الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠١ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد (20 )

عباس القاضي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
صحوا من نومهم على طرق باب طفل يحمل معه الإفطار ، تناوله الأستاذ حلمي ،،، بسرعة ، يا أستاذ سمير ،،، ندرك حرارةً هي الجنة هنا ،،، قالها الأستاذ حلمي وهو يضع الأكل بينهما ، وأردف : " مدره " فيها فاصوليا بلدي ،،، قتلونا بالخبز والشاي صباح مساء ،،، اليوم أكيد واحدة من أمهات الطلاب هي من أعدت الإفطار ،،، كأنها تعده لابنها للأشهر القادمة ،،، أكيد هي أم مبروك كانت تطبخ وهي تبكي مبروك ،،، فهو أنظف طالب في المدرسة .

كل ، كل يا زميلي ،،، لن تذوقه في قادم أيامك ،،، انظر ،، حبة فاصوليا سليمة ،، والثانية مشطورة نصفين وأخرى تبقى منها ربعها ،، وبعضها مطحونة ،،، كمعزوفة موسيقية تتنقل من مقام البياتي إلى مقام العجم ،،، جميل تذوقك أستاذ حلمي والربط بين الملموس والمحسوس ،،، قالها الأستاذ سمير مستعرضا فلسفته ،،، وهو يعب اللقمة الساخنة المغموسة بالفاصوليا المموسقة .

قال الأستاذ حلمي : لو كان لدي وقت لا أكتبها قصيدة شعر وارسمها لوحة جميلة ، واعزفها لحنا شجيا ، وأردف : تقول ،، يا أستاذ سمير ،،، كيف كان العالم قبل أن يكتشف الفاصوليا ؟ رد عليه الأستاذ سمير مازحا : أكيد ، كان هذا قبل امرؤالقيس وديك الجن ،،، لذلك لا تعلم العرب شاعرا قبلهم ،،، أكيد مع اكتشافه جاء امرؤالقيس عندها قال وهو يقف على الأطلال : " قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ....... " لأن حبيبته ماتت ولم تعرف الفاصوليا ،،، وأظن أن الأوروبيين عرفوها في طفولة بيتهوفن وموزارت ،،، وإلا لما عرف العالم الموسيقى ،،، قالها الأستاذ سمير على آخر لقمة مع الفاصوليا ،،، فأخذ الأستاذ حلمي لقمة وبيد يحرث " المدره " ليلتقط ما علق فيها ، قائلا: لا أظن أن لحنا حزينا سمعته مثل هذا ،،، و كرعا بالضحكة ،