السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٤ صباحاً

أبناء الشعب الثالث

أحمد عبدالله جحاف
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٥ صباحاً
دائماً يقال أحنا شعب وأنتم شعب ، ويقصد بـ "أنتم" كل من يعارض افكار ومعتقدات "أحنا" ، ولكن في الوضع السياسي الاخير في اليمن ، أكتشفت أن هذه حقيقة ولكن كلا الشعبين لا يعلم بأن هناك شعب ثالث يعيش في المساحة الرمادية بين الشعبين الأول والثاني .

أبناء الشعب الثالث لم يحسموا أمرهم بعد . ولن يحسموه ، ليسوا مرتاحين لأن يكونوا مع الشعب الأول الذى يأس من حكم المؤتمر الشعبي العام والعائلة فارتمى فى أحضان حزب الاصلاح (الإخوان المسلمين) ، وغير قادرين على الارتماء فى أحضان حزب الاصلاح (الإخوان المسلمين) الذين يثبتون يوما بعد يوم تمتعهم بغباء سياسى منقطع النظير .

أبناء الشعب الثالث يكرهون الإرهاب ، يبكون تأثرا مع كل شهيد يسقط من القوات المسلحة فى أبين والضالع أو حتى صنعاء . وفى نفس الوقت لا يستطيعون النوم ليلا كلما تذكروا مشاهد القتل فى مجزرة العزاء في الضالع وضحايا هجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الوقائع .

أبناء الشعب الثالث مهدور دمهم فى مواقع التواصل الإجتماعى ، يحسبهم الجاهل (انفصالي) إذا تعاطفوا مع أبناء الجنوب ، ويسميهم الإخوان (رافضي شيعي) إذا إنحازوا لموقف أنصار الله المُشرف في مؤتمر الحوار ، يصفهم المتشدد (علماني كافر) اذا أنتقد مواقف المساجد ورجال الدين في إشعال الفتن ، ويناديهم المؤتمري (إخواني أو اصلاحي) اذا تمدح في ثورة الشباب ، تنالهم الشتائم من الطرفين ، يخونهم الطرف الأول وينبذهم الطرف الثانى ، يتهمهم الطرف الأول بخيانة الوطن والتعاون مع النظام السابق ، ويلعنهم الطرف الثانى لخيانتهم الثورة إذا لم يلعن "جماعة الحوثيين".

أبناء الشعب الثالث لم يرضوا عن أداء حكومة الوفاق ، لكنهم لم يعلنوا بمشاركتهم في مسيرات اسقاطها ، لا يعجبهم غباء من كانوا قائمين على حكم اليمن قبل الثورة ، لكنهم خائفين من تحول اليمن إلى سوريا بدخول الجماعات المسلحة المتشدده إلى اليمن بتعاون جماعة الاخوان ، واثقين من عدم عودة صالح للسلطة ، لكنهم خائفين من تولى الاصلاح مقاليد الحكم بشكل كامل .

أبناء الشعب الثالث لا يصدقون إعلام اليمن اليوم وازال ، ولا يثقون فى أعلام الجزيرة وسهيل ويمن شباب ، ولا يتابعون قناة المسيرة والساحات ، لا يصدقون مأرب برس ولا يثقون فيما تنشره حشد وبراقش . لم تمتلىء صورهم الشخصية على فيس بوك بعلامة رابعة الصفراء ، ولم تمتد نحوها بوسترات لا للتمديد الحمراء ، ولا يضعون شعار الصرخه في واجهة صفحاتهم ، ولا يملكون حتى صورة عبدربه منصور هادي في منازلهم ومكاتبهم وأجهزتهم وهواتفهم المحموله .

أبناء الشعب الثالث لا يستطيعون الحياة فى اليمن بأمان ، ولا تطيق قلوبهم الابتعاد عن ترابها ، يحبون الاستقرار لكن لا يألفون الذل ، يؤيدون الحرية ، لكن لم يجدوا في الساحة من يثقون به لتسليمه أصواتهم ، يحترمون الجيش ، لكنهم يبغضون انقسامه لجيش خاص بأحزاب وعوائل وقبائل .

أبناء الشعب الثالث ليس ورائهم جماعه تدعمهم . ولا أعلام يهلل لهم .. يحاولون العيش فى المنطقة الرمادية فى ظل مجتمع يحصرهم حصرا بين الأبيض والأسود . يتم تصنيفهم باستمرار فى خانات لم تصنع على مقاسهم . غرباء بلا عشيرة وسراب بلا نهاية .

إذا كنت تشعر أنك واحدا من ابناء الشعب الثالث ، احفظ رابط الموضوع وارسله لكل من يحاول تصنيفك فى إحدى الخانتين ، أجعل صوتنا أعلى وتواجدنا أكثر حقيقة وتأثيرا ، وتذكر أن الجنة دائما لهؤلاء الغير مغضوب عليهم … ولا الضالين.