الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٧ مساءً

الجامعة العربية

موسى العيزقي
الخميس ، ٠١ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٠١ مساءً
تمر الأمة العربية اليوم بحالة عميقة من القلق بشأن مصيرها ومستقبلها – لاسيما – في زمن التحالفات والتكتلات التي يشهدها العالم اليوم في سبيل مواجهة المخاطر الخارجية.
ومنذٌُ تأسيس الجامعة العربية العام 1945م، وتحديداً في الـ 22 من مارس، أقتصر دور ها على التنسيق وتقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء –وإبرام العديد من الاتفاقيات والمعاهدات التاريخية بينها، كان أهما ما عُرفت بـ ( وثيقة العمل العربي المشترك).

على الرغم – من أنها أصبحت احد أهم رموز النظام العربي الموحد – ما يعني – اضطلاعها بأدوار أكبر من ذلك بكثير.
إلا أن الدور الذي يطمح الكثير من أبناء الشعوب العربية من الجامعة هو عملها على تعزيز الوحدة العربية، والحفاظ على القومية والهوية العربية،وتعميقهما، على الأقل بدلاً من زرعها للفرقة بين الدول العربية العربية، وتأجيجها للانقسام والاختلاف من خلال اجتماعاتها ومؤتمراتها التي تعقد غالباً في ظل ظروف حرجة، لقد اقتصر دور الجامعة العربية على الشجب والإدانة في معظم الأوقات وفي قضايا تاريخية عالقة ، خصوصاً في ظل العدوان الهمجي المستمر على الأمة من قبل السرطان الصهيوني، والطموحات الغربية الخبيثة في العالم العربي.

ويعزي الكثير من المهتمين إخفاق الجامعة إلى عوامل عدة لعل أبرزها :

- عملها بميثاق شرف تعد الـ60 عاماً، بحيث أصبح لا يتماشئ وطموحات الواقع المعاصر.
- عدم امتلاك الحاكم العربي لقراره السياسي، الأمر الذي عزز الانقسام، وأجج الاختلاف ، حيث بات معظم الزعماء العرب ينفذون أجندة لقوى خارجية من اجل السيطرة ومد النفوذ.
لقد عجزت جامعة الدول العربية عن القيام بمنع العدوان الأمريكي على العراق العام 2003م، كذلك فشلها في وقف الحرب الأهلية التي شهدتها لبنان، أيضا ترحيلها لمعظم القضايا العربية، كملف ليبيا الحالي إلى قوى أجنبية، أيضا فشلها في تفعيل العمل العربي المشترك.
وتتعرض جامعة الدول العربية اليوم للكثير من الانتقادات من قبل الجماهير العربية التي باتت تنظر إلى الجامعة اليوم على أنها أداة لتمزق الوحدة العربية، والنسيج القومي العربي.

أخيراً .. وللخروج من المأزق الحالي– التي تمر به الأمة العربية -خصوصا في ظل ثورات شعبية شهدتها – ومازالت تشدها بعض الدول العربية، والتي بدأت بتونس ووصلت إلى سوريا، ونجحت في القضاء على ثلاثة ( مبارك وبن علي والقذافي)، كما وعملت على سحب البساط من تحت أقدام أثنين زعماء نافذين ( صالح والأسد) يتوجب – أي – للخروج من المأزق بناء نظام عربي قومي جديد وفاعل يُراعي من خلاله المصالح العليا للأمة العربية والنسيج القومي العربي.