الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٨ صباحاً

خطيئة الاصلاح ...والتوبة

محمد حمود الفقيه
السبت ، ١٢ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٣:٤٩ مساءً
ظهر بزوغ التجمع اليمني للصلاح في اليمن بشكل رسمي في بداية تسعينيات القرن الماضي ، ويمكننا القول ان الإصلاح يعتبر من أهم النخب السياسية في اليمن ، نظرا لما يتمتع به من قاعدة عريضة ، وولاء شعبي كبير ..

فقد سعى الإخوان المسلمن في اليمن والمتمثلة بحزب التجمع اليمني للاصلاح إلى الدخول في العمل السياسي اليمني ، والمشاركة في حكومة الائتلاف التي تشكلت بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990 ، واستغل التجمع فرصة وجوده في الائتلاف الحكومي ، التي من خلالها دأب نحو التوسع ، وقام بعمل عدد من الفعاليات الحزبية والتنظيمة ، ساهمت بشكل كبير في اتساع رقعته في جميع محافظات الجمهورية اليمنية ..

أتت حرب صيف 94 التي ما من خطاب للرئيس اليمني ، إلا وذكرنا بها وويلاتها ، ولم يكن التجمع اليمني للاصلاح بمنئا عنها ، فقد استطاع حزب المؤتمر الشعبي العام ان يولج الاخوان المسلمون في اليمن إلى أرض المعركة والتي كانت حرب بين قوات علي عبدالله صالح ، وبين قوات نائبه حينذاك علي سالم البيض الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب اليمني سابقا ..

خاض التجمع اليمني للاصلاح الحرب إلى جانب قوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ، وقدم العديد من الشهداء أبرزهم رشاد شعلان الذي نسأل الله ان يتقبلة في منازل الشهداء ، ورغم اني كنت من بين المنتقدين لانضمام الاصلاح إلى الحرب ، غير أننا وكثير من اليمنيين كنا نجهل سبب اندلاعها ، ذلك ان الحزب الحاكم استخدم العديد من الحجج والمبررات لنشوب تلك الحرب التي يمكن ان اسميها على أنها كانت حرب ظالمة ، انجر الإصلاح وراء تلك المعركة ، وكان بامكانه الوقوف جانبا ، أو كان باستطاعته ان يقوم بدور الوسيط عوضا عن الوسيط الخارجي .

سجل اليمنيون وعلى وجه الخصوص الجنوبيون الخطيئة المحسوبة للإخوان المسلمون في اليمن ، فسببت تلك الخطيئة ركودا واضحا لتوسيع نشاطات التجمع اليمني السياسة والحزبية والتنظيمية .

حاول اليمنيون مرارا وتكرارا نسيان تلك الحرب ، وغدوا يسيرون نحو الحلم الكبير المتمثل بالأمن والإستقرار والتنمية والبناء للدولة اليمنية الجديدة ، فقد أمل كل انسان يمني ان النتائج لتلك الحرب ستكون من مصلحة الجميع ، للخروج من أزمات اليمن التي عصفت به واحدة تلو الأخري .

أتت الانتخابات النيابية ، ويليها الانتخابات المحلية والرئاسية ، وكنا نتوقع ان يحدث التغيير ، فإذا بنا نتفاجئ بتقديم المؤتمر الشعبي العام ، الرئيس علي عبدالله صالح مرشحا لمنصب رئاسة الجمهورية من جديد _ حوصر التجمع اليمني للصلاح بين الولاء المصلحي آنذاك وبين عدم وجود شخصية إصلاحية بارزة لتقديمها إلى الترشح كمنافسا للرئيس اليمني ، رغم وجود المرشح الرئاسي قحطان الشعبي كذلك للمنافسة ، فوقع الإخوان المسلمون في فخ الخطيئة الثانية من عمره ، خلال أقل من عشر سنوات ، هذه المرة ( حشد أصوات ناخبيه لدعم علي عبدالله صالح ) خابت آمال شريحة واسعة من المنتسبين للاخوان ومن غير المنتسبين ، وكذلك خابت آمال الشعب اليمني الذي كان يحلم في تغييرا حقيقيا في البلاد ..
كلنا نكن المحبة لإخواننا في التجمع اليمني للاصلاح ، لكننا مع عدم التستر لخطاياهم ، تجاه شعبهم اليمني ، ولازلنا نعول عليهم بأن يواصلوا دربهم نحو التغيير الحقيقي ، يجب ان تصرفوا بكل مسؤولية في ما يخص شعبنا اليمني ، فنحن نعرف انهم اليوم في الساحات كبيرهم وصغيرهم ، ينشدون التغيير ، ويطالبون من عملوا على دعمه وترشيحة بالرحيل ...