الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٥ صباحاً

الشعب اليمني المظلوم

موسى العيزقي
الجمعة ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
(1)
الناس طلعوا الفضاء ونحن ما زلنا نصارع من أجل البقاء..الناس في دول الجوار لا يفكرون إلا بالكماليات.. ونحن لم نحصل على الأساسيات والضروريات..فالماء بالكاد نحصل عليه، والكهرباء تشهد تقطعات بين الفينة والأخرى..والبترول والغذاء والدواء والطرق ووسائل النقل والخدمات الصحية والطبية..حتى الغاز رغم أننا من أهم الدول المصدرة له إلا أننا لا نحصل عليه بسهولة.. وإذا حصلنا عليه نشتريه بسعر ضعف الذي نبيعه للخارج..

(2)
لا أعلم هل هي مشيئة قدرية أم مشيئة نفسية ذاتية باعتبار أننا لم نعمل بالآية القرآنية ( أن الله لا يغير ما بقومٌ حتى يغيروا ما بأنفسهم ).. والتغيير المقصود به هنا ليس تغيير النفس باستبدالها، وإنما تغييرها من خلال اكتشافها والتعرف على قدراتها وطاقاتها واستثمارها الاستثمار المناسب.. وهو ما لا ينطبق على دولتنا بحيث لم نستخدم مواردها الاستخدام المناسب والأمثل..

(3)
كل يوم يمر علينا نحن اليمنيين كابوس مُظلم ..لا نفكر بالمستقبل بقدر ما نفكر بغد اقل ما يمكن أن نحصل فيه (مقومات الحياة الأساسية).. من دون عناء أو تعب..

(4)
نحن شعب مكافح بإمتياز.. لدينا ليونة فائقة في التعامل مع متغيرات الأسعار.. ننام على سعر ونصحو على سعر جديد.. وبالتالي ندفع وبكل برودة.. ندفع مقابل كهرباء فيما نقضي معظم أوقاتنا في الظلام.. وندفع مقابل ماء ونظل لأسابيع من دون ماء..ندفع مقابل خدمات بينما هي في الأساس غير متوفرة.. وأن توفرت ليست بالصورة المناسبة.
يدخل احدنا المستشفى ( مرافقاً) لمريضه.. يخرج مريض أكثر من مريضه.. رائحة المستشفيات العفنة تزّكم الأنوف..معاملات الأطباء السيئة تطلع الضغط.. استفزازات الفاسدين المالية تخّرج الروح.. يدخل المريض بروحه و يخرج بآلامه وجروحه.

(5)
نحن اليمنيون مظلومين من الفطرة..الأئمة الملكيين عملوا بنا ما عملوا، والأئمة الجمهوريين عبثوا بنا أيما عبث..!
من منا لم يسأم العيش في هذا الوطن.. خمسون عاماً ونحن نتصارع فيما بينا، ومع بعضنا.. خمسون عاماً ونحن نسبح في فوضى العشوائية..خمسون عاماً ونحن نبحث عن الخدمات الأساسية.. خمسون عاماً ونحن نتكلم عن الدولة المدنية..
شيء مؤسف بجد .. بعد كل هذه السنوات أن نجد من يطالب بعودة الأوضاع إلى العهود التشطيرية والظلامية..وشيء مؤسف ايضاً أن نظل من الدول المتخلفة في المنطقة .. رغم ماضينا وتأريخنا العريق.

(6)
لا نعول كثيراً على السياسيين بقدر ما نعول على الوطنين منهم..الذين رغم ندرتهم إلا أن أصواتهم ستكون مسموعة بلا شك.. إذا ما فُتح الباب أمامهم.. وغُلق أمام أصحاب الأصوات الناعقة ..فالوضع حساس جداً ولا يحتمل مزيداً من الفوضى.

(7)
لستُ مثالياً .. كما أنني لستُ خيالياً.. ولا من عادتي التنظير..فلا أجيده ولا أحبه اساساً.. كلما اقدر عليه هو التعبير عمَّا يجيش في خاطري كمواطن يمني قبل ان أكون كاتباً أو صحفياً..
لستُ متفائلاً والأوضاع لا زالت تراوح مكانها..رغم مرور عام ونيف على التغيير الذي شهدته البلاد وانتقال السلطة سليماً إلا أن قناعتي تزداد كل يوم بأن شيئاَ لم يحدث..وأخشى ما أخشاه أن لا يحدث.. لستُ متفائلاً حقيقية يجب أن اعترف بها- سيما- والأوضاع تشهد تعقيدات وتعقيدات.. والساحة تشهد تحالفات خبيثة تجري خلف الكواليس.. فلا غرابة في أن يتحول الأعداء إلى أصدقاء، والفرقاء الى حلفاء.. فنحن في زمن المصالح ولا غرابة.

(8)
من خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.. هناك ما يدل على وجود أياد خبيثة عابثة تريد النيل من أمن الوطن واستقراره.. ووقف عجلة التغيير وحركة تقدمه.. هذه الأيادي التي اعتادت العيش لسنواتٌ طويلة على رأس الهرم تريد اليوم أن تعيد الأوضاع إلى الوراء .. ليظل المواطن والوطن رهينة بأيديها وتحت وصايتها ورحمتها.