السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٣ صباحاً

غيّروا باسندوة يرحمكم الله

موسى العيزقي
الثلاثاء ، ١٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
(1)
عندما وقع اختيار اللقاء المشترك على شخصية ( محمد سالم باسندوة) لرئاسة حكومة الوفاق الوطني،لاقى الاختيار وقتذاك قبول وارتياح شعبي كبير، خصوصاَ والرجل صاحب خبرة طويلة في العمل السياسي والدبلوماسي، فقد عايش أربعة رؤساء ( الارياني والحمدي والغشمي، وصالح)،وتقلد العديد من المناصب الوزارية، والسيادية.
واليوم وقد مر عامٌ ونيف على تسّلم (باسندوة) رئاسة الحكومة.. حيث سعى إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل القيام بمهامه، إلا أن النتائج لم تكن مرضية، والسبب يعود من وجهتي نظري إلى أمرين أثنين: الأول، التركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة الانتقالية من الحكومة الماضية، والسبب الثاني، يعود إلى شخصية باسندوة نفسها، فقد أثبتت الأيام الأخيرة أن رئاسة الحكومة تحتاج إلى شخصية أكثر مرونة وأكثر تفاعلية،تعمل بكل اقتدار ومسئولية،باعتبار أننا نعيش في ظل ظروف حرجة واستثنائية، تقتضي ضرورة إسناد مهمة رئاسة الحكومة إلى شخصية شابة ونشطة ..أكثر ليونة ومرونة في التعامل مع مختلف التوجهات، والتغلب على كافة الأزمات، شخصية تـُكرس مبدأ الوفاق الوطني بمعناه الحقيقي، لا تساهم في تعميق الخلافات، وتشجع الانقسامات، فالعمل السياسي والدبلوماسي مثلما يحتاج إلى الكفاءة والنزاهة، يحتاج ايضاً إلى القدرة والاستطاعة ..
والشاهد الواقعي يقول أن باسندوة قد أستنزف كافة قدراته، وحان الوقت كي يتقاعد، ويخلد للراحة، ويقضي ما تبقى من عمره بعيداً عن ضجيج السياسة، وعدسات الكاميرا والشاشة..

(2)
لقد اثبت باسندوة بأنه ليس رجل المرحلة.. خصوصاً بعد الملاسنة التي حدثت مع شباب الثورة أثناء تدشين مؤتمر حقوق الإنسان الأول.. لقد كانت ردة فعله غير موفقة، وغير لائقة، وكان الأحرى به أن يكون حصيفاً في رده وتعامله مع من يخالفه.. فليس من اللائق أن ينزل رئيس الحكومة نفسه الى مستوى (...) فالرجل يفترض أنه قدوة ويجب أن يكون كذلك، لا أن يوجه الاتهامات السخيفة التي تدل على عقليات متخلفة، وسياسات بغيضة.

(3)
لستُ متحاملاً على باسندوة، فيعلم الله أنني كنت من أشد المعجبين به، وببساطته، وتواضعه، وقد كتبتُ مقالاً عنه نُشر في الصحف والمواقع..أبديت فيه إعجابي الشديد بشخصيته، لكن الأيام أثبتت أننا عادة ما نتسرع في الحكم على الأشخاص بناءً على عواطفهم ومشاعرهم،دون التريث والنظر إلى أعمالهم، وبصماتهم.

(5)
أعتقد أننا جميعاً خرجنا إلى الساحات والميادين من أجل إسقاط صنمية الأشخاص، وتقديسهم المقيت، والقضاء على تخلفات الماضي البغيض،واليوم هناك للأسف الشديد من يسعى في محاولة يائسة إلى تكرار نفس السياسات ونفس الممارسات، التي خرجنا ضدها ..حيث يتم تعين المسئول الفلاني بناءً على قربه، ووجاهته، ومنطقته، دون النظر إلى قدراته، وخبراته، وكفاءته وأهليته لشغل هذه الوظيفة أو تلك.. وإذا ما أخطأ أو أخفق في مهمته نجد من يدافع عنه بطريقة مستميتة فجة.. غير مكترثاً في توجيه تهم العمالة والخيانة،عاملاً بـالمقولة المعروفة (إن لم تكن معنا فأنت ضدنا)..!