السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٥ صباحاً

الثورة السورية...معادلة الحرية والفتنة

سمير الشرجبي
الاربعاء ، ٢١ مارس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
ليس هناك من أدنى شك في ان الشعب السوري ومثل جميع الشعوب العربية يستحق حياة حرة كريمة بعيدا عن التسلط والاستبداد الذي افرزه اول نظام جمهوري وراثي في المنطقة العربية.

وليس هناك من ادنى شك في ان الثورة السورية التي حركها الشعب السوري تتعرض الى مخاطر عديدة ليس اولها الخوف من سرق الثورات المحترفين ولا مؤامرات اعداء الامة من صهاينة وحلفائهم في العالم والمنطقة العربية بقيادة قوى الرجعية العربية والتي تعمل ليل نهار لتحيل الثورة المشروعة الى ركام من الجثث وسيل من الدماء تبحر عليها قافلة العدو الصهيوني لبناء دولته المنشودة من الفرات الى النيل حين تصل بناء بندقية المرتزقة وعنف السلطة الى حرب تطهير مذهبي وطائفي في اقلها , لتمتد فوهات البنادق وجنازر الدبابات وقاذفات الطائرات لتدك اجمل ما في سوريا شعباً عروبيا مقاوماً وارضاً وأحلام أمة.

هذه الثورة قسمت مثقفي الامة وعلمائها بين مؤيد للثورة وحق شعب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية بدون تحفضات وبين اخرين اقل ما نقول عنهم مؤيدون خائفون من المجهول الذي يرونه قابعا خلف ستار الدم وركام المنازل المهدمة.

تعلمنا من قيم الثورية التي إستقيناها ان الثورات لا تتجزاء وأن الشعوب هي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير وان الحكام ليسوا اكثر من خدام لتلك الشعوب , تبقى بارادة الشعب وترحل بطلب من الشعب نفسه صاحب المصلحة والقرار.

تعلمنا ايضاً ان الحرية هي بوصلتنا وأن فلسطين هي هدفنا, وان لا حرية نستحقها إذا كانت فلسطين هي الثمن والمقاومة هي الخاسر .

تعلمنا أن اعداء الامة يتربصون بالامة لينحروا رقابنا وإن إدعوا دعم ثورتنا, فدعمهم نعرفه قنابل ودمار ولا يمكن ان يمدونا الا برصاص نقتل فيه بعضنا البعض وسموم نلعقها حين نجوع وصواريخ تهدم البيوت على رؤوسنا حين نحتمي بهم.

تعلمنا ان الثورة إن إنحرفت عن مسارها وبدأنا باستقبال المرتزقة في صفوف الثورة فعلى الثورة السلام. ليبيا شاهدا على نكسة ثورة نحرها الناتوا وباع فيها واشترى ومازال.

ليبيا نموذج لثورة أشعلها الشعب المنادي بالحرية وتلقفها الناتو وأشعلها نارا حمراء باموال عربية وباركها العملاء وسرقها المرتزقة وهي اليوم مشروع تقسيم للمقسم ونهب للصوص وهدم للثأريين.

هل نتحمل نموذج أخر في سوريا كمثل ذلك الي نشهده في ليبيا؟

لا والف لا.

الثورة يجب أن تبقى سلمية وتستمر بدون تدخلات أعداء الامة وملايينهم التي يستجلبون بها المرتزقة ورصاص الموت الاتية من الشمال الاستعماري والخليج الرجعي .

هل رأس بشار يستحق ان نهدم من أجله أحلام أمة ونهدر به دمائها؟

هل رأس بشار يستحق أن تتحول سوريا ولبنان والعراق الى ساحة حرب سنية – شيعية أرادها لنا الاستعمار لتكن فتكون؟

لا والف لا....

يجب ان تفيق الامة وترى بعين غير عين الاعلام الصهيوني.

إنهم يريدوننا أن نتقاتل في ما بيننا...هذا علوي ..وهذا شيعي...هذا سني...وهولاء روافض....قبحكم الله

هذه أمة واحدة...عربية اللسان....دينها الاسلام.

بوصلتنا هي الحرية وفلسطين عنوانها.

شعبنا يبحث على الحرية ولكنه لن يستبدلها بالاستعمار.