الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٥ صباحاً

مطرقة التغيير وسندان الإقصاء

عباس القاضي
الخميس ، ٠٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لا يختلف اثنان بأن الرئيس المنتخب – هادي - ورئيس حكومة الوفاق - باسندوه - في وضع لا يحسدان عليه , في حلحلة الوضع القائم , فيما يتعلق بالتغيير المنشود , ومقاومة رد الفعل , قد يكون لعمريهما دور في هذا, فهما في مرحلة الحكمة والتأني .

فالوضع أفرزته ثورة عارمة في الساحات والميادين , كما هو في النفوس والسلوك , هؤلاء يريدون تغييرا جذريا , يدركون فيها أن تضحيتهم أثمرت , ودماءهم لم تُسفك ليتربعا على كرسي الحكم .

يريدون نظاما جديدا تغيب فيها الوجوه الفاسدة وتأفل الأسماء المملة .

لا يؤمنون بأنصاف ثورة , ولا تُدفع أهدافها بالتقسيط , يريدون منهم قرارات شجاعة , تخسف بمن كان يتربع على كرسي وصفوه في يوم ما , إنه من نار , ويتركون حكم شعب نعتوا حكمه بأنه رقص على رؤوس الثعابين.

هَمُّ الثوار اليوم ليس التنمية , ولا الخطط الخمسية , حتى لقمة العيش ليست هَمَّهم , كل ما يفكرون فيه , قرارا يفضي بتطهير الوزارات والهيئات والمؤسسات بما فيها العسكرية والأمنية من بقايا نظام , نهب البلاد , وظلم العباد, وعندما خرج الشعب ينحت في الجدار لإحداث كوة فيه , يتنسمون من خلاله عبير الحرية , أطلقوا عليهم من خلالها الرصاص , فَقُتِلوا وَجُرِحوا وخُطِفوا.

الثوار يقولون – ومعهم كل الحق – ما خرجنا لنقف منتصف الطريق .

نريد قرارات شجاعة تهد هذا البناء الهش , لتقيم َعلى أثره , بناء اليمن الحديث , الذي يقوم على أساس العدل والمواطنة المتساوية , ومحاسبة من يحكمنا , ويغادرنا ونحن ما نزال نرغب في بقائه , ليأتي بعده من يعلي البناء بروح جديدة .

فيخرج القرار من الرئيس المنتخب ورئيس الحكومة تحت هذا الضغط والذي يُخلَطُ - كما ذكرنا – بحكمة الشيوخ , يحوم حول الحمى , فيكون أشد حياء من الفتاة العذراء في خدرها .

ومع ذلك يطير صواب الطرف الآخر , الذين لا يعترفون بالثورة ويعتبرونها مجرد أزمة , خرج منها الرئيس السابق , الذي تحول لقبه إلى زعيم , ليستريح – استراحة المقاتل – يتكئ على ماتبقى من قوة السلاح والمال , وبعض خيوط اللعبة السياسية التي كانت له منهجا وأسلوب حياة , آخذا في الاعتبار أن ما أفرزه حكمه من نتوءات وملفات ساخنة قادرٌ على عودته كشخص أو نظام من خلال أقاربه ومعاونيه . أو قلب الطاولة على من سيحكم بعده , وما زال حزبه يتقاسم حكومة الوفاق.

هؤلاء عندما يصدر القرار يرون فيه استهدافا وإقصاءً , لا يتوافق مع روح المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كم يقرؤونها – مخطئين – لأنه كما ذكرنا لا يعترفون بالثورة , وأن إعادة هيكلة الجيش والتدوير الوظيفي من أهم بنود هذه المبادرة , وهي تعني إزاحة هؤلاء من مراكز تأثيرهم .

لهذا معانات الرئيس المنتخب ورئيس الحكومة ستبقى ما بقي حكمهما , ولن تزولَ , حتى يزولا , في انتخابات تجسد تطلعات الشعب اليمني بكل فئاته , من خلال انتخابات 2014 م