السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٥ صباحاً

لمحه من تاريخ ازمه الهويه الوطنيه في اليمن

ابراهيم النزيلي
الثلاثاء ، ٢٨ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
سنحاول ايها القارئ الكريم ان نقدم هذا اللمحه التاريحيه من حياه اليمن واليمنيين لاهميتها وترابطها المجتمعي والتاريخي مع بقيه عناصر الموضوع ولتكون مدخلاُ سلساَ في سرد الاحداث التاريخيه التي كونت او ساهمت في تكوين اشكاليه ازمه الهويه والانتماء الوطني ونبداء قولنا على هذا النحو

بانًه ومن المعلوم للجميع ..انَ مكونات وعناصر الهويه الوطنيه ..بإنها مجموعه من العوامل الاجتماعيه والظروف التاريخيه والجغرافيه وفي مقدمته هذه العوامل والاجتماعيه منها تكون اللغه فهي تكون الرصيد والتراكم الثقافي والحظاري لابناء الامه الواحده ..خلافهً على ان الاصول التاريخيه لوحده الدم والحظاره والنضال المشترك ..وما إلى ذلك من هذه المكونات والعناصرالمجتمعيه .

ونحن من هذا المدخل سنحاول إيجاز هذه المقدمه وبهذه اللمحه التاريخيه عن اليمن وبلاد اليمن وكما اسلفنا القول فيه بدايتاً ..لنُبين الجذور الاصيله والبناء التاريخي وغيرها من العوامل التي كونت ومازلت احد اهم الاسُس في بناء الشخصيه والذات والهويه للموطن اليمني .

وكما هو معلوم عن اليمن (بلاد العرب السعيده )في تمتعه بوحده بشريه ووطنيه قل نضيره , فاليمن بلد حضاري وانساني كان له الفضل الكبير في استقرار كثيراً من مجتمعاتنا العربيه القريبه والمجاوره له في الجزيره العربيه والقرن الافريقي وفي شمال افريقيا كذلك ..فقد ساهم وبفاعليه في بناء العلاقات الدوليه في حينها وشارك في الازدهار الحضاري والتجاري والاقتصادي والسياسي في جزيره العرب وبلاد الشام والعراق وفي شمال افريقيا وكما اسلفنا في ذكره.

ولهذا الزخم الحضاري ..ناتج طبيعي في الزياده البشريه والسكانيه وزياده طبيعيه كذلك في رقعه اليمن الجغرافيه عبر عصوره التاريخيه والتي رسمت خارطته الجغرافيه ووجهه السياسي.

وكما رافق ذلك زياده طبيعيه في معدلات الهجره اليمنه إلى سائر البلدان والامصار..ولاسباب كثيره يكون اولها التبادل الحضاري وللظروف الدفاعيه خلافهً عن مسببات الكوارث الطبيعيه .

وزاد هذا التفاعل الانساني والحضاري بقدوم الاسلام الحنيف والشروع في نشر الدعوهالاسلاميه والفتح الاسلامي شراكهٍ اساسيه مع بقيه اشقائه من العرب والمسلمين ..ومن ابرز هذا الحظور والبناء العلمي والانساني للمواطن اليمني ماكان في بلاد الاندلس والقرن الافريقي وكذلك في شرق آسيا والذي انفردت اليمن في نشر الدين الاسلامي فيه وفي بناء حضارته الاسلاميه والتي ملكت الكون حينها ..وكانت في مقدمه هذه الدول التي أعتنق أهلهاالاسلام وهما دولتي اندنوسيا وماليزيا.

وكي لانطيل في سرد هذا الاسهاب لحضاره اليمن والذي كان مقدمه تاريخيه عن اصاله الهويه الوطنيه لليمنيين وعمقها التاريخي الحضاري .

إن اليمن في هذا المُركّب والخليط الاجتماعي الممزوج جدلياً وخواصاً ومضموناً ودماً وتاريخ وحضاره لهو خير شاهد على خصوبه الهويه الوطنيه لليمنيين فهُم مجتمعاً واحداً ومن عرقاً واحداً ويرجعون جميعاً إلى الاسره الواحده.

الظروف التاريخيه التي مر بها اليمن

وبرغم مرور اليمن في كثير من الظروف والمحن التاريخيه إلا ان ذلك لم يتسبب في التاثير على هويته والحفاظ عليها من أي تفريخ او شروخ في خصائصها وديمومه بهائها ونموها ايضاً.

