الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٩ مساءً

الاحزاب السياسية والية النظام السابق

نشوان العمراني
الأحد ، ١٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٠ مساءً
تعتبر الاحزاب السياسية من اهم الاسس الديمقراطية والتعددية السياسية ولذلك هي خلقت من اجل تحقيق المصلحة للوطن والمواطن وبما يكفل تداول السلطة سلميا عبر اسس ديمقراطية و بما يلمسه المواطن من تحقيق التنمية والعدالة والمساواة وحرية الرأي والتي يحققها الحزب الذي تم ايصاله الي السلطة لقيادة الوطن ويمكن القول ان هذه هي الديمقراطية التي تسير علي نهجها اكثر الدول الديمقراطية في الغرب .

ولكن الاحزاب السياسية في بلادنا تختلف عن الاحزاب السياسية في البلدان الاخري فالأخيرة دائما في تطور في منهجها وكوادرها ودائما هي تتجدد بحسب معيار الكفاءة والعلم وأسلوب القيادة التي تتطلع الي سرعة التطورات السياسية ومواكبتها والتعامل معها بحكمه وسرعة الانجاز . لكن احزابنا للأسف ان قيادتها تعودت علي الية النظام السابق في التعامل والمداهنة مع كافة القضايا وهذه الالية اكتسبتها من خلال التعامل مع النظام السابق والاحتكاك به سواء كان هذا الاحتكاك ايجابي ام سلبي فهم يطبقون نفس سياسته ولو بنسبة بسيطة مثل احتكار سلطة القيادة في الحزب الاشخاص نفس الاشخاص منذ تأسيس الحزب وعدم تطبيق قانون التدوير الوظيفي في داخل الهيكل القيادي في الحزب فالقيادي يظل في كرسيه سنوات ولازال بعقليه قديمة التي لا تواكب احتياجات العصر والمتغيرات وسرعتها وهذا هو السبب الذي جعل الثورة اليمنية تحقق جزء بسيط من اهدافها ويبطئ شديد .

لذلك اذا لم يتم تجديد وهيكلة هذه الاحزاب وبالأصح تبديل الكوادر القديمة التي تعودت علي الالية القديمة لنظام فاسد وفقدوا الثقة فيه ولان هذا النظام انتهي بزوال زعيمه فليعلموا ان دورهم انتهي وإذا لم يحدث هذا التغيير فإن احزابهم سوف تصاب بالشيخوخة والهرم ثم الوفاة لا سمح الله .

فيجب علي هذه القيادات ترك الدور للآخرين لكي يكملوا ما بدؤه في التغير والبناء "وتلك الايام نداولها بين الناس " ويؤمنون بسنة الله في التغير والتبديل والتدافع وان لكل زمان فارس وزمانهم القديم ذهب مع ذهاب السابق ويجب تسليم دفة القيادة للكوادر الشابة المليئة بالحيوية والنشاط الذهني والجسماني الذين ينقلون هذا الحزب من حالة الركود والسكون والسبات العميق والبطء في التعامل مع المتغيرات والقضايا المستقبلية الي حالة الانتعاش والتجديد والتعامل مع الوضع الراهن الذي يلبي تطلعات الشعب والمرحلة بأفكار جديدة التي تقود هذا الوطن الي الاستقرار والتنمية والازدهار ولكي يبني اليمن بأيادي شابة وبهندسة حديثة العصر وفي نفس الوقت تجدد هذا الحزب الذي ينجح بكل المقاييس .

لذلك يجب علي قيادات الاحزاب ان تسلم دفة القيادة الي كوادرها الشابة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة وليست الانتخابات الشكلية فقط (الكليشة)في داخل الحزب لكونوا بذلك قد ادوا واجبهم علي اكمل وجه في بناء كوادر وقواعد عالية الثقافة والتعليم والقيادة الذين استطاعوا احداث التغير في اليمن وقادرون علي احداث التجديد والتطوير والقيادة السليمة والحديثة لأحزابهم .