الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٤ مساءً

الصهيونية والسلفية .. "حطلة" و"أبو مسلم" و"فلسطين" تشهد عليهما

جميل ظاهري
الاربعاء ، ٠٣ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
دفعتني الصدفة وانا اتصفح التلفاز الى مشاهدة برنامج "خط التماس" على قناة ""OTV العربية بعرضها أفلام وثائقية عن عمليات الخطف والقتل واستباحة الدماء التي جرت في بعض المناطق السورية خاصة في منطقة نبل والزهراء السورية بريف حلب السورية وكيف تمت عملية خطف للأطفال على الهوية من أبناء الطائفة الشيعية قامت بها المجموعات الارهابية المسلحة التابعة للمعارضة السورية منذ أشهر ولم يعرف حتى الآن أي خبر عنهم في وقت تحتضن به "الزهرا" عوائل سنية كانت قد فرت منذ أكثر من عام من منطقة "حيان" السنية رفضاً منها الأنصياع لمطالب المسلحين بالمشاركة في قتل ونهب وسلب بلدهم وأبناء جلدتهم وكيفية التعامل الطيب من قبل العوائل الشيعية معهم طيلة كل تلك الفترة وحتى يومنا هذا وكيف أن أهالي "الزهرا" أمتنعوا عن تسليمهم للمجموعات المسلحة للمعارضة السورية مما دفع الأخيرة بأختطاف الأطفال والعبث بالمنطقة حتى تم تحريرها من براثن السلفيين – التكفيريين أخيراً على يد الجيش الوطني السوري .

وأنا اشاهد هذه الوقائع تذكرت بحزن أعتصر قلبي وأسكب دموع عيني لما جرى على المسلمين الشيعة قبل أيام من ذلك في بلدة "حطلة" بريف "دير الزور" السورية على يد افراد "كتيبة مؤتة" التابعة لمجموعة "جبهة النصرة" السلفية الارهابية ضمن المعارضة السورية والتي ذهب ضحيتها أكثر من (60) شهيداً من كبار وأطفال ونساء وسبي العشرات من النساء والفتيات، فيما أرتمت الجثث الطاهرة لاولئك الأبرياء على الأرض من بينهم علماء دين مثل العلامة السيد ابراهيم السيد والعلامة السيد سجاد حسين الرجا وزوجاتهم العالمات وأبنائهم من طلبة العلوم الدينية، بعد أن عبثوا بها من جر وسحل في شوارع المدينة وتقطيعها أرباً أربا وأحراق بعضها ودهس الآخرى، أفعال أجرامية دنيئة وبشعة لم تفعلها حتى العصابات الصهيونية إبان احتلالها للأراضي الفلسطينية قبل أكثر من ستة عقود.

نحر للأطفال أمام أعين آبائهم وأمهاتهم واغتصاب لأكثر من (35) فتاة صغار في باحة مسجد القرية التي أبيدت ودمرت عن بكرة أبيها جاءت بإدارة الأرهابي الكويتي " شافي العجمي" وهو شيخ سلفي كويتي له ارتباطات وثيقة بالنائب الكويتي "وليد طباطبائي" ورجل الأعمال القطري "عبد الرحمن النعيمي" كلهم من تلامذة شيخ النفاق والشقاق الاسلامي "القرضاوي"،حسبما كشف ذلك رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض "رامي عبد الرحمن" لموقع "العهد" مضيفاً "أن عشرات النساء تم أخذهن سبايا وتم ذبح عشرات الأطفال في المجزرة ولم يعرف مصير بقية أهالي القرية التي لا يتواجد فيها الجيش السوري".

هذا ليس كل شئ بل كان هناك فيلم آخر عرضة برنامج "خط التماس" ايضاً وفي الحلقة ذاتها مساء الخميس ( ) يتحث فيه أعضاء مجموعة من أفراد ما يسمى ب"الجيش الحر" وقعوا في اسر أهالي منطقة "الزهرا" بحلب وكيفية التعامل الأنساني الذي تلقوه منهم طيلة الفترة التي كانوا هناك قبل أن يتم تبادلهم مع بعض الشيوخ والأطفال الذين قامت المجموعات الارهابية المسلحة التابعة للمعارضة السورية من أختطافهم من قبل كرهائن للضغط على أهال منطقة "الزهرا" و"النبل" ناهيك عن عمليات الأغتصاب والقتل والذبح وسبي النساء التي قاموا بها ضد العزل في تلك المناطق خلال أكثر من عام مضى .