وسنتحدث ايجازاً عن ثلاث مراحل تاريخيه في حياه اليمن كانت جميعها من خزين وروافد تسلسل صناعه إشكاليه الهويه العربيه عموماً واليمنيه على وجه التحديد .

وهي على هذا النحو:-

- أولاً اليمن في مرحله الحكم العثماني :

لقد قامت سياسه الحكم العثماني في اليمن وفي سائر البلدان العربيه على سياسه اداريه تقوم بتقسيم الوطن العربي إلى ولايات والولايات إلى سناجق (محافظات ) والمحافظات إلى نواحي والنواحي إلى عٍزل ومراكز عديده داخل الناحيه الواحده.. وكان الغرض من هذه المراكز هي جبايه الزكاه والضرائب , خلافه عن دعم قوه الولايه في مركزها وقمع لأي تمردات أو مواجهه مع حكومه الولايه ومنها كذلك الدعم المركزي لحكومه الخلاف في الباب العالي – الاستانه– اسطنبول اليوم ..خلافتاً عن رفد دوله الخلافه العثمانيه بالجند وبالصنايعيه وبكبار الحرفيين وإرسالهم إليها لدعم الامبراطويه العثمانيه في سائر الدول التي غزتها أو استعمرتها وكما يطلقه البعض .

وبرغم هذا كله فلقد وقف اليمنيين امام كل هذه العزله والركودالاقتصادي والانحطاط الثقافي خلافه عن محاوله تتريك العرب من قبل الدوله العثمانيه(ويقصد بالتتريك )هي اجبارهم بالتكلم باللغه التركيه دون العربيه ..نعم لقد خرج اليمن هذه المرحله بخسائر كثيره نعم ولكنها لم تؤثر في شخصيته والبنيه الاساسيه لهويته الاجتماعيه بشكل قوي ومباشر وهذا دليل آخر على خصوبه شخصيته والعمق التاريخي الاصيل والثابت والذي وقف أمام الكثير من الثواكل ونوائب الدهور التي مر بهااليمن في حينه .

هذا من جانب اما الجانب الآخر فهويتحدد بميلاد جديد لإشكاليه الهويه الوطنيه ويعود ذلك لظروف العزله اليمنيه والتي عاشها وطننا ابان الحكم العثماني وخضوعه لقرابه الاربعه قرون من حكم عثماني تقليدي عزله عن العالم وعن علومه ومعارفه والتي ازدهرت ازدهاراً منقطع النظير وبوابه الفتح العلمي والتكنولوجي إالى اليوم والذي بداء من القرن العشرين وسيكون هذا التأخير بالسبق بالنهوض العلمي والسياسي والاجتماعي عاملاُ ورافداً من روافد عناصر اشكاليه الهويه العربيه واليمنيه.

خلافهٍ على سياسه التقسيم الاداري للولايه اليمنيه والذي ضل سارياً في جغرافيه واذهان اليمن واليمننيه إلى يومنا هذا فقد تحدد انتماء جديد وان لم يكن ذا مفعول يجدى في حينه إلا انه اليوم يلعب دوره في اذكاء اشكاليه ازمه الهويه الوطنيه ومن خلال الانتماء للمحافظات او السناجق وكما اسلفنا ..فاليوم نقو ل ابناء محافظه صنعاء ومابناء محافظه تعز وغيرها من المحافظات .

-ثانياً اليمن في مرحله الاستعمار البريطاني وحكم الأئمه في اليمن

شهد اليمن كغيره من سائر البلدان العربيه والدول الناميه موجه استعماريه عاتيه احبطت قوته ووحدته لحقبه زمنيه غير يسيره ..فاليمن وخصوصاً في جنوبه شهد مراحل استعماريه اهمها الاستعمار البرتغالي ثم البريطاني والذي ظل دام زُهاء -المئه والاربعين عاماَ تقريباَ - والذي تسبب في صناعه فوارق ثقافيه مُعينه فوارق تعليميه بين ابناء الوطن الواحد ويعود الأساس والمسبب في ذلك هو استعماره للجزء النصفي من الوطن ...وخضوع شمال اليمن لحكم الأئمه (المملكه المتوكليه الهاشميه ) الذي دام زهاء ثلاثه وسبعين عاماً والذي كانت فرص التعليم في تلك الحقبه أي - حكم الامام - ضعيفاً بل يكاد يكون معدوماً واقتصاره على النخبه من ابناء المحافظات الشماليه من الوطن ..ويعود اسباب ذلك لظروف عديده منها والوضع العام للدوله فهي لم تكن من الدول المزدهره اقتصادياً أو سياسياً. أو كانت تملك في حينه الكثير من الثروات الطبيعيه المكتشفه بتروليه كانت او معدنيه...خلافه عن سياسه الحكم نفسها والتي كانت تهتم بالزراعه والحفاظ على وحده اراضيه والذي تعرضت للكثير من الاعتدآت والاطماع والهيمنه الاجنيه والعربيه كذلك .

