السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥١ صباحاً

أمريكا.. من صعده إلى كوستاريكا !

د . أشرف الكبسي
السبت ، ٢٢ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يقف تمثال الحرية (الأمريكية) شامخاً زاهياً ، بأصوله الفرنسية ، يتحدث لغة (الإنسان) والنظام المتحضر ، شاهداً على رصيده من أبجديات الحقوق والحريات ، في عالمه الخاص ، ملتقى الأعراق والألوان ، مزيج الديانات والثقافات ، وتعايشها المعاصر على أنقاض جماعات الهنود الحمر ، وتحت ظلال العلم (الحلم) الأمريكي المتجمل.. لكنه وبلكنة رعاة البقر ، ونبرة السبق ، وهمجية قوة المنتصر ، يقول ، بعد أن يرتدي وجهه القبيح ، وبزته الاستبدادية ، الاقتصادية والعسكرية: تنتهي حرية العالم عندما تبدأ الحرية الأمريكية..!
هناك في الأسفل تحت قدمي (التمثال) العملاق ، يمارس بطالته مجلس الأمن ، وتتسكع الأمم المتحدة ، لتلتقط مشروعيتها ، وما تبقى من فتات الحرية ، وتمنحها للشعوب والدول ، كحصص وهبات أمريكية ، تعتمد مقاديرها على اتساع أوعية التبعية والولاء ، وقد تنعدم لمن يقول لا..!

لا يتدخل (التمثال) الأبيض في الشؤون الداخلية للدول والحكومات ، فقط ، بل وفي تقرير ماهية تلك الشئون ، ومتى لها أن تكون أو لا تكون ، وصولاً إلى تحديد ألوان وأنسجة ملابسها الداخلية ، فبينما تقف الشعوب على صفوف الربيع ، أو طوابير الانتخابات ، لتقرر مصيرها ، تتوارى نسخة (نووية) مصغرة من التمثال ، داخل كل سفارة وصندوق ، وتحلق طائرة بلا طيار ، حاملة عقوبة أممية بلا معيار ، على رأس كل مواطن وثائر ومرشح ، وفوق كل حقل وحزب وصندوق..!

إن لم يدرك الأمريكيون ، وحلفاؤهم ، أن (الحرية) حق بشري ، وملكية إنسانية عامة ، لا صناعة أمريكية خاصة ، ولا يمكن لها يوماً ، أن تكون (تمثالا) ، يقف حصرا ، على شاطئ نيويورك ، يلعن الإرهاب مرة ، ويمارسه ألف مرة ، أو يرعى البقر و(البشر) في حدائق البيت الأبيض الخلفية.. إن لم تدرك أمريكا ذلك ، فستظل تطاردها اللعنات ، وبكل اللهجات والأديان واللغات.!