الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً

فسحة الاقاليم في تحقيق الاحلام..!

خالد الصرابي
السبت ، ١٥ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
بدا ابناء الوطن ازاء خطوة الانتقال الوطنية الجديدة "النظام الاتحادي"كنقلة لم يعهدها خلال مسيرة حياته التاريخية بنوع من التخوف برزت حولها العديد من علامات التعجب ذو الحجم الكبير دون ان تكون على احد ملامة اوحرج في ذلك..لكن خطوات العمل المستمرة ترافقها العديد من الجهود الجبارة التي تبذل حتما ستكون بمثابة خيوط النور المبددة في طريقها لكافة اماكن الضباب حتى يتسنى لنا الرؤية وقد اكتملت الصورة امامنا لمفهوم ومضامين الحياة في ظل التقسيم الاقليمي لدولة اليمن الاتحادية ..جاءت هذه الانفرادة كتلبية للمطالب الجماهيرية في تحقيق عايتها المنشودة , وذلك للخروج بالوطن من دائرة الصراعات المتخبطة لواقع اصبح المستقبل مشوش امام تقوقع الادارة المركزية والتي اعلنت عجزها الكامل عن السيطرة والقدرة في تحقيق ولو جزء بسيط من الاحلام والامال المبنية على اعتاب هذا الوطن.ليبقى مشروع الاقاليم وما تتمتع به من فسحة ادارية واستقلالية كاملة في الحكم القدرة الفائقة على المواكبة العصرية في شتى المجالات..ولعل من ابرز التأملات كضمانة اكيدة لتحقيقها في اطار الاقليم الواحد هي ترسيخ قواعد الامن والاستقرار بعيدا عن الشتات السابق لعدم القدرة على السيطرة في ظل دولة تمكنت العديد من الاحداث المتفرقة والمستمرة بشكل متنامي من خلق حالة فوضى عارمة تسببت قطعا في الاعاقة الكاملة لمسيرة البناء والنهوض الحضاري..قد يكون مشروع اقامة الدولة الاتحادية خطوة جديدة في حياتنا لكننا لم نكن السباقون او الوحيدون في هذا النهج كون العديد من ارقى دول العالم تقدما تعيش وفق حكم هذا التقسيم الفدرالي , وهو مامكنها من اجتثاث جذري لكافة المعوقات الماثلة امامها لتحقق بنهوضها الشامل ارقاما عجزت في الوصول اليها العديد من الدول الاخرى..مضمون الاقاليم ليس كما يعتقد البعض- مجرد تجزئة للوطن- كون الهدف الرئيسي اعمق من ذلك بكثير , وهو ما اورده فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضمن حديثه امام مساعدة الرئيس الامريكي لشئون الامن القومي ومكافحة الارهاب "ليزا موناكو" مطلع الاسبوع .حيث كانت تلك الكلمات بمثابة الاضاءة الحقيقية لاهداف ومضامين الاقاليم , وقراءة عكسية لمعاناة السابق في ظل "المركزية" المتسبب الرئيسي في الحرمان , وعدم تحقيق العدالة في توزيع المشاريع والامكانيات . لذا كان اتجاه كافة الرؤى حول النظام الاتحادي باعتباره الضامن والطريق الوحيد لتحقيق العدل والمساواة , وعدم الاقصاء والاهمال والتوزيع العادل للمسئولية والثروة والسلطة, ومن هذا المنطلق بنية كافة الامال على ان النظام الاتحادي هو من سيمثل تلك القفزة النوعية والتي ستتمكن من خلال احتواءها لكافة نقاط العناء الانساني من تحقيق تطلعات واحلام الشعب.