الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٤ مساءً

جسر هادي: الشرعية الشعبية والطبقة الوسطى

سمير الشرجبي
السبت ، ٢٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٢٣ مساءً
لقد كان يوم تاريخي بامتياز تنصيب الرئيس عبدربه هادي وبدون الرئيس المخلوع لا جسداُ ولا قولا ولا عملا و لانه بقي خلف الباب يسترق السمع بحرقة ونزيف داخلي أراد ان يجرعنا اياه بعودته صباح اليوم فتجرعه هو وبلا أسف.
لقد كان هادي رائعا باختيار كلماته التي توجه بها للشعب في اول خطاب له , أعتقد انه خطاب تاريخي يستحق ان يدون في التاريخ لاسباب عدة اهمها:-

أنه حضر هذه الجلسة ورفض أن يحضرالرئيس المخلوع فيها.

انه شكر الشعب الذي إختاره موكداً أنه يستمد وجوده كرئيس من الشرعية الشعبية والتي طالما تهرب منها الرئيس المخلوع مشددا حينها بما سماها الشرعية الدستورية.

أنه توجه بالترحم على ارواح الشهداء وتمنى للجرحى بالشفاء في إشارة واعتراف منه بشرعية الثورة التي اوصلته الى هذا الموقع وتكريما لهولاء الشهداء ودمائهم الزكية التي سقطت من اجل هذا اليوم التارخي.

جسر الامل الذي فرده امامنا للانتقال من اليأس الى الامل وهي إشارة واضحة الى ان المواطن اليمني كان يعيش يأسا وان ساعة العمل قد حانت لنحقق فيه اماله وطموحاته.
وفي سياق الحديث المهم حول هموم المواطن المعيشية ورخائه تحدث هذا الرئيس اليوم ولاول مرة في اليمن منذ عقود عن أهمية إنتشال الطبقة الوسطى من الوحل التي أسقطها فيه النظام البائد موكدا اهمية توسيع حجمها لان على عاتقها سيتم بناء الوطن الجديد في إشارة واضحة باهمية العدل الاجتماعي وردم الهوة بين الطبقات وإنتشال الفقراء من فقرهم وان لا تبقى اليمن بين طبقتين , إحداهما في فقر مدقع وهي الغالبية العظمى والاخرى في تخمة مميتة والمتمثلة بالنظام العائلي الفاسد والمقربين منه ومن شاركه الحكم والفساد منذ 34 عاما حتى وإن امتطى (جواد الثورة اليوم) وتربح من وجوده ونهب قوت الشعب واراضيه ولقمة عيشه وهم قلة قليلة يجب محاسبتها ومسألتها لتكتمل العدالة , باصدار قانون من أين لك هذا؟

أخيرا ومع كل تقديرنا لهذ الخطوات ولكننا نعتقد ان على الرئيس هادي ان يقدم بعض الخطوات العاجلة والتي ستكون لها وقع كبير على الثوار والشارع اليمني والمتمثلة بالنقاط التالية :-
1. الاستقالة من المؤتمر الشعبي العام كونه رئيسا إختاره الشعب لليمن كلها ولا يصح أن يبقى عضوا في حزب يرأسه الرئيس المخلوع.
2. الاعتراف بالثورة الشبابية الشعبية وشهدائها وإعتبارهم شهداء للثورة اليمنية لهم كافة الحقوق وكذا معالجة كافة الجرحى على نفقة الدولة ورعاية المعاقين والافراج الكامل عن جميع المعتقلين والمخطوفين.
3. تحويل القصر الرئاسي في السبعين الى جامعة وطنية للعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي مع كل مرافقها وإعادة الاعتبار للتعليم في الجامعات والمعاهد والمدارس اليمنية.
4. العمل الفوري على إعادة كامل المبعدين والمتقاعدين من السياسيين وابناء القوات المسلحة والامن الذين حرمهم حقوقهم الوطنية والقانونية الرئيس المخلوع قبل وبعد الوحدة وتعويضهم التعويض الكامل والعادل عن كل ما عانوه طوال تلك السنين هم واسرهم.
5. العمل على إعادة الاراضي المنهوبة من المواطنين او من اراضي الدولة والاوقاف من ناهبيها وخاصة في المناطق الجنوبية وتهامة وتحرير جبال صنعاء من ناهبيها.
6. تشكيل لجنة وطنية للكشف عن الجناة في قتلة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ورفاقه وكشف مصير المختفيين قسريا أمثال الرائد / على قناف زهرة والرائد الشمسي وسلطان القرشي وغيرهم وكذا الكشف عن مكان رفاة شهداء 15 إكتوبر 78 وإعادتها الى اهلها ليتم دفنهم بالمكان الذي يريدون وإعادة الاعتبار لهم كونهم قدموا ارواحهم من أجل اليمن في اول إنتفاضة سلمية على حكم الرئيس المخلوع الذي إنتزع السلطة بالقوة بعد مؤامرة إغتيال الرئيس الحمدي.
7. إعادة هيكلة الجيش والامن وإخراج القوات المسلحة من المدن واعادة تاهيل كوادرالجيش والامن تاهيلا وطنيا يتناسب ودور ابنائها الوطني وما يستحقونه من تكريم ورفع مرتباتهم كي لا يحتاجون ولا يهانون لما فيه خدمة الوطن.
8. محاربة القوى الارهابية والضلامية والطائفية والمذهبية وتجريم أعمالها وفضحها وإعتبار المواطنة والعمل والبناء هو مقياس الولاء الوطني وان الوطن للجميع وفيه المواطنيين متساوون في الحقوق والواجبات ولا سيد او شيخ اوقبيلي ولا مزين أورعوي فكل الناس سواء أمام الله والقانون والوطن.
9. إن كان ولابد أن يعين الرئيس نائبا له فالاجدى أن يتم تعيين أحد شباب الثورة لهذا المنصب.
10. الدعوة للمؤتمر الوطني للحوار لصياغة شكل الدولة ودستورها القادم بما يكفل إلتئام الجراح وتعميق الوحدة بعيداُ عن الدعوات ىعادة الدولة الشطرية لانها أثببت فشلها ودعاة الدولة المركزية لانها أيضا أثبتت فشلها مدركين ان خيار الدولة الاتحادية هو خيار وحدوي بشرط أن يعتمد في أقاليمه المصلحة الاقتصادية والتنموية المدروسة التي يحتاجها المواطن اليمن وليست فيدرالية على أسس سياسية تنذر بالانفصال.
هذه كلمة وإجتهاد سريع وتعبير عن أمل ليمن ننشده ونتمناه.
عاش نظال شعبنا اليمني من اجل بناء دولة الحرية والعدالة والكرامة لك مواطن.