السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٦ صباحاً

رسالة الى الرئيس القادم 4/5

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ١٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
إلى فخامة رئيس الجمهورية المحترم ... تحية إجلال واكبار، ويسعدني في هذه الرسالة الموجهة إلى سعادتك ، ان أتحدث معك فيها عن الجانب الاقتصادي ...

سيدي الرئيس .. كما تعلم ان اليمن السعيد ، سمي سعيدا لأنه كان وجهة الفقراء وطالبي الرزق في العصور الماضية ، وليس غريب عليك ما ذكره الحق جل وعلى في هذا البلد الطيب ، فقال تعالى ( بلدة طيبة ورب غفور ) صدق الله العظيم ، فحال الأرض هو نفس الحال والبلد الطيب يظل طيبا ، فما ان ينكر أهلها نعمتها وإذا بها تتبدل من نعمة إلى نقمة ، فقد كانت أرض الجنتين أرض طيبة كما وصفها المولى عز وجل ، ولكن سرعان ما تحولت وتبدلت إلى جنتان ذواتى أكل خمط وشيء من سدر قليل ، كل هذا التحول والتبديل لم ياتي صدفة ، إنما نتيجة للجحود الذي أصاب أهلها حينذاك ، والنكران الذي حل بهم ، فالجزاء من جنس العمل ..

لذلك سيدي الرئيس .. نعلم جميا ان اليمن هي أرض خير ونعمة ، واليمن تتميز عن غيرها من البلدان بطيب الإقامة والسكن ، واليمن تحتل مكانة جغرافية مميزة في الخارطة ، مما يعود هذا الموقع لها بالخير الوفير ..

سعادة الأخ الرئيس .. إنما حل اليوم بناء نحن اليمنيون من فاقة وفقر ، ليس حالة طبيعية نستطيع ان نسلم بها ، وإنما بفعل فاعل ورب الكعبة ، أليس حري بابناء اليمن ان يكونوا مثل غيرهم من الشعوب ، يأكلون من حقهم ويتمتعون بما أنعم الله لهم من شتى أنواع النعم ، فيشعرون بخيرات بلدهم وينعمون فيه ، إنما حل بنا من الجوع والفقر هو لاجدال فعل فاعل ، فالفساد المنتشر بالجسد اليمني ، جلب لنا الفقر والجهل والمرض ، فالفساد آفه قتلت العقول والبصائر ، لقد دأب الفاسدين إلا ان نكون شعب فقير متسول ، فعلى مدى أكثر من ثلاثون عاما ، لم نسمع يوما ان حكامنا وضعو برنامجا إصلاحيا حقيقيا نحو التغيير الاقتصادي ، فقد سمعنا نحن المواطنون بخروج النفط في بلادنا ، لكننا نشتريه بسعر يفوق الشعر العالمي ، وسمع المواطن اليمني عن شيء ظهر في بلادنا اسمه الغاز الطبيعي والغاز المسال ، لكن لم ينجو المواطن من تكلفته الباهظة الثمن ، فكان عذر الحكومة وتبريرها الأخذ بالأسطورة الشائعة بأن” باب النجار مكسورا“ وقد عمدت الحكومات المتعاقبة ان تعلن للعامة بأن من ضمن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الأسعار هو تكاليف انتاجها ، المواطن اليمني لاحول له ولا قوة إلا ان يظل يتجرع ما سببه مسؤوليه من الجرعات المهلكة ، وبالتالي نفذ صبر الشعب اليمني ودقت ساعة الصفر فانبعث من سباته ، واستيقظ من نومه ، وهذا ما نشاهده الآن ....

سيدي الرئيس .. لا أحد يستطيع ان يخفي كم لدى بلادنا من موارد خيره ، فنحن نملك الساحل البحري الكبير ، وعندنا المدن المطلة عليه ، لكننا لم نستفيد من هذه الخاصية المميزة على كثير من بلدان العالم ، كثيرا ما يسمع المواطن اليمني ، عن ان أجود أنواع الاسماك توجد في سواحلنا ، لكن كثيرا من مواطنينا بل الغالبية المطلقة ، لم تشعر يوما بأن الاسماك وجبة من الوجبات التي أحلها لها الخالق جل في علاه ، وبالتالي فقد حرم الكثير من أبنائنا النعم الوفيرة ، بل لدي اعتقاد كبير ، بأن كثيرا من المواطنين اليمنيين لم يرى الاسماك إلا إذا كانت مصورة في أحد الكتب ، أو من خلال النشرات الاقتصادية ..

