الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٧ صباحاً

خلايا الحوثي وطابور الحسم

فضل عبدالكريم الجهمي
السبت ، ١١ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٠ صباحاً
للحوثيين خلايا نائمة في جميع المدن والمحافظات وهذه الخلايا النائمة تعد سلاحا فتاكا وخطيرا بيد الحوثيين وهيا اخطر من مليشياته التي تتزحزح نحو صنعاء رويدا رويدا.

تشكلت هذه الخلايا من شخصيات سياسية واجتماعية وموطنين وصلت عندهم القناعة بعدم جدوى التغيير مطلقا بالأدوات السياسية والاجتماعية الحالية ورأوا في جماعة الحوثي اداة سياسية ممكنة وفارضة للتغيير بغض النظر عن مبادئها ومذهبها ورأوا ان مخاطر سيطرتها على شئون البلد اقل بكثير من مخاطر الاستمرار في هذه الحالة والتي ستؤدي لو استمر الحال الى انهيار البلد وتمزقه.

وبعد ان كانت الخلايا الحوثية النائمة خلايا بسيطة تنحدر من سلالة الهاشميين في بعض المدن الرئيسية فان هذه الخلايا توسعت ولم تعد تقتصر على الهاشميين بل صار الغالبية العظمى من تركيبة هذه الخلايا ينتمون الى مختلف شرائح المجتمع من قبائل وسياسيين ومثقفين وشباب من سكان الحضر والريف.

كانت ثورة فبراير 2011م هيا من اتاحت للحوثيين فرصة التأثير والانتشار عموديا وأفقيا من خلال مشاركتهم الفاعلة والحية في ثورة الشباب حيث كان لهم دورا كبيرا في صمود الساحات وثباتها من خلال حسن تنظيمهم وانضباطهم وإمكانياتهم واستقلاليتهم وإقدامهم على مقارعة النظام السابق وفلوله وهو ما ترك اثرا كبيرا في صفوف الشباب والمخيمين في الساحات وخصوصا الغير منتميين سياسيا او من شباب الاحزاب والتنظيمات الصغيرة او من شباب التنظيمات التي لها خصومة مع الاسلاميين الذين هيمنوا على مختلف الساحات وكان الحوثيين هم السند الفعلي للشباب المستقل في اثناء فترة الصراع على منصة ساحة الجامعة.

كانت الساحات الثورية التي خيم فيها عشرات الالاف وتردد عليها الملايين بمثابة البيئة المثلى التي نمت فيها افكار الحوثيين وكانت لها الاثر الاكبر في ايصال رسالة الحوثيين الى مساحة اوسع وأعمق خارج نطاق المذهب الزيدي وترافق مع ادائهم الثوري في ثورة 11 فبراير 2011 م سيطرتهم على نطاق جغرافي كبير مثل نواه لدولة متمكنة اقصيت فيها مراكز القوى والفساد وكذلك امكانياتهم المادية التي مكنتهم من كسب الكثير من المناصرين لهم في محافظات ومناطق خارج سيطرتهم وخارج مذهبهم.

وأكثر العوامل التي ساعدت الحوثيين على التمدد والانتشار العلني والسري اكان هذا الانتشار من خلال مليشياتهم اومن خلال خلاياهم النائمة والتي يمكن ان نطلق عليها بطابور الحسم هيا يأس المجتمع من عدم امكانية اصلاح الخلل البنيوي الكبير في مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسة القبلية والدينية والتي انتجت نتيجة لهذا الخلل البنيوي العميق اختلالات كبرى قادت الى تراجع كبير في الوضع التنموي الهش اساسا وهو ما ادى الى عجز الاقتصاد الوطني على تحمل الاعباء التنموية والاجتماعية وما نتج عن هذا العجز من اختلال في الامن الاجتماعي والتعليم والصحة وكافة مناحي الحياة وخلق طابورا طويلا وكبيرا من البطالة في وسط مجتمع شاب.

وسط هذه البيئة الملغومة والقابلة للانفجار في اي لحظة فان الحوثيين لم يألوا جهدا في استغلال هذه البيئة لصالحهم من خلال غرس خلاياهم التي نمت وتنمو حتى اصبحت طابورا كبيرا جاهزا للحسم في أي وقت وأي لحظة.