ونعود إلى الجزء الجنوبي من اليمن لنتحدث عن بعض الجوانب الجوهريه والتي مارستها بريطانيا في سياستها الاستعماريه باليمن ورفدت اليمن بعادات ومسببات وفيره كان لها كبير الاثرفي رسم شخصيه المواطن اليمني وفي اسلوب حايته تعامله وكان ذلك احد اهم المسببات في صناعه ازمه الهويه والانتماء في عصرنا الحديث .

فقد عمدت الى:-
1
- نشر ثقافه الدوله الجنوبيه والدوله الشماليه ..ودوله حضرموت ..وما إلى ذلك من التسميات والتوصيف والتي تدخل ضمن مجاميع من العوامل والتي كانت تشيعها وتنشرها انجلترا لخلق مناخ ثقافي يجعل من الاستعمار اكثر قبولاً في مستعمراتها ويساعد على بقاء إحتلالها .
2
- خلق الفوارق الطبقيه في الجنوب اليمني عن الشمال وفيما بين ابناء الجنوب انفسهم خلافهٍ عن الفوارق التعليميه والثقافيه كذلك فكانت تدعم السلاطين والنافذين لانهم كانوا من ضمن بقاء استعمارها ويداً تضرب بهِ اليمنيين ببعض .
3
- قامت على تغذيه وايجاد الصراع والخلافات المناطقيه وفيما بين ابناء الامه الواحده

وممارسه سياسه (فرّق تسد )والتي اشتهرت بها بريطانيا ابان امبراطوريتها العظمى
4
- ساهمت جميع تلك العوامل ومع غيرها الكثير مماكانت بريطانيا تغذيه وترفده من اجل بقاء احتلالها وخدمه ٍ لمساعيها الاستعماريه في صناعه فكره الاقليمين او الدولتين في حينها اليمن الجنوبي واليمن الشمالي ومازالت بعض الاطراف تثيره لسبب او لآخر منها للضغط على اسلوب وهيكليه الحكم في الشمال وخضوعه لقوه القبيله ومراكز النفوذ فيها ومنها مايخدم بعض الاجندات الخبيثه في اليمن ومنهم من يردده بلاوعي لما يقول او مغلوب على امره ومحتارفي امره كذلك والكثير من الاسباب والقضايا الدافعه لذلك.
5
- نلاحظ ومن هذا كله – أي في مرحله الاستعمار ان النضال في سبيل الهويه الوطنيه ووحده اليمن والشعب اليمني كانت الشغل الشاغل لابنائنا في الجنوب اكثر من شماله وبحكم الظرف السياسي والثقافي وكما اسلفنا في ذكره بموضوعنا هذا .

وساستشهد بخلاصه سليمه وحكيمه ذكرتها اختنا الاستاذه- جميلة قائد عثمان في موقع صحيفه 14 أكتوبر المعنون ب اليمن : الأصالة .. الهوية .. الانتماء ...ويُعبر هذا الموضوع عن مدى ترابط وحده الدم والانتماء والهويه وهو على النحو التالي

(وقد مثل ذلك الحدث التاريخي المهم - وتقصد بها الوحده اليمنيه 22مايو- انتصارا للإرادة اليمنية الحرةوالشجاعة التي قدمت في سبيل تحقيق ذلك المشروع الوطني الحضاري العملاق التضحيات الكبيرة وكان ردا وطنيا شعبيا على كل المحاولات البائسة والمشاريع الصغيرة الداعية الى التقزم والتشرذم .