سيدي الرئيس .. اتسائل أنا وكثير من أخواننا اليمنيين ، عما لماذا أنشئت وزارة في مجلس الوزراء تسمى [ وزارة الزراعة ]؟ وما مقدار ميزانيتها العامة في كل عام ؟ وما مقدار ما يتقاضاه الوزير الذي يعمل بمكتبها العام ؟ وكم عدد الموظفين الذين ينتسبون للوزارة ؟ وكم الاعتماد المالي الحكومي بل والدعم الأجنبي لهذه الوزارة ؟ ماهو الدور الذي تقوم به وزارة الزراعة تجاه استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة إنتاجها ؟ ومن بين الأسئلة المطروحة كم عدد المساحات المزروعة في الجمهورية اليمنية ؟ وكم وصل انتاجنا من المحاصيل الزراعية بشتى أنواعها ؟ لماذا لانجد منتوجاتنا الزراعية في الأسواق الإقليمية ؟ كم يبلغ الطلب المحلي للمحاصيل ؟ كم يبلغ اجمالي ما نصدره إلى السوق المحلي والأجنبي ؟

سيدي .. الرئيس القات وما إدراك ما القات ؟ حينما كنت سيدس أتابع بعض القنوات التلفزيونية، تظهر مادة إعلانية حول سيارات الكابرس الأمريكية ، فدائما ما تظهر عبارة مع صورة الكابرس مفادها - كيف نعيش بلا كابرس - وبالتالي فقد تنطبق هذه الكلمة على القات لدى شعبنا اليمني ، فكيف شيعيش الشعب اليمني بلا قات ؟ ان القات سيادة الرئيس آفة كبيرة وطامة أكبر ، حلت على هذا الشعب ولا نعلم إلى الآن سر وجودها فقط في بلادنا ، لاندري متى حلت في دارنا نحن اليمنيين ، ولا نعلم كيف يمكننا ان نتغلب على شهوتنا المقيتة بهذه الشجرة الخبيثة ؟ وكيف يمكننا ان نعيش ما تبقى من عمرنا من دون قات ،،، يجب عليك سيدي الرئيس ان تدعو إلى مؤتمر دولي ، وان تعمل بكل مافي وسعك على إحضار العلماء والمفكرين في هذا المؤتمر ، وان تطرح موضوع التخلص من القات ، وإيجاد البدائل والحلول المناسبة لإزالته ، ولاشك ان أكبر تحدي يواجه الشعب اليمني ، هو كيفية التخلص من هذه النيتة الخبيثة ، هذه الشجرة التي أطاحت بالعقول ، ووادت الاقتصاد المحلي ككل والفردي بشكل خاص ، فقد حارة البلدان أجمع الحشيش والمخدر ، وسنت لها القوانين الرادعه والعقوبات الهالكة ، وبالتالي فلا مناص من ان نبتدء بعمل مثل ذلك ، وهو ايجاد تشريعات تحرم القات وتناولة وقبل هذا ايجاد البدائل الاقتصادية ، ووضع خطط وبرامج علمية وعملية للتوعية من استخدام القات و أضرارة على الجانبين الصحي والمادي ، ولأننسى ان نوجد موارد اقتصادية أخرى للفئات التي تعتمد بشكل كلي على موارد القات وعلى الأسر التي تدر منه الدخل الوفير ..

سيدي .. سيطلب منك أبناء الوطن اعداد التقارير. السنوية والفصلية عن كامل النشاط الاقتصادي للدولة ، وشنطلب منك الكشف عن طريق وسائل الإعلام عن الثروات التي يتمتع بها اليمن ، وعن حجم هذه الثروات ، وعن أنواعها ومقاديرها ، فلا نعلم إلى الآن كم لدينا من نفط ، ولا نعرف كم لدينا من غاز ، أسئلة كثيرة تدور في محيطنا ، منها ... ما نوع الثروة التي تتمتع بها الدولة ، هل نحن فعلا بلد بلا موارد طبيعية كما يدعي النظام السابق ، ما هو حجم الاستكشاف الذي وصلنا اليه كي نعرف سياساتنا الاقتصادية المستقبلية ..
سيادة الرئيس .. المهمة صعبة وأمامنا تطلعات كبيرة ، والأصعب من ذلك الوفاء بتعهداتنا والتزامنا تجاه المسؤولية المنوطة بنا ، اليمن بحاجة إلى الهمة العالية والعمل الدؤوب ، بلدنا بحاجة إلى السياسات الرشيدة ، والخطط الناجحه ، ولدينا أمثلة كثيرة في ما حولنا ، كلها سلكت طريق النجاح ... وللكلام بقية