السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً

ارادوه ربيعاً لا عربيا يزرع شوكاً مذهبياً

سمير الشرجبي
الاربعاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
المتابع لتطورات المشهد العربي من المحيط الى الخليج منذ تفجر الثورات العربية الشبابية الشعبية في تونس وما تلاها من ثورات في الاقطار العربية الاخرى كحق شعبي إنساني للحرية والتنمية والكرامة الانسانية.

كلنا تفاعل إيجابياً مع تلك الثورات بل وكنا ومازلنا جزء منها لاسقاط الانظمة العربية التي أفسدت وحرمت المواطن العربي من ابسط حقوقه الانسانية في حياة حرة كريمة بل وقطعت تلك الانظمة الحبل السري التي كان يربطها يوماً بالمشروع القومي العربي لتصبح انظمة جمهوملكية وبالقوة العسكرية والافساد السياسي .

ثورات الربيع العربي كان هدفها إسقاط انظمة فاسدة ولم يكن يدور في خلد أي ثائر ان يستبدل هذا الهدف باخر هو كارثة على الامة العربية ووجودها ذاته.

لقد إستغلت الصهيوينة العالمية المتمثلة بالغرب الاميركي وحلفائه الاوروبيين ودولة الكيان الصهيوني والانظمة الرجعية العربية بالاضافة الى حلفائهم في المنطقة من جماعات واحزاب سياسية تحمل مشاريع طائفية ومذهبية وعرقية تخدم نفس المشروع الصهيوني وبشعارات إسلامية وليبرالية على الطريقة الامريكية وتحت رعايتها.

لم يكن يدور بخلد المواطن العربي ان بوصلة الثورة تتعرض للحرف وأحلام الثوار للسرقة من قبل قوى تملك المال والدعم الاعلامي واللوجيستي والتنظيم السياسي المدعوم من تلك القوى التي طالما حلمت بؤد المشروع القومي والفكر العربي بل الوجود العربي ذاته.

لقد تعاملنا مع كل القوى التي شاركتنا الساحات وحمل ابنائها معنا اراوحهم على اكفهم وكلنا امل في تحقيق أحلامنا المشروعة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية في وطن عربي متحرر من الهيمنة من القوة الغربية والرجعية العربية.

كنا نهتف للثورة وخريطة أمتنا العربية تسكن قلوبنا وامام عيوننا فلسطين السليبة فهي جزء من وجودنا وحلمنا ولم نكن ندرك ان هناك من يسير معنا يحمل مشروع أخر لهدم الامة وتحطيم قيم القومية العربية وثوابتها وخلط الوانها وتحويلنا الى شعوباً وقبائل ومذاهب وطوائف خدمتاً للكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين لندخل في نفق مظلم لا نخرج منه ابدا مليئ بالدماء والدمار والشتات والقتل على الهوية ..لتتحول أمة العرب الى جماعات ومذاهب ودويلات مهدمة خائرة قواها خدمتاً للكيان الصهويني الغاصب والذي سينعم حينها بالامن والسلام طويلاً بل وسيضع هولاء اقدام الصهاينة على السكة الحديد التي ستحقق لهم حلمهم في دولة من الفرات الى النيل على أنقاظ الامة.

نفس الوجوه التي خرجت الى شوراعنا لتسرق الثورات وتحقق حلم الصهيونية العالمية وحلفائها العثمانيين الجدد رئيناها في تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق وسوريا واليمن ....نفس النجاسة وذات الاصل.

ارادوها ربيعاً لا عربياً يزرع شوكاً مذهبياً طائفياً والغاماً وسيوف تذبح وتكبر.

يقولون (في الليلة الظلماء يفتقد البدر) .......وفعلاً كان بدر مصر محموداً والذي ظهر بفكره القومي العربي الصادق ورفاقه الين إالتفوا حوله ليجعل من فكرة بسيطة عملاً عظيماً يجعل الامة تستعيد نفسها وتكشف عنها غبار المشاريع الصهيونية وبوجه عربي.

تمرد ابناء مصر وبنات مصر وشعب مصر كله في 30 يونيو 2013 وأستجااب جيش مصر العظيم لتمرد مصر كلها فانحاز للحق والحرية والكرامة لتنتصر مصر العروبة والاستقلال على جماعة ارادة ان تصبح مصر ملك للاهل والعشيرة.

الثوار العرب يفيقون الان من غفوتهم ويعمل الجميع لاستعادة الثورة بروحها العربي في تونس واليمن وسوريا وليبيا ...لاسقاط حلم ابناء صهيون وحلفائهم من الاهل والعشيرة.