وكذلك كان الحال في الماضي ابان مرحلة الاستعمار البريطاني الغاصب للجنوب فقد حملت القوى السياسية الفاعلة على الساحة الجنوبية الرازحة وقتذاك تحت وطأة الاستعمار مشاريع الوحدة والحرية والاستقلال في كل برامج عملها الوطني المكافح للاحتلال الاستعماري فقد انتصرت تلك القوى لهوية الجنوب اليمنية كما فعلت جبهة التحرير لجنوب اليمن وغيرها من القوى السياسية التي ناضلت من اجل الحرية والاستقلال والوحدة وبذلك انتصرت للهوية الوطنية ووجهت صفعة قوية في وجه اصحاب المشاريع الصغيرة المرتبطة بالاستعمار وأعوانه واذنابه ما يدل على ان جنوب اليمن المحتل من قبل الاستعمار البريطاني آنذاك قد انتصر للارادة اليمنية الحرة وافشل المخططات التي كانت تهدف الى اقصاء الجنوب عن محيطه اليمني وهو ما يدل ايضا على عظمة الهدف وأصالة الانتماء للأسرة اليمنية الواحدة التي لايمكن ان تهزها رياح المخططات الاستعمارية الخبيثة والمعادية (.

وقد اوجزت الاستاذه -جميلة قائد عثمان وعبرت بالشُهد والحقيقه الخالده خلود رساله امتنا وعمق حضارته ورسالته وتاريخه البهي المشع علماً وايماناً وإنسانيه .

-ثالثاً :-اليمن ابان ثورتي ال26 من سبتمبر وال14 من اكتوبر وقيام دولتي الجمهوريه العربيه اليمنيه في الجزء الشمالي من الوطن وجمهوريه اليمن الديمقراطيه في الجزء الجنوبي من الوطن ..وإلى دوله الوحده –ال22 من مايو .

بدايتاَ سنتحدث بإيجاز عن نظام الحكم في اليمن الديمقراطي بعد ثوره ال14من اكتوبر الخالده وبقياده الحزب الاشتراكي اليمني والذي كان يحمل في طيات هذا الحزب لفيف من اطياف القوى السياسيه والتي شاركت في النضال من اجل التحرر من الاستعمار البريطاني .

فقد كان نظام الحكم فيه يحمل طابعاَفكرياَ عقائدياً نسبه الى نفس الفكر الذي يعتنقه الحزب الاشتراكي وهو الحزب الحاكم لجنوبنا اليمني في حينها...وقد تميز هذا الحكم وبصراحه بقوه النظام وسار على منهاج الانضباط وسمو القانون وقوته وإلزاميته على جميع ابناء الشعب تقريباً .. فقد خضعت القبائل ومراكز النفوذ فيها إلى طوع وأمر الحومه المركزيه للدوله..بالرغم إن هذا النظام في حينه كان يحمل في طياته بعض من الاحتقانات والتعصبات المناطقيه والعشائريه والتي ظهرت جلياً إبان احداث الصراع المسلح (أحداث يناير الدمويه ) والذي نشب هذا الصراع بين مراكز القوى القياديه في داخل الحزب الاشتراكي نفسه ..ومن مما اسلفنا في ذكره سنقول وبخلاصه شديده إن مرحله الحكم الاستعماري للجنوب اليمني ومرحله قيام اليمن الديمقراطي , كانت تحمل الكثير من العوامل الثقافيه والفكريه والسلوك المتمدن والمنفتح ..وبروز وقوه دوله القانون والمؤسسات والنظام فيها وخصوصاً في دوله اليمن الديمقراطيه ...كان لهذه الصبغه في الحكم عظيم الاثر في سلوك ومعاملات ابناء شعبنا في الجنوب ..وقد اعتاد ابناء شعبنا على هذا الانضباط وعلى ذلك المنهاج التعاملي والذي صار جزئاً من السلوك والتعامل ا
ليومي لجميع افراد الشعب.

وبعد قيام الوحده اليمنيه المباركه لم يتقبل ابناء شعبنا في الجنوب على آاليه وصبغه نظام الحكم في اليمن الموحد وذلك لاسباب عده منها كثره التجاوزات والمخالفات من معظم القوى النافذه في المجتمع اليمني وانتشار الفساد ونشر ثقافته والتعامل فيه وبالشكل اليومي و في معظم معاملاتنا وسبلنا الحياتيه .

كما كان لبروز دور العشيره والقبيله والمنطاقيه في المشاركه السياسيه وفي صناعه القرار السياسي كان لذلك اعظم المسببات في تخبص الدوله وانتشار للفساد والفوضى والنهب للمال العام وللخيرات ومقدرات الوطن القوميه .

