الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً

سبتمبر يُبكي أكتوبر

سمير الشرجبي
الجمعة ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
تسلل إلينا عيد سبتمبر هذا العام بعد نصف قرن من الزمان حزيناً كئيباً وهو يرى كيف أشهرت السيوف لتفصل عنه إكتوبر المنكوب الباكي على وحدة تشاركا في هدفها وكانت دوماً شعاعاً ينير لهما الطريق على درب وحدة كبرى حلما بها وعمل كل شرفاء الوطن لاجلها أملين ان تتظلل تحت رايتها الامة العربية كلها من لمحيط الى الخليج.

كانا (سبتمبر وأكتوبر) بعرفان جيداً انه حين تشتد المواجهات بين ما عرفناه شمالاً وجنوباً يلتقي المتحاربون ليضعوا الوحدة حلاً للاقتال وطريق لمداوة اي جراح قد تكون ألمت بابناء الوطن المقسم حينها فلم يكن يلي الحرب إلا خطوات في إتجاه الوحدة فعرفنا إتفاقيات القاهرة وطرابلس والكويت.

اليوم لم يعد هناك شمالاً ولا جنوباً في الوطن, فلا حدود تفصلنا ولا حروب تعصف بناء بل ثورات الهبت الارض تحت أقدام المستبدين ومازالت ورغم ذلك فلم يلتقي أبناء الوطن الواحد ليصيغا خطوة جديدة لتثبيت دعائم الوحدة بل ليرتكبا جريمة في حق الوطن اليمني والعربي راسمين خطوط للانفصال...
بعد عام 1990 تم إزالة الحدود الجغرافية وقامت دولة وحدة رعته ووقعت عليه قيادات كادت أن تنفجر بوجهها ثورات حينها بسبب الفساد والتخلف الاقتصادي والاجتماعي.

كان هروباً من طرف وحدوي وصل الى قناعة فشله في إلادارة فسلم الوطن كله لقيادة فاشلة أخرى, قاتلة, مجرمة وهو يعرف هذه الحقيقة تمام المعرفة ...لم يكن الامر مخفي على حزب عريق يدير جنوب الوطن حينها وله إمتدادات في كل الشمال.
رغم ذلك حمل النظام الجنوبي حقائبه وغادر عدن ليستقر في صنعاء المحاصرة أصلاً بفكرلا يرى في صنعاء إلا فيداً وفي الوحدة إلا رقعة كبرت لتمارس فيها هوايته المفضلة.
الوحدة تحترم الرجال القادرون على حمايتها وصون قيمها بالعدل وحقوق الانسان والتنمية...ولا تحترم من لايرون من وسيلة لحمايتها إلا بالدم.

الوحدة ليست ضماً لجزء الى جزء أخر لتكبر رقعة الارض التي سيتم حكمها بل هي إعلاء لقيم وطن وتنميته وبناءه لما فيه مصلحة ابناء الوطن كله دون تمييز او إستحواذ او إقصاء.
وحدتنا اليمنية صنعها رجالاً لا يعرفوا الجانب القيمي في الوحدة فلم يعملوا على إعلائه بل كسروا كل قيم الوحدة وغرسوا بجسد الوطن سيوفهم بحثاً عن مصالحهم بين ضلوع الوطن وداخل جراحه الغائرة.

لذى فسبتمبر حزين وإكتوبر خائب أمله فهدفهما لم يصنه من تحملوا امانته ..فجعلوا من هدف الوحدة إنفصالاً بعد وحدة إستحواذية .

صبراً سبتمبر ..وهون عليك إكتوبر ..شبابكم يستعيد قيمكم وسيصيغ وحدة حقيقية ترتكز على العدل والتنمية المتوازنة لرقي ورفاهية الانسان في كل شبر من وطني.

لن يتوقف هذا الشباب الثائر إلا بعد ان يعيد لقيم القومية والوحدة رونقها ويصرع كل المتامرين على الامة من إقليميين ومناطقيين ومذهبيين وطائفيين وماسونيين جدد.