السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٤ صباحاً

بين يدي وطن ،،،، اللواء علي محسن

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٠٧ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
أتكلم عنه وأنا على يقين أنني أتكلم عن إنسان لا هو نبي في الأرض ولا ملك في السماء ، ما يهمني كثائر أنه ساندني ، حماني ، فكك منظومة الدولة الفاسدة التي ثرنا ضدها ، ولا أزكيه على الله ، وهو حسيبه .

شخصية مثيرة للجدل ، تدل على حجمها ومكانتها ، كان ضمن منظومة الدولة سابقا ، يحاول جاهدا إصلاح تشوهات نظام ، في وقت كان يرى أن الترميم ممكنا .

جهده لا ينكره أحد في الإصلاح بين الناس ، عندما ضاعت مؤسسات الدولة ، وأصبح اللجوء للقضاء مضيعة للوقت والجهد والمال .

كلن الحضن الدافئ لمن قهره بَرْد الظلم ..ومن تواضعه كان يستقبل زائره من الباب ويودعه إلى الباب ، صغيرا كان أو كبيرا .

خدم وطنه بكل اقتدار ،،، حينها كان يختلف الناس حكاما ومعارضة ، ويلتقون عنده .

وعندما كان يقوم بهذا الواجب من محاولة لإصلاح التشوهات ، ما كان يفعله من أجل شخص أو عائلة أو منطقة ،،،كان يفعلها من أجل وطن آملا بأن تزيد فرص الإيجابيات ،،، وخوفا من تشضي الوطن لصالح أصحاب المشاريع الصغيرة بفعل رغبات كامنة في الداخل ، وأموال متدفقة من الخارج .

وعندما زادت هذه التشوهات ، ولاح في الأفق إمكانية التغيير سلميا بفعل ثورات الربيع العربي ، ظل يرقب في بداية الأمر توجه منظومة الدولة ، لمعالجة الأحداث آخذا في العبرة من مصير بن علي في تونس ومبارك في مصر ، لكن رأس النظام كان يرى نفسه استثناءا كما رأى مبارك إن مصر ليست تونس ، فكان مصير أسوء من بن علي ، وكما رأى القذافي أن ليبيا ليست تونس أو مصر فكان مصيره أشد سوءا من بن علي ومبارك ، فازداد رأس النظام عتوا ، تآمر ،راوغ ، سفك الدماء وكان أقساها جمعة الكرامة .

لم يستطع اللواء أن يتحمل منظر الدماء وهي تراق والأشلاء وهي تتطاير ، فقرر الانضمام للثورة وأعلنها سلمية .

قالها علي صالح في أكثر من خطاب : لقد طعنني بالخصر بإشارته لانشقاق اللواء عنه ، لاحظوا ،،، الانشقاق عن صالح ، وليس الانشقاق عن الوطن ،،، لأن انضمامه منع زوار الفجر من الهجوم على ساحة التغيير . وإن كانت هناك ضحايا فقد كانت تحدث خارج نطاق سيطرة الفرقة .

وما إن بدأت بشائر تحقيق الثورة تلوح في الأفق ، حتى بدأت الأبواق تصدح من أدعياء الثورة ، يتهمونه بدعم صالح في مضى ويا ليتهم يلومون المدعوم أيضا، تتكشف الحقائق عن تورط النظام في القتل ونهب الأموال العامة ، ويبنون قناعاتهم على افتراضات ، يكذبون الواقع ويؤمنون بالوهم .

تتمرد بقايا العائلة ، واللوم يتجه نحو علي محسن .

حتى البيان الأخير الذي أصدره تأييدا لتشكيل الحماية الرئاسية ، لم يلوموا المتربص كعادته ، ولكن هناك من يغمز ويلمز بهذا البيان .

هؤلاء الحمقى لا دواء لهم .. كما قال الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به **** إلا الحماقة أعيت من يداويها