أفعال تنم عن الحقد الدفين والأنحراف الكبير المتسري والمتفشي في داخل المجموعات الارهابية السلفية – الوهابية – التكفيرية المنتشرة اليوم في عالمنا الاسلامي خاصة في سوريا والعراق ولبنان وباكستان وأفغانستان تحرق الأخضر واليابس وتستبيح الدماء البريئة على الهوية، حقد وأنحراف وأجرام توارثوه من أسلافهم من "أمية" و"هند" آكلة الأكباد من بطون أمهاتهم وأصلاب آبائهم جيل بعد جيل ليكرروا فعلة أمهم "هند" في ظهر معركة "أحد" بسيد الشهداء "حمزة" هنا وهناك ليبقى ذكرى "آكلة الأكباد" قائم على مدى التأريخ حيث أقسم "معاوية" على احياء ذكرى أمه التي أغرقت قادة العرب ب"فيض حنانها"منذ أن تولى السلطة في بلاد الشام .

صورة أجرام تكررت قبل ايام أيضا ولكن هذه المرة في مصر الكنانة حيث هاجم أكثر من (1500) أرهابي سلفي مجموعة صغيرة لم تتجاوز العشرين شخصاً من المسلمين الشيعة في قرية " أبو مسلم" بالهرم التابعة لمحافظة الجيزة المصرية بالعصي والهراوات والسكاكين والقضبان الحديدية أدت الى استشهاد العلامة الشيخ حسن شحاتة أخوه وأثنين من زملائه بأبشع الصور وسحب جثثهم في شوارع القرية أما أعين ومرآى الرأي العام المصري وشرطته وأمنه دون تحريك ساكن كما نشرت أفلام تلك المجزرة البشعة على شبكات التواصل الاجتماعي وكيف الارهاب يرقص فرحاً بفعلته الشنيعة هذه التي لا ترتكبها حتى الحيوانات المتوحشة بعضها ببعض .

خطف وذبح وسبي وأعتداء جنسي على الأطفال والنساء والفتيات وتدمير بيوت الله ودور العبادة وأحراق البيوت والمزارع ونهب ثروات الناس على الهوية شمل جميع المناطق السورية التي وقعت في أسر المعارضة السورية المسلحة دون استثناء من الشمال وحتى الجنوب ومن الشرق وحتى الغرب في ظل صمت دولي – غربي – عربي مطبق يعيد للذاكرة والتأريخ كيف التزام "الأعراب" الصمت إبان بدء احتلال المجموعات الأرهابية الصهيونية للقرى والمناطق الفلسطينية قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها واستباحوا الدماء البريئة من أول مذبحة في يوم 6-3- 1937 بسوق حيفا وحتى "غزة" عام 2008 ، تاريخ حافل بالاجرام وأضطهاد الفلسطينيين وتشريدهم من ديارهم ووموطنهم وأرضهم وهدم مقدساتهم واحتلالها من شمالها وحتى جنوبها ومن النهر وحتى البحر في وقت كان العرب يطبلون ويزمرون ويرقصون لأبناء عموتهم فرحاً باغتصابهم "عروس عروبتهم" .

ولا ننسى ما دار خلال تلك الفترة من اجرام دموي بشع على يد عصابات الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين ولبنان وسيناء ضد الشعوب العربية التي لا تزال أراضيها ترزح تحت نير الاحتلال البغيض منذ الإعلان عن قرار التقسيم رقم (181) بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 في مدن حيف وطبريا وصفد وبيسان ودير ياسين وكفر قاسم والقدس وبلدة الشيخ وأبو الشوشة واللد وقلقيلية والكرامة والمسجد الأقصى وجنين ورفح مروراً بما فعلوه من مجازر أبكت العالم برمته في صبرا وشاتيلا بلبنان وبالجنود المصريين ابان حرب 1967 بسيناء وغيرها من المناطق الفلسطينية الاخرى التي لا يتسع لهذا المقال من ذكرها .

