الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً

يوم من الدهر لم نصنع ظلمته..بل صنعه أعادينا

جلال الدوسري
الاربعاء ، ٢٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
سيبقى يوم 21/2/2012 ميلادية يومٌ من أشد الأيام ظلمة عبر تاريخ اليمن بكل مراحله,حيث سيسجل هذا اليوم على أنه اليوم الذي صنع لنا ظلمته أعادينا بما فيه من تدمير لأحلامنا ودفن لأمانينا المتمثلة بالحرية والإستقلال نحو التطور والتقدم والإزدهار في بناء دولة مدنية حديثة يسود فيها حكم القانون بالعدل والمساواة, وليستتب الأمن ويعم الأمان,وتبدأ عجلة التنمية بالدوران,ويتم القضاء على الجهل والفقر وبما يحفظ عزة وكرامة الوطن-الأرض والإنسان..

في هذا اليوم المظلم أجريت ماسميت بالإنتخابات الرئاسية المبكرة والتي لم تكن سوى فصل عبثي من فصول تمثيلية هزلية عنوانها المبادرة الخليجية..وهو الفصل الذي تفرد بالبطولة فيه المشير/عبدربه منصور هادي دون منافس بحسب سيناريو المبادرة التمثيلية لمجرد تلبيةً لرغبة المخلوع/علي عفاش,حتى أن المليارات قد صرفت على مالم يكن له داعي,وكان يمكن أن تُسخر تلك المبالغ في سد إحتياجات كثيرة لمئات الألاف من الأسر..

سميت بالإنتخابات التوافقية بالمرشح التوافقي وهي مجرد توافقية نخبوية مصلحية تمثلت بنخب القبيلة والدين والعسكر,التي شرعنت لها بكل ماأوتيت من قوة وقدرة ترغيبية وترهيبية بلغت حد إعتبارها تقرباً من الله,وقرن الذهاب فيها بالإيمان بالله واليوم الأخر..وهي شرعنة فيها كل الملعنة مادامت بعيدة عن الشرعية الثورية ودون الإرادة الشعبية..
وذهب البعض من عديمي الرؤية وفاقدي التفكير أن جعلوا من إجماع العالم حول مبادرة العار الخليجية حُجة ودلالة على وقوف الجميع مع مصلحة اليمن,ولو أنهم أستذكروا وتفكروا لوجدوا أنه لم يحدث ولن يحدث أبداً أن يكون الإجماع على أمر بخصوص بلد ما فيه مصلحة لهذا البلد مهما كان..وماحدث في الإجماع بأمر اليمن أتى نتيجة تلاقي مصالح بعض الدول كالسعودية وأمريكا,ومصالح دول أخرى مع هاتان الدولتان كدول الإتحاد الأوربي,إضافة إلى لا مبالاة الدول الأخرى وعدم إهتمامها بالأمر..

ومن ما يجعل هذا اليوم يبدوا مظلماً هو مابدى من بعض العاملين عليه من أفعال وأقوال تدلل على أن هذا اليوم بالنسبة لهم ليس إلا جسر أستدعى الأمر أن يكونوا
في مقدمة مشيديه من أرواح ودماء الشهداء والجرحى ليصلوا إلى تحقيق مصالحهم

بناءاً على مطامعهم الشخصية والحزبية في السلطة وما يأتي ويتحقق من السلطة وبالسلطة..ولو كان ذلك على حساب أن يبقى الوطن رهينة في يد أعاديه من الذين لم ولن تتوقف مؤامراتهم الدنيئة بأن لا تقوم له قائمة أبدا