الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥١ مساءً

ثورة فبراير تحقق ثاني أهداف سبتمبر وجمهورية ومن قرح يقرح

فارس غازي جرمل
الخميس ، ١١ ابريل ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٢ صباحاً
قبل خمسين عاما من الآن صاغ اليمنيون أهداف ثورتهم السبتمبرية الخالدة التي قامت لتخليصهم من النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي الاسري الوراثي المستبد .

وكان ثاني هذه الأهداف بعد التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما . هوبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها .

إلا أن كثير من أهداف الثورة اليمنية لم يتحقق فقد وقع اليمن في براثن الاستبداد ثانية وأصبح الجيش ملكا لقواها ولقوى القهر والظلم .

وبعد مضي كل هذه السنين يستطيع أولئك الأحرار الذين قدموا أرواحهم لثورة سبتمبر أن يرقدوا بسلام فأبناؤهم الذين ورثوا منهم الثورة قد أعادوا لها ألقها وعنفوانها وزخمها بثورة اقتلعت أكثر حكام اليمن استبدادا واستئثارا بالسلطة وطول بقاء فيها . ثم لم يتوقفوا عند ذلك بل استمر مضيهم نحو تحقيق ما صاغه أباؤهم بدمائهم .

وهاهم يحتفلون اليوم بوضع اللبنة الأولى في مدماك الهدف الثاني هدف بناء جيش وطني قوي . جيش يحمي اليمن ويحرس ثورته و يساند في نهضته ويرعى أمنه واستقراره لا جيشا لقمعه وظلمه و نهب ممتلكاته .

القرارات الجمهورية التي صدرت بالأمس قوبلت بفرحة غامرة تشبه إلى حد كبير فرحة تنحي صالح فقد أعادت للثورة روحها المتوثبة وجعلت الثوار يوقنون أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وهم يحققون الهدف الثاني من ثورة أبائهم بتأني وتؤدة وحكمة وحسم .

من حق الثوار أن يحتفلوا في جمعتهم القادمة بجمعة النصر كما أسموها فقد تدفق سيل الثورة العرم ليدك سدود آل عفاش ويمزقهم كل ممزق ويباعد بين أسفارهم ويجعلهم أحاديث . ويشتتهم بين بقاع الأرض في المانيا والامارات والسعودية واثيوبيا ولبنان .

ولئن وقفت نفس القوى المتنفذة والمتضررة من ثورة 26 سبتمبر عقبة في طريق استكمال أهداف تلك الثورة فإنها وقفت اليوم و تحالفت مع بعضها للحيلولة دون هذه الخطوة المهمة في مسيرة الثورة لأنها تدرك خطورتها على مشاريعها الخاصة .

إذا لاعجب أن نرى ما أسماه الأباء قوى الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما تتحالف وتتداعى من كل حدب وصوب و سترفع عقيرتها في قادم الأيام وسترفع وتيرة عدائها لما يتم إنجازه في محاولة إجهاض الثورة ، ولكن هيهات هيهات فعقارب الساعة تدور والعجلة تدور والدائرة تدور وجمهورية ومن قرح يقرح .