الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٨ صباحاً

اي غرف عمليات.!!

خالد الصرابي
الاربعاء ، ١١ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٥٠ مساءً
نتساءل هنا عن أي نوع من غرف العمليات التي تتخبط في مزاعمها المجاميع الارهابية من خلال بياناتها الصادرة كتبني لعملياتها الارهابية !فقد اعلنت في اعتداءها السابق على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية تحت ذريعة – غرف عمليات السيطرة- مدعية بانها غرف تخابر مع القوات الامريكية .اشارة الادلة والبراهين على كافة خطوات تلك الاعمال الاجرامية بانها تفصح عن الاستهداف الصارخ ليس فقط لاعاقة مؤتمر الحوار الوطني بل هي اشعال النيران المتصاعدة في جسد الوطن الباحث عن السلم والبناء المتجدد.في هجومها الاخير على مجمع وزارة الدفاع صباح الخميس الماضي كشف عن العديد من المدلولات التي يكمن في مقدمتها جدية القيادة السياسية في مضيها المتواصل في سبيل ارساء سفينة الوطن على شاطئ الامان .نحن ندرك بان وسخ السياسة مريب وبشع للغاية لكن ذلك لايعني تعاملنا الدائم مع ما يحدث من عمليات اجرامية في صلب الوطن وفي سياجه المنيع –القوات المسلحة والامن- بانها اعمال سياسية هدفها افشال كل الاعمال الايجابية الوطنية ,وانه لابد ان نتيقن باننا في مواجهة صارخة مع عدوا مباشر يستهدف الوطن بشكل عام وقواته المسلحة بشكل خاص .فما الداعي للعب باوراق السياسة وليكن من يكن فهوا مجرد عدوا فلن نستفيد من كافة التحليلات السياسية اكثر من توخي الحذر وتصنيف كل عابث بارواح البشر وكيان الوطن في خانة الاجرام العدائي الذي وجب الخلاص منه بشتى انواع الطرق والوسائل .فاي غرف عمليات تدعي تلك العصابات الارهابية تعقبها وهي تقتل الابرياء في غرف العمليات الجراحية بمستشفى مجمع وزارة الدفاع! انه عار علينا كبير ان نترك تمادي القتلة واستمرارهم في عملياتهم البشعة ضد المواطنين .لقد رصد ذلك مدى العجز الكامل لاجهزة الدولة عن وضع حد لاراقة الدماء وزعزعة الامن والاستقرار كما يوحي ايضا بفشل ما اذا كان هناك بناء وطني متجدد.. مهما تكن المبررات فان مجرد الادانة والتنديد من قبل الدولة نفسها والمواطن ووسائل الاعلام ليست كافية او بالاصح ليست حلا للخروج من مستنقع العمليات الاجرامية الارهابية ..اما ما يستنكره ابناء الشعب وبشدة هو التحفظ بالمعلومات والحقائق التي عادة ماتدخلهم في دوامة خلط الاوراق ليفاجئ بعد فترة زمنية وجيزة بتكرار تلك العمليات التي تطور من مرحلة لاخرى بصور وافعال تزداد بشاعة ..القيادة السياسية لديها العديد من الخطوات المضيئة امامها للتغلب على كافة المعوقات والصعاب الماثلة امام خطواتها على طريق النجاح ,ولكن احساس الشعب دائما يكمن في وجود شلل يحد من حركتها .قد يكون استخراج عناصر العمالة المندسة في صفوف ابناء الوطن ومنتسبي مؤسسته العسكرية امرا يبدوا امامها صعب لكنها حتما ستكون قادرة على اجراء عملية التنقية من خلال تغيير جذري يشمل القيادات العسكرية والمدنية بدماء شابة واعدة تخلوا منها شوائب الانتماءات الحزبية والطائفية المدمرة ,وكذا تفعيل دور الاجهزة الاستخباراتية في نطاق اوسع واشمل وذلك حتى تتمكن من تحديد وكشف هوية تلك العناصر واماكن تدريبها السرية واستخراج وسائلها البشرية المتجذرة في عمق اجهزة الدولة , وبالتاكيد سيكون هناك فرق بين تحديد مسارات العدو وبين انتظار المباغتة التي دائما ما تزعزع الامن والاستقرار وتربك حركة الدولة في مساعي البناء المنشود كون غرف العمليات التي تهدف اليها ليست كما تزعم بانها غرف مخابراتية بل هي غرف وطنية تتمثل بكافة اعمال البناء الوطني وكذا غرف الشخصيات الوطنية التي تدرك بثقل خطواتها الجادة في مصلحة الوطن.