الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٨ مساءً

شبق الحكم بين "حاشد" و"سنحان"..!

عاصم السادة
الاثنين ، ٠٢ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
ندرك جميعاً أن ما حدث في اليمن خلال العام الماضي من أزمة سياسية طاحنة كادت تقود البلاد إلى مربع الصراع الأهلي اللانهائي كان سببه الجوهري هو مشروع التوريث الذي كان يخطط له الرئيس السابق علي عبد الله صالح في توريث كرسي الحكم لابنه احمد علي قائد الحرس الجمهوري بصورة شرعية لما من شأنه الدستور اليمني يكفل الحق لأحمد علي الترشح لمنصب الرئاسة كمواطن يمني تنطبق عليه الشروط المنصوصه في القانون وهذا ما كان يروج له من قريب أو بعيد وقد بدا على الرئيس السابق في خطاباته آنذاك انه لا يهدف إلى ذلك إلا أنه في ذات الوقت كان يلمح أن لابنه الحق في ذلك كونه يمني وهذا ما اعتبره الكثير تمهيداً لخطوات تربع الابن بدلاً عن الأب وبالتالي ذلك لم يكن فحدث ما حدث من موجة سخط عارمة من اليمنيين ضد هذا المشروع التوريثي ولعل من طرق ذلك الباب وجعل الأحزاب السياسية المعارضة تتنبه إليه هو المعارض القبلي حميد الأحمر حيث وظف كل الإمكانيات المادية والقبلية والسياسية لمنع هذا المشروع أن يمر ليس عن قصد انه حريص على عدم مخالفة الأسس الديمقراطية الحقيقية أو إيمانه بتداول السلمي للسلطة أو خوفاً من أن يتحول الحكم السياسي في اليمن إلى مزرعة تتوارثها العائلة وإنما خشية منه خروج سيطرت الحكم السياسي من قبضة "حاشد" إلى "سنحان" فكان استعدائه للرئيس "صالح" شخصي أكثر من كونها قضية وطنية ودفاع عن مكتسبات ومقدرات الوطن والمواطن معاً..!

ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2006م بدأت طموحات حميد الأحمر تنجذب للحكم وقد كان ذلك جلياً مشاركته فيها ودعمه اللامحدود لمرشح الرئاسة فيصل بن شملان-رحمة الله- آنذاك إذ انه وضع نفسه في موقع نائب الرئيس المحتمل فوزه في الانتخابات المرشح بن شملان وهو بذلك كان يحاول الوصول إلى سدة الحكم بأي طريقة ليس إلا..بالإضافة إلى إدراكه أن "بن شملان" لم يعد بسنه المتقدم وصحته المتدهورة تحمل مسؤولية الحكم وبالتالي كان يستخدمه كورقة سياسية مؤقتة يمتطي به إلى كرسي الرئاسة.. وهكذا وقف "حميد" ضد "صالح" بقوة إلا أن وجود والده الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في صف "صالح" وتأيده ودعمه له في الانتخابات كان كابحاً لجماح حميد في التمادي على صالح كما حصل بعد موت الشيخ الأحمر حتى الآن..ويبدو أن هذا الطموح مازال يعشعش في مخيلة حميد الأحمر لاسيما انه ردد ذلك مراراً في مقابلات صحافية معه انه لا شيء يمنعه من أن يصبح رئيساً لليمن ..وهذا ما يؤكد إصراره وشبقه للحكم ..

اليوم وبعد تخلي "صالح" عن السلطة وتسليمها سلمياً عبر صناديق الاقتراع وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يبدو أن بعض الأطراف الطامعة في الحكم ليست راضية كل الرضا عن ما حدث ولكنها قبلت ذلك الواقع على مضض إذ فرض عليها وبالتالي مازالت تضع نفسها موقع البديل المحتمل لرئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية الثانية الأمر الذي يبشر بصدام سياسي قوي قد يحدث بين الخصوم السياسية في الانتخابات الرئاسية القامة عام 2014م ..

وفي المقابل أعلن الشيخ محمد ناجي الشايف في حواره مع صحيفة الجمهورية الأسبوع الماضي أن مرشح المؤتمر الشعبي العام للرئاسة الجمهورية اليمنية عام 2014م سيكون احمد علي عبد الله صالح الأمر الذي لم يثر حفيظة الأحزاب السياسية تجاه هذا الإعلان ولم يثر-ايضاً- ردود أفعال منها كما عهدناها وهو ما يجعلنا نضع احتمالات عدة أمام المرحلة الانتقالية الثانية أي ما بعد الرئيس هادي..

وبالتالي فان هناك اثنان لا ثالث لهما سيخوضان سباقاً تنافسياً ساخناً في الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2014م وهما: العميد احمد علي عبد الله صالح كمرشح للمؤتمر وحلفائه والشيخ حميد عبد الله الأحمر كمرشح لأحزاب المشترك وشركائه مع عدم إغفال القوى القبلية والعسكرية لكلا المرشحين ..

وهنا لنا أن نتساءل: هل الشخصيتان مرغوبتان في الشارع اليمني خاصة بعد أحداث العام 2011م..؟ وأيهما سيفوز على الرئاسة في اليمن في حال حدث ذلك..؟ وهل سيتقبل المرشح المنهزم نتيجة المرشح الفائز أم لا..؟ِ وهل هناك توازنات سياسية وقبلية وعسكرية بين المرشحين..؟