الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٦ صباحاً

شكراً حذائي العزيز..أنت ثائر

جلال الدوسري
السبت ، ٠٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
اليوم ومع إنقضاء عام كامل للبدايات الأولى لهبوب نسيم ثورة الشباب الشعبية السلمية اليمنية المباركة؛أجدني أنحني لأقدم الشكر الجزيل والتقدير الوفير لحذائي العزيز,تعظيماً وإجلالاً وإحتراماً له على ما تفضل به وقدمه طوال العام المنصرم من مساهمةٍ فاعلةٍ أقل مايمكن أن يقال عنها أنها عظيمة وجليلة,تفوق كثيراً عن ما قدمه الكثير من المتنطعين المتشدقين بالثوروية,الراكبين الثورة تسلقاً على أرواح ودماء الشهداء والجرحى من شباب الثورة,وحتى على أحذية كل الثوار الأحرار..

ومن ضمنهم حذائي هذا الذي أكرمه اليوم وأريحه عن العمل بشراء حذاء جديد,
وليس الأمر كما قد يفهم إحالته إلى التقاعد,أو إهماله وركنه في مجلس شورى سلة المهملات..وإنما أضعه في صدر المكان..رمز للثوروية وعنوان..وليبقى على مدى ماسيأتي من الأزمان,شاهدٌ ساهم بفاعليةٍ في زلزلة ودك عرش الظلم والطغيان..

حذائي العزيز؛
شارك في الثورة وكان ذو جدارة..ولم يبدي يوماً شعوراً بالعناء ولم يظهر الإحساس بالمرارة.وهو يُقلني كراً وفراً في كل شارعٍ وكل زُغط وكل حارة.

فكان على قدميَّ لطيف,ولجسدي خفيف..وهو النظيف..العفيف..الشريف.
لقد كان لحذائي شرف أن أقلني وأنا أهتف مع الهاتفين(الشعب يريد إسقاط النظام),

وحتى أول يوم من بدء الإعتصام أمام جامعة صنعاء؛كان لحذائي شرف المساهمة في ذلك وقد كنت أحتذيه وأنا أشارك في عملية نصب أول خيمة إعتصام,وعندما كنت أول من صعد لأرفع العلم أعلى النصب التذكاري لجامعة صنعاء,حيث منصة ميدان التغيير وقد تشرف حذائي بأن كان يحذيني وأنا أساهم في تجهيزات إقامة تلك المنصة والتي مع الأسف باتت بيد البعض مِن مَن لم يقدموا حتى العُشر من ماساهم في تقديمه الحذاء,كما بات يتصعد عليها حتى من هُم أقل قيمة ثوروية منه..

فكم ركض بي حذائي وكم ربض..وكم تعفَّر وكم تغبَّر,وما أغتر يوماً ولا تكبر..ولم يقل أنا ثائر ولي إلى السلطة نظر..

حذائي العزيز؛
تشرَّف بأن حذى قدماي لتسير بي وأنا أشارك في المسيرات والمظاهرات,والوقوف بساحة الإعتصام ومواجهة كل ماكان يحدث من إعتداءات..ومنها مسيرة الحياة التي وإن تفطرت خلال السير فيها قدماي إلا أنه لم يتفطّر ولم يتضجّر..وما تضجر إلا اليوم وقد أحس بمن أتى عليه يتمشطر,بحثه على السير في المنكر,وهو منه أصغر وأصغر,وإن يكن عبدربه أو باسندوه أو صعتر..

حذائي العزيز؛
شكراً..شكراً أنت ثائر..شاركت في ثورة الحرية وكنت خير ثائر,وإن كان حكم الزمن جائر,بأن تسلق عديمي الضمائر,وصاروا يحددون المصائر..
فقط عليك أن تستريح..ثورة الكرامة أتية لا محالة,ضد هؤلاء الحثالة..وستكون أنت كعادتك في البسالة,حتى يوفقنا الله وتتحقق العدالة..