .. لازال الجميع في مواقعهم يمارسون سياسة الايذاء للشعب وانشغل الجميع بالانقضاض على الوحدة اليمنية وترك جوهر المبادرة التي بحسب زعمهم كانت نتيجة لثورة الشباب ومن اجل تحقيق اهدافهم في انتقال السلطة الذي لم يحدث ..

هل تم تنفيذ المبادرة حقاً ؟! .. هل حدث انتقال سلمي للسلطة ؟! .. هذا السؤال الذي يجب البحث عن إجابة حقيقية عليه .. وليس الاساءة للمندوب الاممي بن عمر الشماعة الذي يحاول البعض تعليق رفضه لانتقال السلطة وبناء دولة النظام والقانون والهروب من مخرجات الحوار بافتعال ازمة هنا او حرب هناك او مهاترات اعلامية ..

الم يكن اصحاب فكرة الفدرالية (او المخاليف) في الماضي القريب هم المتضررون اليوم من التغيير ! .. هل كان بن عمر سبب لوصول الشعب لقناعة استحالة التغيير بالطرق الديمقراطية لأن هناك من يتعامل مع الشعب بمنطق (هذه ديمقراطيتي) ؟! ..

هل كان بن عمر سبباً لوجود الجماعات المسلحة ودعمها بالسلاح التي تقتل اليوم المواطنين في صعدة والذين يسعون اليوم لجعل تعز عنوان المدنية شيكاجو اليمن ؟! ..

هل كان بن عمر سبب رفض الدول منح اليمن أي مساعدات نتيجة وصولها لقناعة أن أي مساعدة ستذهب (لهوامير) الفساد ولن تستفيد اليمن منها شيء ؟ وعليه لابد من تغيير ..

الم يكن من الاجدر أن يعمل الجميع من اجل تنفيذ مبادرة انتقال السلطة بالقيام بنقل حقيقي للسلطة حتى قبل الحديث عن الفدرالية وغيرها حتى يطمئن الاخوة في المحافظات الجنوبية أن هناك جدية في التعامل مع قضايا اليمن وما كنا نحتاج اليوم للحديث عن فدرالية اقليمين او خمسة او ستة لأن عدم احساس الجميع بالجدية في تناول القضايا هو السبب الرئيسي لعدم الثقة والبحث عن حلول لا ترضينا بفعل من اساء للجميع منذ عقود ولازال يمارس نفس الاساليب حتى اللحظة الراهنة وليس بن عمر .. والحديث عن ايماءات لا يجب أن توجه لبن عمر بل توجه لسفراء الدول الدائمة في مجلس الامن في اليمن لعدم استخدام لغة واضحة في لقاءاتهم بالفرقاء السياسيين واستخدام كلمة نحن " ننصحكم " أن تقبلوا بما هو معروض عليكم ..

نعتب على بن عمر على عدم التعامل بجدية مع من يعرقلون تنفيذ المبادرة منذ اللحظة الاولى لانطلاق مؤتمر الحوار الوطني ولا نعتب عليه لأي شيء آخر لأنه من صنع ايدينا ..

ولن نسيء له ولن نقول لبن عمر غير .. شكراً بن عمر ولا تكترث لما يقال .. ارفع تقريرك لمجلس الامن هذه المرة دون أي مداهنة فقد سئم الشعب ما يحدث ولابد من وقفة جادة مع من يسيء لليمن قبل الاساءة للآخرين .