الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٨ صباحاً

نصف الثورة ولا كلها ..!!

موسى العيزقي
الخميس ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ارتفعت حدة الأصوات الرافضة لحدوث تسوية سياسية بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة من خلال (المبادرة الخليجية)، وأنقسم الشارع اليمنى ما بين مؤيد ومعارض لهكذا خطوة، بعد توقيع صالح على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية بشكل نهائي بالمملكة العربية السعودية.

وعلى الرغم من أننا جميعاً لسنا راضيين عن هذه النهاية للثورة الشبابية خصوصاً بعد بلوغها الذروة، وتقديمها للكثير من القتلى والجرحى، ناهيك عن ما خلفته من ازمات ألقت بضلالها على المواطن المسكين،إلا أننا مع أي حل قد يضع حداً لتلك المعاناة، خصوصاً وأن كان الحل يؤدي إلى خروجنا من الثورة بأقل تضحيات ممكنة، ويجنبنا من الدخول في أتون حرب مدمرة تقضي على خيرات البلاد ومقدراته.

إن حلاً كهذا باعتقادي ستكون له آثار إيجابية على مستقبل الوطن وحاضره، كما وسيمكن جميع اليمنيين من إعادة بناء الدولة اليمنية وهيكلة أجهزتها المختلفة بما يتماشى وأهداف الثورة الشبابية التصحيحية خصوصاً والباب سيكون مفتوح على الأقل أمام مختلف المكونات السياسية والحزبية وغيرها للمشاركة في ذلك بعيداً عن العنف والصراع.
كما ولا ننسى أن نذكر أنفسنا بالمثل الشعبي القائل (نصف البلاء ولا كله)، وحصولنا على نصف ثورة مع إحتفاظنا بعدم الدخول في أتون حرب أهلية، خيرٍ من حصولنا على ثورة كاملة مع الدخول في حرب وصراع ودمار يقضي على كل مقدرات الوطن وخيراته.

أخيراً... يجب علينا جميعاً أن نحمد الله تعالى على توفيقه لنا في هذه الثورة المباركة والتي بلا شك حققت لهذا الوطن الكثير من الانجازات لعل أبرزها(أعادة تحقيق الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد، تكريسها لمبادئ وقيم نبيلة زادت من تعميق الروح الوطنية بين المواطنين، خلق جو من الوعي بين المواطنين، تعريف المواطن بأهمية الحفاظ على الوطن وعلى مقدراته العامة والخاصة) والاهم من ذلك كله أنها عملت على(قطع التمديد والتوريث) أمام أصحاب النفوس الضعيفة وعبدة الكراسي وتجار المصالح.