واليوم تعود الصورة ذاتها ولكن أخذت المجموعات السلفية – الوهابية التكفيرية الضالة محل العصابات الصهيونية لتقوم بدور نيابة عنها في تمزيق وتشتيت الصف الاسلامي وتشغل الشارع المسلم والعربي والفلسطيني عن قضيته الأولى ألا وهي تحرير فلسطين والقدس الشريف وكل الأراضي العربية المحتلة وهي قضيتهم الأولى، والساحة العراقية خير دليل حيث أنتهكت مقدساتها وأستبيحت الدماء البريئة راح ضحيتها حوالي مليون شخص أعزل فيما أصيب مئات آلاف آخرين بعاهات بفتاوى الحقد السلفي التكفيري الطائفي طيلة العقد الماضي شأنه شأن ما دار على الشيعة في باكستان وأفغانستان أيضاً.

كل ذلك يأتي بفضل التحريض الطائفي الأجرامي الشنيع والخطاب الديني المقزز الذي يمارسه علماء السلفية والوهابية الدخيلة على الاسلام هنا وهناك خاصة بعد فتوى شيخ "الناتو يوسف القرضاوي" بقتل الشيعة وأستباحة دمائهم بعد أن كفرهم وأعتبرهم أكثر من اليهود والنصارى خطراً على الاسلام!! ، ودعمه في ذلك "الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ» مفتي عام السعودية وغيره الكثير من علماء الانحراف والانحطاط الخلقي والديني والتحريض الطائفي الارهابي كما كشف عنهم التونسي "راشد الغنوشي" زعيم حزب النهضة التونسي بالقول:" ان مشايخ الشرق العربي اقدر على مواجهة الارهاب كونهم هم الذين يوفرون للارهابيين الغطاء الشرعي اللازم لتبرير أعمالهم الشائنة، وهم الذين يزوقون ويجملون الاعمال الوحشية التي يرتكبها الارهابيون في ساحات مختلفة بدعوى الجهاد وماشابه ذلك" .

فالارهاب نزعة شاذة في السلوك البشري، لكنه ليس كذلك في العرف السلفي والصهيوني اللذان يعتبران الارهاب" ركيزة يستند إليها نظامهم الفردي والاجتماعي، فسلوك "القرضاوي" وأسلافه وأتباعه هو ذات سلوك الحاخام الصهيوني "إيلي كوهين" ومن غيره من كبار حاخامات الصهاينة، فالآثنان لا يقولان ولا يفتيان إلا ما ينفع "إسرائيل" الأمر الذي يثير الشكوك حول تناسق شخصيتيهما الى مدى بعيد ومخيف، ليتساءل: هل القرضاوي شيخ أم حاخام متستر؟ وهل نجحت الصهيونية في اختراق أوساط الاسلاميين خاصة في العالم العربي، فأوصلت يهوديا صهيونيا الى قمة الهرم التنظيمي للاخوان المسلمين تحت اسم "يوسف القرضاوي"؟ وجاء الآن دوره لاستخدامه على المكشوف بإثارته الفتن والحروب الطائفية بين المسلمين حيث "إسرائيل" بأمس الحاجة اليها اليوم ؟.

هذا اذا ما أخذنا بفتاوى التكفير السلفي – الوهابي للقرضاوي والعريفي وآل الشيخ ومن قبلهم بن باز وغيرهم هنا وهناك في العالم الاسلامي في قتل أبناء الطائفة الشيعية وسائر الطوائف التي لا تواكب رأيهم الانحرافي النفاقي الضال والبعيدة كل البعدعن حقيقة الاسلام والمسلمين، نراها متطابقة مع ما يأتي به حاخامات أبناء عمومتهم من بني صهيون نقلاً عن "سفر صموئيل الأول الإصحاح الخامس عشر" حيث يقول .." هكذا يقول رب الجنود.. اني قد افتقدت ما عمل عماليق باسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر.. فالان اذهب واضرب عماليق.. وحرموا كل ما له.. ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا .. بقرا وغنما جملا وحمارا" .