بعد العام 2000 م زاد تأثير ما اصطلح عليه Non-State Actors أو الفاعلين من غير الدول في اليمن وظهروا كلاعبين مؤثرين في الساحة اليمنية .
والمقصود بمفهوم الفاعلين من غير الدول هو الجماعات أو المنظمات التي يكون لها الاستقلال التام ( أو بدرجة كبيرة ) عن تمويل الحكومة المركزية التي تعمل علي أرضها وتمتلك مواردها الخاصة بها ولها هوية متميزة، ولها سياسة مستقلة عن سياسات الدولة التي تنتمي إليها، سواء عن قصد أو غير قصد، وسواء كان ذلك غاية للمنظمة أو أحد أبعاد أنشطتها .
ومن أبرز هؤلاء اللاعبين الجدد الذين ظهروا في اليمن :-
المنظمات غير الحكومية Non-governmental organizations (NGOs) مثل هود وسجين وصحفيات بلاقيود و منتدى الشقائق و تكتلات حزبية مثل المشترك والحراك السلمي الجنوبي وكلها تقريبا جزء من المجتمع المدني وهذه تمثل الظاهرة الصحية للمجتمع المدني و لا تشكل خطر على الدولة إلا إذا كانت مرتبطة بأجندات خارجية .
المؤسسات المتعددة الجنسية Multinational corporations مثل شركات النفط كتوتال و هنت و كنديان نكسن و إلحاقا بها نظيف الشركات المحلية العملاقة و خاصة مجموعة هائل سعيد وشركات الاتصالات و كان لها
المؤسسات الإعلامية الدولية The International Media كالجزيرة والعربية و البي بي سي وغيرها وإلحاقا بها يمكن إضافة المؤسسات الإعلامية المحلية مثل قنوات سهيل والمسيرة واليمن اليوم وعدن لايف و مواقع إخبارية متنوعة أبرزها مارب برس ويمن برس والمصدر و نشوان نيوز و التغيير نت ومحرك البحث صحافة نت وبعض الصحف اليومية الحديثة .
الفاعلون ( العنيفون) من غير الدول . Violent Non-State Actors( VNSA)
مثل الحوثيين والقاعدة وهؤلاء بدون شك يمثلون تهديدا حقيقا للدولة .
الفاعلون المسلحون . Armed Non-State Actors ANSA
مثل القبائل و خصوصا في الجوف مارب صعدة صنعاء وعمران وذمار وشبوة و أبين وهم امتداد لوجود قديم لكن ازداد تأثيرا وحضورا ويشكلون عبئا على استقرار الدولة والنظام السياسي ولكن يمكن أن يكونوا عامل إيجابي في حالة رضوخهم للسلطة المركزية .
يظهر تأثير هؤلاء اللاعبين من خلال
- خاضت الدولة العديد من الحروب مع الفاعلين العنيفين خلال هذه ( الحوثي ، القاعدة ) وهذا أسهم في دفع البلد نحو الوصل إلى مستوى الدولة الفاشلة .
- خلال هذه الفترة نشطت منظمات المجتمع المدني وقدم بعضها خدمات كبيرة للمجتمع وأصبحت قيادات هذه المنظمات تلعب دورا كبيرا على الساحة اليمنية على عدة مستويات و إن كان البعض متهم بارتباطه بدرجة أو بأخرى بأجندات خارجية تريد إحداث تغيير ثقافي اجتماعي سياسي في اليمن .
- استطاعت بعض الشركات العملاقة من التأثير في المشهد السياسي اليمني بشكل أو بآخر سواء أكانت شركات النفط أو الشركات الكبيرة المحلية التي أصبح مالكوها فاعلين و مؤثرين في الحياة السياسية اليمنية خصوصا أن السياسي والاقتصادي في اليمن متداخلان الى حد كبير .
- لعبت وسائل الإعلام الدولية والمحلية دورا بارزا في خلق الوعي على مستويات عديدة وتوجيه الأحداث و كان للجزيرة التأثير الأكبر يليه قناة سهيل خلال الثورة ثم بدأت تظهر وسائل محلية جديدة لها تأثير خلال الفترة الانتقالية مثل قناة اليمن اليوم وصحيفة مارب برس اليومية .
- لعبت القبلية دورا كبيرا في الحياة السياسية اليمنية منذ زمن طويل إلا أن دورها زاد خلال العقد الأخير من خلال استناد جميع الأطراف عليها في صراعاتها مع بعضها البعض .
- الجماعات الإسلامية بكل تنوعاتها المختلفة والتي أصبحت جزء من المشهد العام ولها تأثير متنامي في الساحة .
