الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٣ صباحاً

بين قيود الوحدة .. وحرية الانفصال

محمد عبد الحكيم الصلوي
الثلاثاء ، ٢١ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
الحرية هي المطلب المقدس لكل مواطن كريم ، وعندما نقوم بتسليط الضوء على الحرية وفق الوقائع والأحداث الراهنة لليمن ، ما بين من يبلور مفهوم الحرية ويصوغها بحق تقرير المصير ليبرر حقه في الانفصال ، ومستدلاً بأهميتها من أجل مصلحة الطرفين وأنه الحل المناسب لكل المشاكل السياسية والإقتصادية ، وبين من يأصل هذه الحرية تأصيلاً شرعياً ويرجعها إلى الدين ,فلا حرية في الانفصال أو التفرقه ، وأ ن يد الله مع الجماعة ، كما أن الحرية هي هبة الله الذي كرم الإنسان بها على سائر المخلوقات ،الإ أن للحرية حدود لا تتعدى أثرها الضرر على الأخر، وفق القاعدة التي تقول: ( تنتهي حريتك عند حدود الأخرين ) .
وبينما يستدل الطرف الأول بحق تقرير المصير في القانون الدولي.
فإن الطرف الثاني يستند إلى منظور ديني في هذه القضية مشدداً على أهمية الوحدة .

وبعيداً عن هذا وذاك فإن المرحلة الراهنة لليمن بالتزامن مع عيد الوحدة ( عيد 22 مايو ) تشهد تحدياً كبيراً في حياة اليمن السياسية والإقتصادية ، وبعيداً عن من يجسد معنى الوحدة الحقيقية لليمن ويرى أن الوحدة هي المستقبل الحقيقي لليمن .. وأن خالطها قيود مفروضة يتحتم على ضوئها تقديم التنازلازت من أجل الاخر والمصلحة الشرعية والضرورة الوطنية .. مع العمل على معالجة الإخطاء الماضية وتصحيحها .. فلا قوة أعظم من قوة الاتحاد ..
وبين من يدعي أن وفق الحرية المكفولة يحق حرية الانفصال كما كانت الحرية في خيار الوحدة في مايو 1990 م ..

فبمثل هذه الأيام من مايو أجتمع الشعب اليمني بأسرة عام 1990 من أجل التوقيع على الوحدة بكل حرية .. بينما نرى اليمنيين اليوم على طاولة الحوار لمناقشة هذه الاتفاقيات السابقة أو الوصول إلى يمن جديد ..يتوسطه خيار بين الخيارات السابقة

ولنا أن نقف ما بين هاذين الرأيين .. دون تعصب لأحد لنحكم .. أن ساسية الاستعمار هو تفتيت المفتت وتجزئة المجزء ، ولا مصلحة له بالوحدة أو الاتحاد لا سيما الدول العربية!

قد لا تكون الحرية متاحة في الانفصال بقدر .. ما يترتب على الوحدة من قيود .. مع وجوب تصحيح هذه الاخطاء السابقة ومعالجتها معالجة جذرية ...

كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:
حرُ ومذهب كل حرٍ مذهب .. ما كنت بالغاوي ولا المتعصبي

ويبقى الأمر رهين نقاش طاولة الحوار الوطني .. مطروحة للنقاش والتوصل لحل أوسط ، تلبي احتيجات وتطلعات الشعب اليمني والوصل الى حلول مرضية بين الطرفين .. وفقاً للمصلحة الوطنية ..