الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٥ مساءً

رسالة الى الرئيس القادم 1/5

محمد حمود الفقيه
الجمعة ، ١١ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
بسم الله الرحمن الرحيم ..

سعادة رئيس الجمهورية اليمنية حفظكم الله ورعاكم , تحية طيبة وتقدير اوجهها اليك نيابة عني وعن كل مواطن يمني , والسلام عليكم ورحمت الله وبركاته ..

اولا اهنئكم سيدي الرئيس على فوزكم بمنصب رئيس الجمهورية , ومنحكم الثقة من قبل شعبنا اليمني العظيم , سيدي كما تعلم انك بفوزك في هذا المنصب قد حٌملت مسوؤليات عظيمة , وكلفت بمهام جسيمة , على مدى السنوات الخمس القادمة , وسوف تسلك طريق مملوء بالمتاعب والاشواك , فلا تنسى سيدي الرئيس انك من الشعب اليمني وفيه .. ولا تنسى ان وظيفتك عظيمة عظمّ المسوؤليات , كبيرة كبر التحديات , فلا مجال اذا للهروب , ولا مجال للتكاسل , فالمهمة تفوق التوقعات , والعمل الدوؤب عمود نجاحها...

اعلم سيدي الرئيس , ان مكانتك لاتقبل الكذب , ولاتقبل الخداع , ولاتقبل التبرير !! انك ان كذبت على شعبك , فستفشل لا محالة , ومصيرك مصير الاولين , وانك ان صدقت مع شعبك , فسيظهر صدقك في عملك , فلا تكذب ابدا في خطاباتك مهما تكن الظروف , ولاتجهل احدا ممن سلطت عليه , ولا تغش احدا ممن ستعمل له ..

سيدي الرئيس ..اعلم اننا انتظرناك طويلا , منذ اكثر من ثلاثون عاما ماضية , ولربما سجلنا يوم ميلادك في تأريخنا نحن اليمنيين , فالكل ينظر اليك نظرة امل واستحقاق , والكل يدعوك لمد يدك تجاه من ظلم وتجاه من حرم , املنا فيك كبير , فلاتكن كمن سبقك في تولي هذا العرش الرفيع , فعمر من سبقك كان اطول من عمرك في تربعه على العرش , واعلم سيدي انك عامل مع الشعب , وليس العكس , اليوم الشعب هو الوالد , والرئيس هو الولد , فالابن وماله ملكا لأبيه ...
سيدي الرئيس .. انك ان أتيتنا شبراً جئناك ذراعاً , وان أتيتنا ذراعاً جئناك باعاً , وان أتيتنا باعاً جئناك هرولة , سيدي لا تتحصن بالسلاح , فسلاحك الصدق والعمل , لاتتخذ الاعلام وسيلة لك للظهور , فظهورك قد ينقش في الصخور اذا ما عزمت على اصلاح الامور , انك ان عملت في التعليم , فستظهر في الكتب , وانك ان عملت في الصحة , فستظهر في قلوب المرضى , وانك ان عملت الطرقات , فسيحفر اسمك على جانبيها , ضع بصمتك في الوطن كله , يراك أبنائه في كل أرجائه , سيدي ان أردت أن تتخلد ..فالخلود ليس في واجهات الأبنية , أو في أغلفة الصحف والمجلات , ولا حتى في الشاشات التلفزيونية , ان أردت الخلود ..ضع لك مكانة في القلوب , فدخول القلوب لايأتي صدفة , وانما بالمؤاثرة والتضحية والفداء ...

سيدي الرئيس .. ان ابناء الوطن متعطشون للتنمية , كما هم تواقون للتضحية والفداء لأجل هذا الوطن الغالي , انهم ينتظرون فيه العيش الكريم , واعلم سيدي أن الوطن بحاجة الى أبنائه , كي تتم عملية التنمية والبناء , يحتاج الى عامل النظافة كأحتياجه للطبيب , ويحتاج الى عامل البناء كأحتياجه للمهندس , ويحتاج الى المزارع , كما يحتاج الى المدرس ,فإياك إياك أن تشرد بابناء الوطن , كما فعل ذلك من كان قبلك , ومن الامور التي يجب أن تجعلها نصب عينيك , العمل على اعادة ابناء الوطن المشردون في انحاء المعمورة , فأبناء اليمن في الخارج تواقون للعمل في بلادهم بين أهليهم وذويهم , فاليمن أرض الخير المتعدد , فبدلا من أن نصدر الانسان الى الخارج , نصدر منتجاته , فكم نحتاج الى المزارع , ويمننا بلدة طيبة ورب غفور , وكم نحتاج الى الصناع ويمننا ارض المعادن النفيسة , وكم نحتاج الى التجار ويمننا كانت ولازالت أرض التجارة بين المشرق والمغرب , وكم نحتاج الى المهنسين وبلادنا في طور البناء , وكم نحتاج الى الاطباء , فلا يخلو بيت في وطننا الا وبه مريض والله المستعان ..

سيدي الرئيس يتطلب اليوم منك العمل على زرع ونمو الاخلاق في مجتمعنا , لقد فقد كثير من ابنائنا الاخلاق , فيجب العمل على اعادة الكثير من سلوكياتنا المفقودة , ابان الحقبة المظلمة في حياتنا السابقة , فالمجتمع اصيب ببعض التصدعات , كالفرقة والشتات , وبعض الخصال الغير حميدة , فلذا يجب الأخذ بعين الاعتبار ,انك سوف تواجه تحديات عظيمة , من هذه التحديات , اعادة صياغه مجتمعية شاملة , لاسترداد ما اُخذ منا من مكارم الأخلاق , فنتيجة الحرمان والتقص الذين كانا سببهما النظام السابق , انتشرت الخطيئة في كثير من اوصال مجتمعنا , فلما ظهر الفقر والبؤس بننا , انتشرت السرقة والغش والرشوة , كادت هذه الصفات أن تتوغل في حيتنا , بل وأوشكت أن تنتقل الى أبنائنا , فلولا أن تداركنا ربنا , لصارت ضمن الارث المستحق شرعاً لنا ,كل هذه وتلك تتوجب وقفة جادة وعمل دؤوب ومحاولة حثيثة نحو اعادة مجتمعنا الى جذوره التأريخية , فالمجتمع اليمني معروف في الشهامة والكرم والشجاعة والصفات الحميدة .......

.........يتبع