وسنتحول قليلاً لنتحدث عن الوضع العام في الجمهوريه العربيه اليمنيه سابقاَ حتى يتسنى لنا الولوج في متن معظم الممارسات والمبادئ والأساليب السلطويه في الحكم ومنذ نهايه السبعينات والذي كانت هذه المرحله من اهم المراحل التي تسببت في اشكاليه الهويه والانتماء وتعريض الوحده الوطنيه والنسيج الاجتماعي للإنهيار التام.

فقد عاش ابناء شعبنا وبعد مخاض الثوره اليمنيه – ثوره ال26 من سبتمبر والتي لم ينعم بهذه المرحله كثيراًَ فقد اجهض مشروعها الإنساني والحضاري والفكري من قبلّ مخاضها تقريباً.. ففي نهايه السبعيانات من القرن الماضي تحول الكثير من تطلع وطموح ابناء الشعب الى سراب ومعاناه وهذه هي الحقيقه بدون اسراف ,فقد سيطرت فيها مراكز النفوذ القبليه والسياسيه والعسكريه على جميع مقاليد ونظام الحكم باليمن والذي استمر هذا الحال إلى مابعد الوحده اليمنيه في ال22 من مايو العظيم.

خلافه عن ذلك فقد تم محاربه وتهميش لجميع الكوادر الوطنيه والمحبه لليمن ونشر لثقافه الفساد والتباهي بالمال والاملاك (المنهوبه اصلاً) وبدون اي خوف أو حياء من الله تعالى فصار السارق للملايين ممن يحُترم ويُقدم على غيره من الشرفاء واصحاب الحق وقول الحقيقه ..؟؟

وصارت السرقه والجبايه سلوك يعيشه الكثير ويتمناه الكثير ويا للأسف..ومن هذا كله زاد اتساع فجوه البلاء والعناء في اليمن الواحد كُله وصار الولاء للعشيره والمنطقه والولاء للمصلحه هي من ابرز سمات تلك المرحله وعنوانها العريض.

خلافه عن بروز طبيعي للفوارق الطبيقيه بين ابناء مجتمعنا اليمني ..وتمت العديد من المحاولات للقضاء على الطبق الوسطى في المجتمع والتي تمثل الظاهره الطبيعيه والسليمه للمجتمع المتوازن والذي يسوده العدل والبناء والنماء ..وكانت هذه المحاولات اما افراز لناتج طبيعي بسبب بروز الفوارق الطبيقيه واما انها كانت تنفذ ماترسمه بعض السياسات الخبيثه والدخيله على ابناء مجتمعنا اليمني والعربي .

وفي هذه الحقبه الزمنيه ايضاً ولدت وترعرعت الكثير من مراكز القوى الحزبيه والشعبيه المواليه .. وكما زاد من نفوذ وتدخل الدول الاقليميه وغير الاقليميه في شؤون اليمن الداخليه وفرض الهيمنه في تسييرها ورسم خارطتها الاقتصاديه والسياسيه.

كُل ذلك جعل اليمن تحت وصايه هذه القوى وتحت رحمه الغلاء وعُسرالحال والحيله والذي اجبر واقتيد إلى مبتغاء ما تريده زمره السلطه وقوه القبيله وظلم حُكم العسكر ..خلافه على جعل اليمن دائره من دوائر الصراع الاقليمي وعلى حساب دمائنا ودموعنا وجوعنا ومبتلانا.

كما وقد تم نمو وميلاد مذاهب دينيه جديده لم تكن موجوده ك السلفيه – والسلفيه الجهاديه ( القاعده ) وكان لها اثر ومساهمه كبيره في شارعنا اليمني بشكلاً أو بآخر .

كما وتم ظهور وحضور الصراع المذهبي في شارعنا اليمني ..واما ان يكون هذا الصراع فيما بينها أو حروبها ومواجهاتها مع الحكومه ...طبعاً يعي جميعنا ان الحراك والميلاد المذهبي هو النواه والخليه الاساسيه المسببه لازمه الهويه في أي قطر عربي وفي أي بلد في العالم .

ونرجع بالقول إلى ان هذه المسببات كانت من اهم ماجعل ابنائنا في الجنوب اليمني يتذمرون ويرفضون هذا النظام وهذا الاسلوب في الحُكم .. وهم من أعتادوكما اسلفنا على دوله يسود فيها النظام والسلامه والعدل وعلى حُريه الخصوصيه وهدوء العيش وانسيابه الرتيب دون كدر من تعصب وعصبيه وعيارات ناريه وبسط للارض وانتهاك لعرض الضعيف .. وكما حصل طبعاً في حرب صيف 94 الغاشم على ابنائنا في الجنوب ومورست فيه كُل الانتهاكات والتصرفات التي لاتليق ببشر وقولي فيه الحق وجميعنا يعي ويعرف ما دمرته وماذا صُنع في حرب صيف 1994م .

