الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥١ صباحاً

عن الربيع العربي

محمد عبد الحكيم الصلوي
الاربعاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
منذ بداية عام 2011 والناظر لحال ربيعنا العربي ، يجد رغبة الشعوب العربية في الحرية وتتوقها إليه مهما كان دفع الثمن، ونجد الربيع مهيئ للتوسع المستمر، رغم كل العراقيل التي وقفت وتقف أمام توسعه في باقي البلدان العربية ، وفي حين أصبحت الشعوب العربية تنظر لعواقب مطلب الحرية المترتبة ، تبقى كذلك مخاوف هذه الشعوب رهينة بين اشتياقها المنشود للحرية ، وتخوفها من دفع الثمن و تحمل أعباء الضريبة المرة.

ورغم هذا وذلك يبقى ربيعنا العربي وبلا شك، قابل ومهيئأ للتوسع حتماً ، وسوف يمتد إلى باقي الدول العربية برغم كل الصعوبات ، ورغم أنف الكائدين والمحاربين له ، فبقية شعوب الدول العربية لا تقل كرامة ولا ينقص تتوق أحرارها للحرية شيء عن باقي شعوب دول الربيع العربي ، ومع كل المعوقات والصعاب ، ورغم كل المؤامرات التي تحاك ضد توسعه وانتشاره من الداخل أو الخارج ، حتماً وبلا شك ستزهر ورود حرية هذا الربيع المنشودة ، ويزهر ربيعنا العربي ليبدو المواطن العربي ويظهر للعالم بصورته الحقيقة الشريفة ، وبنخوته الأصيلة وكرامته الفتية , وبدينه الحنيف .. لن تتوقف هذه الحرية أبداً لمجرد أن ظهر بعض القصور أو الأخطاء بحق الوطن أو المواطن ، أو بحق الثورة والثوار ، ولن يتذمر حر من الوضع الحالي الذي يصفه البعض بالسيء ، لأننا ارتضينا هذا وعرفنا أن لكل شيء ثمن وثمن الحرية هو التضحية وتحمل المشاق .. لن تتوقف الحرية لمجرد أن عملاء من خارج الوطن أو داخلة يخططون لحصد كل ما صنعته يد الإبطال والأحرار .. لا تنحني ولن ننثني أرادات الأبطال لمجرد تغني البعض بالماضي
ارجعونا الى الماضي الذي عهدناه .. وأن كان ماضي مظلم عبوس فقد ألفناه ..

لا! ولن! نستسلم ، فالحر لا تنتهي ثورته إلا بالنصر أو فنائه وموته ، فيامن لكم أمل بعودة الماضي لن ترو الماضي الذي تريدون .. ولن يكن الوطن في أيدكم تعبثون به كما تشاؤون .
ولـــن يقال " أرحلوا جميعاً " كما يريدها البعض من قبيل خلط الأرواق ، حتى نتأكد من خلو الجميع من الوطنية ، ونشك في نزاهة الجميع ، وهذا يستحال في حق المخلصين ، بالتأكيد يستحال قولها ..

سيستمر ربيعنا العربي بنفس مساره الحقيقي منذ انطلاقة الثورات .. ولن يحرف مساره أحد ، ولا ينبغي التشاؤم لمجرد ارتكاب بعض الأخطاء التي نراها اليوم .
ولنا الأمل الكبير في مخرجات الحوار الوطني التي قد تعيد نسبة كبيرة من الأمل في نجاح ربيعنا اليمني على أكمل وجه ، عندها سيكون أفضل ربيع عربي حتى الآن، أما مظاهر القصور والضعف اليوم فهي حالة طبيعية جداً ناتجة عن طبيعة المرحلة السابقة .

لا بد من النظرة الإيجابية مع معالجة السلبيات التي ذكرت.. أما التشاؤم إجمالاً فهو منبوذ، ولا يعطينا حلول ولا نتائج تحمد عقباها ، فالأقاليم مثلاً ما هي إلا مجرد تشكيل وتصنيف لا يتعدى أثرها الضرر بالوطن والمواطن و يبقى الوطن الكبير تحت راية واحدة و قانون واحد ويتحكم به مصير مشترك . وتجمع شعبه نفس الأهداف ، ونفس الرؤى.

ولي أمل أن يبقى ربيعنا اليمني هو الأفضل .. مهما كان ، ومهما سيكون
إذا ما قارنت ربيع بلدنا مع بقية دول الربيع العربي، ستجده بلا شك أنه الأفضل رغم كل السلبيات .
ستزهر يوماً بذور الربيــع .. ويزهو الجمال من بيننا
ستثمر حتماً تلك الزهور .. وننعـم بخيراتنا والـهنـا
ونقطع يا موطني كل شر .. فـهوناً عليـك فإنا هـــنا
على درب كل حـر نروي .. ثرى الوطــن من دمنــا