عندما يتحدث الشيخ القبلي الذي لايزال مدجج بأنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة عن الدولة المدنية الحديثة اشعر بأن اليمن لن ترى مستقبلها المنشود ألبته لطالما أن هؤلاء هم الناطقون باسمها مع براءتها منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ..واستغرب كثيراً من مدنية هؤلاء المشايخ التي بالنسبة لهم تعني المواكب المسلحة التي ترعب المواطنين أثناء مرورها في الشوارع والأحياء وفوهات بنادقهم موجهة إلى صدور الناس ..!!
وكيف لنا أن نتحدث عن الدولة المدنية الحديثة في حين أن الدولة بمعناها ذاته مازالت مفقودة أو مخطوفة لدى هؤلاء المشايخ القبليين..؟
وكيف لنا أن نرى يمن جديد ومستقبل أفضل وهذا الشيخ مسيطر على الكثير من الشركات والاستثمارات إذ لا يسمح لأحد منافسته في السوق الحرة..؟
وكيف لنا تصديق ذلك الشيخ بأنه وطني ويحب اليمن ويخاف على مقدراتها ومكتسباتها وهو ممتنع عن دفع الضرائب الخاصة بشركاته الواجبة علية قانوناً للدولة..؟
وكيف لنا أن نفسر حديث هذا الشيخ الحميد عندما يحاول مقارنة وضع اليمن بالدول الأخرى ولاسيما الشقيقة في مجال البنية التحتية وهو سيد الدواسين على القانون ..وهو من منع بناء مدرسة في منطقة قبيلته..وهو من منع صدور قانون تنظيم حمل السلاح في مجلس النواب..وهو من صفع رجل المرور أثناء تأدية مهامه ..وهو من يسجن الناس الذين ارتكبوا أبشع الجرائم التقطع والقتل في بدروم منزلة هكذا وكأنه الدولة بحد ذاتها..؟!
فعلى من يفتري هذا الشيخ وأعوانه هل على نفسه أم على إخوانه أم على عشيرته أم على حزبه أم على اليمن أم على اليمنيين بكل شرائحهم الاجتماعية..؟!
أليس من العيب أن تتقمص دور الثعلب في ثياب الواعظين..؟ أليس من المخجل أن تدعي الشرف والنزاهة في زمن بات يعرف ما تبدون وما تظهرون..وما فعلتم وما ستفعلون..؟ فعورتكم أضحت مكشوفة للعالم اجمع لكنكم لا تشعرون..؟
ومن عجائب هذا الشيخ انه في شاشات القنوات ينظر وينتقد الآخرين لحملهم السلاح في حين انه تناسى ذاته وإخوانه بأنهم أول الرافعين له في وجه الضعيف والدولة معاً..؟! يا شيخ لا ترمي بيوت الناس وبيتك من زجاج..!
اقسم لكم أن مشاكل اليمن وما تحيطه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لن تحل ولن تنفرج طالما الشيخ هو الدولة والقانون ورئيس الوزراء ورئيس البنك ورئيس مجلس الوطني.. ورئيس الساحة ..ورئيس الشركة..ورئيس المشايخ..وووو...الخ..؟!!!!
وكل هذا في كوم وبيت البيض المنهوب في عدن من قبله بكوم ثاني..وفوق هذا كله يدعوا البيض للحوار هكذا "عيني عينك" لا حياء ولا بقاء..!
فكيف أحاوركم وانتم من سلب بيتي الذي هو مستقر جسدي ومرسى فؤادي وأبنائي..؟ فهل يعقل ذلك في الديانات السماوية والمسيحية والبوذية والتلمودية وكذا الأعراف الدولية والمحلية بأن تسرقني ثم تأتي وتطلب مني أن أصافحك..؟
لذا لا تكن كمن يرى سوءة الآخرين ويقهقه في الوقت الذي لا ترى سوءتك وعوراتك ..فنحن نراها ولكن نغض الطرف إن بدت لنا مآخذك وكأننا لم نر..لعلى وعسى ..فمتى نراك تقول وتفعل معاً..فكم هو عار عليك أن تنهي عن خلق وتأتي مثله ..!
