السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٥ صباحاً

مواطنون مناضلون ووطنيون مبعدون من الحقوق الوطنية..؟؟

نصر شاجره
الاربعاء ، ١٤ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٢:١٣ مساءً
المدقق والمتابع لاعداد اليمنيين في المهجر يجد بأن اعدادهم يفوق ثلث اعداد سكان اليمن يعني اكثر من عشرة ملايين نسمة مشتتين في كل دول العالم وفي القارات الخمس في المدن والارياف في جبالها ووديانها وفي سفوحها وجبالها منهم من ارتقى الى مستوى كبير من العلم والمعرفة ومنهم اخذ قصداً منه ومنهم من لم يستفد من غربته لا نفعا وقد يكون أخذ منها الضر والمعانات والذل والمهانة ..
ونحن نتحدث عن هذه الشريحة المغيبة عن قواميس الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن الرعاية الذي كفلها شرع الله والدستور والقوانيين النافذة في الوطن ..هذه الشريحة الذي قدمت ولازالت تقدم المزيد من العطاء وتبذل كل طاقاتها في تنمية الوطن ورفع الضائقة المالية عن الاسر والاقارب وبعض المحتاجون من المقربين اليهم ..
نجدهم يمثلون بلدهم باحسن السلوكيات والمناقب الطيبة والمعاملة الحسنة واشاعوا في ربوع المعمورة مناقبهم وقيم دينهم وحضارتهم الضاربة في اعماق التاريخ الانساني..
ومن خلالهم دخلت شعوب وامم وقبائل واسر الى ديننا الاسلامي.. وهكذا نجد هذه الشريحة في عطائها اللامتناهي تعاني من ألم وجور البعاد عن الاهل والوطن ساهمت ولازالت تساهم في بناء الوطن وتثريه بما اكتسبته من علم ومعرفة ومن تجارب الحياة وما نالته من مقومات النهوض لهذا الوطن ..ساهمت هذه الشريحة بكل ما يمكن تقديمه من خدمات جليلة للمجتمع والوطن ومثلته خير تمثيل بجهودها وبقناعتها وما يمليه عليها واجبها الديني والوطني فأسست المجالس والجمعيات والمراكز الرياضية والثقافية وشاركت في الدول التي تتواجد فيها بانشطة اجتماعية وفي الندوات والمهرجانات والتفاعلات الرياضية والادبية والشعرية ..ولم يكتفي دورها في ذلك بل تجاوز الى تبني اعداد كثيرة ومتنوعة من الانشطة ومن الاعمال الخيرية في الوطن سواء على مستوى القرية او المدينة ..كما اردفوا الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة وفي ايجاد مشاريع استثمارية استفاد منها الالاف من ابناء الوطن والكثير الكثير مما لايسعني في هذا المقال من حصر مايقوم به ابناء الجاليات اليمنية في المهجر وفي داخل الوطن .. وبرغم كل هذه الجهود والانشطة والادوار الذي يقوم بها المغترب اليمني من ذو الازل حتى يومنا هذا تعاقبت حكومات ورؤساء دون ان يعيروا لهذه الشريحة اي اهتمام او تنال اي حقوق تذكر ..فهم وطنيون خارج الوطن وهم مناضلون بعيدا عن الظهور وهم جنود الوطن المجهولين الذي لا يملوا او يصرخوا ويمنوا على هذا الوطن والاسرة والمجتمع باي عمل او فعل قاموا وضحوا من أجله ..وبرغم كل هذا تجدهم مظلومين ومسلوبين ومنهوبين من القريب ومن البعيد من النظام ومن المسئول في الداخل وفي الخارج من السفراء واعضاء السفارات في الخارج لايجد له رعاية ولايجد له من يقف معه ويدعمه في قضية قد ينال منه غريمه ظلما وبهتان ..كم من المعاناة ومن المأسي والألام وعمق الجروح تجرعه هذا المغترب من كل حدبا وصوب ..وهاهو يعيش غريب ومن الاجانب في بلاد اغترابه وهو كذلك في وطنه الذي يجد نفسه محاط بالذل والمعاناة في ربوعه بين مسئول الجوازات ورجل المرور وفي الدوائر والوزارات والمؤسسات الحكومية في عمومه وبين الاب والاخ والعم والجار وذو القرباء وهو في كل الحالات لديهم مجرد شخص عابر سبيل ..
فهل حان الوقت لانصاف هذه الشريحة الكبيرة والعريضة والذي يزداد عددها يوم بعد يوم وتنال حقوقها المشروعه شرعا ودستوريا وقانونيا وفي كل مناحي الحياة العامة مثله مثل أقرانه من الدول الاخرة ومثله ايضا مثل كل مواطن يعيش داخل الوطن فيشارك في الانتخابات العامة وينال من الحقوق الاخرى ما تخفف عنه جور الفراق وعذاب الاغتراب ..
ام لازال للمعانات والاهمال وعدم الاكتراث رحلة طويلة ..