الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٢ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 12 )

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٢٢ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
أنهى الأستاذ جميل حديثه ، والطلاب يسدون باب السكن إيذانا ببدء المرحلة الثانية من اليوم الدراسي .
قاموا ثلاثتهم بتكاسل ، وكأن الجلسة طابت لهم مع ضيفهم ،،، وهم يخرجون من الباب ، قال الأستاذ جمال : خذ راحتك ، يا أستاذ سمير، واستعد لرحلة الغداء في قرية تبعد من هنا ، ساعة ونصف الساعة .

وضع الأستاذ سمير جسده المنهك ، إلا من كاس شاي لم يستسغه بسبب اتساخ الكأس من الخارج ،،، لكنه تجرعه حفاظا على مشاعرهم ، وهو يقول في نفسه : هذا وعادنا إلا في بداية الطريق إلى مبتغاي ،،، يعلم الله بما ذا سيكون مأكلي ومشربي ؟.

لف رأسه ووجهه بالشال خوفا من آفات السقف ، ونام على منظر الشجرة التي آوى إليها ليلة البارحة ، تذكر أن فيها ثمر الدوم " البعار " عندما أعود إليه سأهزها بيدي برفق لتسقط بعضا من ثمارها ، آخذها معي في الكيس ،، ذكريات من ريحة الحبايب ،،، ثم ضحك وأطبق جفنيه فنام ،، جاءه كابوس مزعج ، فالوحش صاحب العيون المشعة يطارده ، ظل يصعد جبلا وينزل واديا، يلهث دون أن يرى شجرا يتسلقها هربا منه ،،، وهو على هذا الحال عاد الأساتذة وهو يهز رأسه ويصيح : لا ، لا ،، أستاذ سمير ما بك ؟ سأله الأستاذ سليم وهو يمسك رأسه ،، قام الأستاذ سمير وهو يفرك عينيه : الحمد لله أنه حلم ،، لا عليكم حلم مزعج ،،، عفوا أزعجتكم ،،، ما كان قصدي ،،، كلمات خرجت من الأستاذ سمير غير مرتبة مبررا حالته وهو في غاية الحرج .

هيا قم استعد لقد أخطرت الطالب ، المكلفة أسرته بإعداد غداءنا اليوم ليزيد من الغداء لضيفنا وأرسلته مبكرا لهذا الغرض ،،، هيا ، طلاب القرية منتظرون لنمشي سويا ،،، قالها الأستاذ سليم ، وهو يستعد بالمفاتيح ليغلق الباب .

بطنه خاوية إلا من فتات تلك اللقيمات التي تمسك بالحلق ، هم يريدونه ، أن يمشي وسطا بينهم ، ملابسه النظيفة جاذبة لهم ، يحبون أن يوزع كلامه عليهم جميعا بالتساوي ، بينما الأستاذ سليم ، يرى أنه الأولى كونه أول من استقبله ، والأستاذ جميل يرى أحقيته كونه أطولهم حديثا معه ، والأستاذ جمال يرى أن يأخذ حظه من الحديث معه .

والأستاذ سمير لا يهمه أن يكون موقعه ، سوى أنه يدفع نفسه للأمام خوفا من الـتأخر بسبب تعبه ،،، حتى عندما جاءته فرصة الراحة من تعب جاءه الوحش حلما مرعبا ، وقام حينما قام مجهدا من الملاحقة منهكا من الرعب.