السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٨ صباحاً

ولن ترضى عنك الخليج ولا أمريكا حتى تتبع ملتهم

وليد احمد الحوام
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
مع تسارع الأحداث اليوم، وانقلاب الموجات والرياح على الثورة اليمنية برياح شديدة
تعصف يوماً بهذا وبالآخر يوماً آخر أيضاً.
نجد المتضرر الأول والأخير هو المواطن اليمني وبالأصح الثائر المغلوب على أمره.
فمنذ بداية الثورة التي قام بها الشباب ولا غير الشباب سيتحقق الظفر بذلك اللقب ،
وهم في أغلب الأحيان مُهمشون سواء كان من النظام أولاً أو من الأحزاب السياسية أحياناً.
مع أن جميع الثوار بجميع أطيافهم يسعون للتلاحم والتوحد،حيث أنهم يريدون أن يقفوا على قلب رجل واحد، من أجل أن يسقط كيان رجل فاسد.
ومع كل ما مروا به الثوار من مصاعب ومحن ،تغلب عليها الجميع بصبرهم وتعاونهم.
ومن أقذر تلك المصاعب ما يسمى بمبادرات التخدير الخليجية والتدخل الغربي.
إنها كالمخدرات في الجسم تمرضه وتمنعه عن الحركة والإنتاج.
بعثت الفُرقة بين صفوف الأحرار فمنهم مؤيد ومنهم دون ذلك.
تلك المخدرات الخليجية الغربية،كانت سبباً رئيسياً في تأخير الثورة وهذا الكلام ليس جديداً ولا غريباً،ولكن الأغرب في ذلك ماذا كانوا يريدون من مبادراتهم؟
وحتى لا نسوء الظن كثيراً بهم،إلا أنهم مع الأسف كانوا كمثل الذي يدُس السمّ في العسل،
والذي ذاق مرارته الثوار.
فلا يخفى عليكم أن أفكار ووجهات نظر الثوار في الساحات تختلف أحياناً،ولكن المطالب وحدها تتفق ويجتمع عليها الجميع صغيرهم وكبيرهم(الشعب يريد إسقاط النظام).
ومنذ اليوم الأول للثورة المباركة والشباب من صمود إلى صمود،عانوا الكثير ولم يحصدوا إلا القليل ولكن هيهات هيهات أن يقف أحداً عتبتاً أمام طموحاتهم ومتطلباتهم ولو كلفهم ذلك العمر كله،ليس لـ أشهُرٍ ولا أيام.
وبعد كل ذلك العناء رحل السفاح إلى السعودية في حادثة هي الأشد غموضاَ في الثورة اليمنية.
رحلَ أو ترحّل لأي سبب من الأسباب ،وذلك وحده جعل الثوار يحتفلون ويستبشرون بالتمكين والنصر..ولا أُخفيكم سراً أنني قمت بإرسال هذه الرسالة(النصر بات قريباً يا رفاق)لكثير من الأصدقاء والأقارب،ذلك لأنني أحسست بالسعادة في قلبي، واستنشقت عبير الحرية والنصر القريب.
حينها قلت هذه هي فرصة الأحرار حتى يحققوا مطالبهم ،فلن يفوتوها على أنفسهم أبداً.
ولكن يبدوا أن علي صالح كان مسيراً غير مخيّر هو وأتباعه،فمن يُخبرُني ما هو الفرق قبل رحيله وبعد رحيله؟ ،سواء أنكم ستقولون فرحنا ساعات ،وتجرعنا العذاب بعد ذلك أيام.
كل ذلك لأن الأمور تدار بـأيادٍ خارجية ،فمن يعطي الأوامر وعلي صالح في غرفة العمليات أو العناية المركزة.!!
ولعل الشاهد على ذلك أنه عندما تولى عبدربه منصور كرئيس مؤقت في هذه المرحلة،
لم يتغير أي شيء . ولو فرضنا جدلاً أن المخدرات الخليجية تم التوقيع عليها في صيغها المتتالية،
وسلم الأمر لنائب الرئيس ،هل تظنون أن أجناس طالح سيتركون البلاد.
وهم الآن يديرون اليمن حتى وإن كان فاسدهم غير متواجد.
والأشد عجباً أنه عندما طلب الشباب في الساحات البدء بتكوين مجلس انتقالي قبل عودة طالح للبلاد،تقدمت الولايات المتحدة بطلب إعادة تفعيل المبادرة الخليجية مرة أخرى .
حيث أنهم لن يرضوا أن تنتهي الثورة بمجلس انتقالي مُكون من قِبل الشباب اليمني، ومن خلاله تحقق الثورة مطالبها التي خرج من أجلها الملايين وأستشهد بسببها الكثير.
ولكن لن ترضى عليك الخليج ولا أمريكا حتى تتبع أهواهم ورغباتهم.
ولا أظن أن المشترك وقياداته اليوم سيوقعون على المبادرة الخليجية بعد مطلب أمريكي لإعادة تفعليها والبدء من جديد في المشاورات من قبل مجلس التعاون.
هذه المكايد التي تحاك ضد الشعب اليمني تنبهت لها أحزاب اللقاء المشترك،
وعرفوا أخيراً أنهم يرجون من الثورة مالايرجوه الشباب في الساحات.
ولعل تلك الالتفاته المحسوبة للمشترك ،غيرت من مجرى الثورة، وخطّت أهداف الثورة من جديد على ورقة واحدة ،وشعار يُلوح بها الجميع أينما صالوا وجالوا.
والأهم من ذلك أن هذا التوافق وضع المعارضون والواقفون أمام الثورة في حيرتٍ من أمرهم،بل قد يجبرهم ذلك التوحد والترابط للانصياع لرغبات الشعب اليمني،التي لطالما وقفوا أمامها سداً منيعاً.
انزاح ذلك السد رغم أنف الحاسدين والطامعين، وعَرف الجميع أنه لا شيء يقف أمام الشباب.
وانعكس ذلك التلاحم إيجاباً على الثورة،وأول تلك الانعكاسات هي دعوة المجلس التنظيمي للنائب عبدربه منصور لتحديد موقفه من الثورة خلال 24 ساعة.
ومع أنني لا أؤمن بنزاهة ذلك الرجل كثيراً ولكنني أؤمن بانصياعه للشعب رغم أنفه عاجلاً أم آجلا،وإلا فإن مصيره لاشك سيكون ذلك الذي لقيه طالح ورفاقه ،فهل سيعتبر؟
اليوم أصبحنا متفائلين أكثر من ذي قبل لمصير اليمن المجهول، الذي بداء يتلألأ فوق سماء تلك الأرض المباركة.
ولا عجب أن نحقق مبتغانا بعد كل تلك التضحيات والمجازفات،وسنضلل نردد
عاشت اليمن حرة أبية، النصر لليمن وشهداء اليمن،الحرية للأحرار.

(أمي اليمن لا تبكي ولا تهني، إنا سنفديك من شيبٍ وشبان)