ازمه الهويه الوطنيه اليمنيه وتعسر المخاض أو الميلاد السليم – للثوره الشبابيه الشعبيه اليمنيه في زمن الربيع العربي.

لايختلف اثنان على الاتفاق بإن اولى المسببات والمعوقات الستراتيجيه والتي تواجهها ثوره اليمن الشبابيه الشعبيه هي اشكاليه الهويه وعدم الادراك بمعاني وقيّم روح الانتماء والولاء للوطن والذي يعتبر ولائاً للدين والحق والعداله.

فكما هو معلوم في ان ثورتنا اليمنيه عُرفت بصفاء وجهها وصفيه اهدافهاوبسموا مبتغاها وبهويتها الوطنيه المحبه والمخلصه لليمن كله وبجذور ولائها وانتمائها الوطني وبإن الشباب هُم من اشعل فتيل توهجها وتألقها وهم عنفوان نُبل مسيرها وقوه الحق والاراده فيها وهم جميعاً من كل ارجاء الوطن الغالي المعطاء يتمتعون بالروح النبيله الطاهره الواحده وهم من خيره ابائها ومن مخاض اطياف مجتمعنا اليمني المميز والاصيل وكانت هكذا وستضل بإذن الله .

فلولا عوامل الكدر والثواكل التي عنتها وحاولت احراق صفاء وجهها ونقاء جوهرها السامي -ومن قبل اطراف الشراكه التي تسابقت في الالتحاق بركب الثورهوضمان امنها والحفاظ على مصالحها.

والتي تكونت هذه القوافل من مراكز فئويه وسياسيه وعناصر اجتماعيه وسلطويه (والتي ماجاءت الثوره إلا لإجتثاثها والخلاص منها اصلاً )..فقدارادت ان تجد لنفسها ملاذاً واماناً من أي أي مسائله او استجواب بعد الثوره وهذا معلوم فالكثيرالكثيرمنهم ان لم اقل كلهم هم عناصر مشاركه وشريكه وتحمل وزر ماتحمله السلطه السابقه من اجندات مليئه بالفساد والظلم والتجاوز والاحتيال بل والولاء والعماله للغير او للاجنبي ان صح التعبير...وهؤلاء جميعاً هم احد رموز اطراف الخلاف الوطني وناشري ثقافه العداء بين ابناء الوطن وهم من يدعون للولاء المصلحي والمناطقي والمذهبي المجرم والقبيح و الضيق.

ونوجز الحديث بقولنا ان جميع المسببات والمخرجات المناطقيه والمذهبيه والولآت الحزبيه والقبليه والتي تحدثنا فيها جميعاً كانت هي من تتفاعل وتتحكم وتسير ثورتنا الشبابيه المسلوبه من قبل هذه القوى المجحفه والتي استغلت الضعف الشبابي واستغلت مبداء حسن النيه والذي كان يتعامل به الشباب معها ومع غيرها كمبداء شرعي وانساني واخلاقي في أي تعامل مع الغير ...وتم محاوله اختزال الثوره اليمنيه والشعب اليمني تحت وصايه مراكزالقوى السياسيه والقبليه والعسكريه التي التحقت بالثوره وتآمرت عليها مستغله ضعف المقدرات القياديه لدى الشباب خلافه عن افتقاره للمقدرات المايه والاعلاميه والخبره التنظيميه .

فبزغ دور هذه الاقطاب المنتميه في غالبيتها الى مراكز القوى الاقليميه والتي تنفذ ما تمليه عليها والذي اذكى من قوه الصراع بين ابناء شعبنا اليمني وبكل اطيافه ...نعم لقد كان كل ذلك وكل ما اسلفنا فيه ولكن ثقتنا بالله عاليه وثقتنا بالخّيّرين والشرفاء من ابناء اليمن عاليهِ ايضاَ والنصر آت وصامدون وباقون في ساحاتنا باقون في تضحياتنا باقون في حُبنا كذلك وحتى تحقيق كامل اهداف ثورتنا اليمنيه وتحقيق آمال وتطلعات ابناء شعبنا والتي خرجنا وضحينا جميعاً من اجلها .