الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٢ صباحاً

الإسلاميين وقطف ثمار الصبر!!

موسى العيزقي
الجمعة ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
يبدو أن الإسلاميين سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه، فهم اليوم في حال قد يحسدون عليه، خصوصا بعد فوز التيار الإسلامي بانتخابات تونس الأمر الذي ربما يتكرر في بعض الدول لاسيما تلك التي شهدت الربيع العربي.

لقد شكل فوز الإسلاميين في تونس واعتراف المجتمع الدولي بذلك فرصة كبيرة للتيارات الأخرى لتقديم نفسها وتحسين صورتها أمام الآخرين خصوصاً بعد إثبات الأنظمة الإسلامية جدارتها في إحداث تحول ملموس في مختلف المجالات لاسيما في (ماليزيا وتركيا).

كما وهو إثبات للعالم وصكوك نزاهة بان الإسلام ليس بالشكل الذي صوره بعض زعماء الفساد وأنه لا يحتضن العنف، ولا يدعم، و لا يدعم الإرهاب،ولا يتناقض و العملية الديمقراطية.

****

لقد أندهش العالم ببراعة مهندس الاقتصاد الماليزي ( الدكتور مهاتير محمد)، كما وأنذهل بطبيعة الحكم الإسلامي في تركيا وبات اردوغان ينظر إليه اليوم بعين الإجلال والاقتداء، بينما فشلت تلك الأنظمة الموالية للغرب والمفصلة على شاكلته في بعض البلدان العربية من تحقيق أدنى مقوم للعيش.

وفي تونس الجديدة لفوز حزب النهضة الإسلامي طابعه الخاص والمميز لاسيما وفوزه يأتي في ظل ما يعرف بالربيع العربي الساخن، خصوصاً وتونس هي أول دولة انطلقت منها شرارة الغضب العربي، وأول دولة تقطف ثمار هذا الربيع !
ان فوز حزب النهضة الإسلامي وقيادتها للحكومة الجديدة في تونس له دلالاته الخاصة خصوصا والإسلاميين كما أسلفت ظلوا لردح من الزمن عرضة للتشكيك والاتهام، وهاهم اليوم يجنون ثمار صبرهم خلال تلك السنيين.

إن تصريح الدكتور راشد الغنوشي عن عدم رغبة الحركة بالانفراد بالحكم يحمل دلالات عظيمة مفادها رغبة التيار الإسلامي في التعايش ومد جسور الشراكة مع مختلف القوى والتنظيمات، واثبات النوايا الحسنة خصوصاً بعد الخوف الذي خيم على الكثير من مناصري التيارات العلمانية قبل وبعد فوز الحركة .

اخيراً .. فوز التيار الإسلامي في تونس يدل على أن الحكم الإسلامي بات هو الخيار الأمثل أمام الشعوب العربية، كما هو صك واعتراف جديد على أن الإسلام المعتدل لم يعد يشكل خطرا ولا يتناقض والعمل الديمقراطي كما روج لذلك الكثير من زعماء الاستبداد.

كما هو أيضاً فرصة للإسلاميين في بقية الدول العربية خصوصاً تلك التي لا زالت تشهد الربيع العربي لتقديم نفسها بالشكل الذي يجب أن تكون عليه، كما ويجب الترفع عن سفساسفة الأمور، وضرب أروع الأمثلة في الحكم، و الاستفادة من الدروس السابقة بحيث لا تكرر هذه التيارات نفس الممارسات القمعية التي خرج الجميع ضدها، وان تأخذ في الحسبان التجربة التركية على وجه الخصوص.