الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٦ مساءً

عطش الأمومة ( 5 )

عباس القاضي
الاربعاء ، ٢٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
لفتت جنى إلى إخوتها قائلة : ها ، أحكي لكم قصة خليل وإبراهيم ؟ ردوا عليها قائلين : في رؤياك وتأويل أبي ، قصة حياتك كلها ، وضحكوا جميعا ، على أي حال ،،، كنت قد جهزت لكم حاجة خفيفة للإفطار نتناولها بعدها نرتاح ،،، فقد أعددت لكم برنامجا للعشاء والسهرة عمركم ما حلمتم بها ،، قال لها أخوها الثاني الأشد ذكاءا : خلينا على حلمك الأول أحسن ، يا جنى فضحكت وضحكوا .

ساعدتها أختها فدوى ، وأثناء تناول الإفطار عبروا عن ارتياحهم وحبهم لـ خليل وذلك بتنافسهم على إطعامه بأيديهم ، كيف لا ، وهو الغريق بالأمس ، و به أُزيل هواجس الخوف عند الأب والأخوة من كابوس عنوسة جنى .

لا بد أن تشركي إبراهيم في البرنامج ، قالها الأب تشجيعا لـ جنى ،، وأردف الأخ الأكبر : بالمرَّة نتعرف عليه ويتعرف علينا ،،، قالت جنى : إبراهيم ظروفه صعبة ، فهو يقضي وقته بالمستشفى لمعاملة خروج نادية والتواصل مع بلاده لترتيب نقل جثمانها ،، لكنني سأحاول ،، وبالمرة يتعرف على أبي وأخوتي قبل أن يتقدم بالخطوبة بشكل رسمي ،، قد يغير رأيه قالتها ، وهي تضحك بمكر ،،، رد الأب : لو يدري إبراهيم عن قدرتي على تفسير الأحلام ، وقراءة الطالع ، لأتى إليك حبوا ،، قالت جنى : نسيت يا أبي أنك " بروفسور " وعندك بحوث متميزة إقليميا وعالميا ،، قال يا ابنتي : هذا ممكن لأي شخص يجتهد يحصل عليه ،، لكن تأويل الرؤيا التي بدأت بنبي الله يوسف عليه السلام ،،، مرورا بـ ابن سيرين وصولا إلى أبيك سالم الهُمَام ، هم ثلاثة لا رابع لهما ،، لفت كل للآخر استغرابا من هوس أبيهم في هذا الجانب ، نفضوا أياديهم ، متجهين إلى غرف النوم للراحة ،،، أما جنى فبدأت تحاول لتدريب خليل للتعود على فدوى ،، حتى لا يشغلها وقت مناقشتها للدكتوراه .

ها ، خليل هذه الخالة فدوى ، خليك معها ، فهي تحبك كثير ، لكنه قاوم الفكرة وما زال يمشي وراءها وهي ترفع الأشياء للمطبخ ،، و فدوى تلاحقه تحاول أن تأخذه إلى حضنها لكنه يمانع ،، الآن ماذا أفعل بك حتى تألفني ؟ أذهب بك إلى البحر وأغطسك فيه حتى تألفني ؟ تقول فدوى هذا وهي تضحك ،، وتضحك جنى معها ،، لكن جنى عقبت عليها : هييه ، لا يوجد سوى إبراهيم واحد ، لا تطمعي ،،، قالت فدوى ، وهي تتعلق برقبة أختها : سألتك بالله ،،، اسألي إبراهيم ،، هل عنده أخ ؟ بس ، ها يكون بعمري ، أنا أحب أن تكوني أختي و " سليفتي " ، قالت جنى : هذا ليس وقته يا جنى ، مع الأيام لك إلا ما يطيب خاطرك ، وما تأخر زواجي ، إلا لأنه ليس لدي أخت أكبر مني ،، وأردفت : بس ، يا فدوى ، حتى و إن كان مع إبراهيم أخ ، لا أظن أنه سيكون بوسامة إبراهيم ، تقول جنى هذا وهي تغمض عينيها وتهز رأسها ،،، قالت فدوى : ليس مهما ،، الحاصل يا جنى ، سنتين وأكمل الجامعة ، لا أريد ،، لا ماجستير ولا دكتوراه ، لا نكون تسعة مجانين في بيت واحد ،،، أريد أن أتزوج ،، واستدركت فدوى : لكن أنت يا جنى ، أعقل المجانين ،، قالت لها جنى : شوفي نفسك ، كيف أنت نحيفة " با تتكسري " وعادك تريدين الزواج ،، ردت عليها فدوى : ها ، جنى ،، رجع لك الجنان ؟،، فضحكت ،، وضحكت معها جنى ، حتى كاد أن يُغمَى عليهن .