الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢١ مساءً

يسرقوننا تحت مسمى (بنزين خالي من الاحمر)

سمير الشرجبي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
سمعت تصريح الاخ وزير الاقتصاد في الحكومة المقالة وهو يبرر ارتفاع سعر البنزين قائلا ان هذا البنزين هو خالي من الرصاص معتقدا ان خالي من الرصاص يعني السوبر.

ولذى احببت ان اوضح حقيقة المسميات من الناحية العلمية للناس وفضح الجهل الذي يعاني منه من يتربعون على عرش السلطة المسروقة واساليب الاحتيال والنصب التي يمارسونها على هذا الشعب وساترك لكم الحكم بعد معرفة هذه الحقائق لما عاناه ويعانية الانسان اليمني من استهتار بصحته ومقدراته بل وسرقة يومية لقوته تحت مسميات عديدة.

================
اولا: - معيار نقاوة البنزين تقاس بما يسمى الرقم الاوكتاني والذي اصبح معياره الدولي محددا ب90 او اكثر وان اي نسبة منخفضة للرقم الاوكتاني يعتبر مخلا بالمواصفات الدولية والذي يسبب ضعف في قدرة السيارات على احراق البنزين بل والتسبب في خروج جزء كبير من هذا البنزين على شكل عادم يلوث البئة وكذا يزيد استهلاك السيارة البنزين ويؤثر ايضا على محركها.
كما ان السيارات الحديثة جميعها لا تعمل الا ببنزين عالي الاوكتان تصل نقاوته في بعضها الى 98 % وهذا ما عانت منه وكالات السيارات الحديثة مثل بورش وغيرها وطالب الوكلاء رسميا الدولة في عمل مصافي حديثة او توفير مواد مضافة لا تضر بالبئة ولا الانسان لاستخدامها للبنزين الذي يتم تصفيته في اليمن.

ثانيا: البنزين اليمني المستخرج من مصفاتي عدن ومارب يعتبر غير مطابق للمواصفات العالمية لانه نقاوته تتراوح بين 70 و80 (الرقم الاوكتاني) وذلك لقدم المصفاتين اليمنيتين.

ثالثا: مصفاة عدن اقدم من مصفاة مارب ونقاوة البنزين الناتج من عدن هو اقل نقاوة من البنزين الناتج من مصفاة مارب.

رابعا: الفرق بين البنزين اليمني المباع في الاسواق هو ان جميعها غير مطابق للمواصفات العالمية كون الرقم الاوكتاني البنزين الشفاف والاخر الاحمر اقل من النسبة العالمية المطلوبة ولكن ما الفرق بينهما؟
الفرق ان البنزين الاحمر والذي يوزع من مصفاة عدن مضاف عليه مادة الرصاص التي يرفع الرقم الاوكتاني ليصل الى حوالي 85% علما في ان الرصاص هو الذي يعطي البنزين هذا اللون الاحمر ولذى يسمى البنزين الاحمر.

================

اذا البنزين اليمني سواء كان خالي من الرصاص او مضاف عليه رصاص هو البنزين اقل من المواصفات الدولية ولا يمكن تسميتة بالسوبر بل ان البنزين المضاف عليه الرصاص يعتبر خطر على الصحة والبيئة وتم تحريم اضافة هذه المادة من سنين طويلة ولكننا في اليمن نستخدمه رغم خطورته على صحة الناس والبئة لانه اقل تكلفة.
اذا ما يستورد من البنزين هو بترول منتج من مصافي مختلفة ولا نعرف مصدره وقد يكون بترول سوبر او اقل نقاوة (وهذا يتحدد بالمختبرات النفطية الموجودة في مصافي النفط عبر اجهزة خاصة بذلك) ولكنه لايحتوي على مادة الرصاص لان لونه ليس متغير وهو نفس اللون الذي يعطيه بترول مصفاة مارب.
كما ان هذا السوبر يمكن ان يكون ذو نقاوة عالية من مصافي حديثة او حتى بترول اقل نقاوة ولكن مضاف عليه مواد اخرى غير الرصاص مثل الا ام تي بي اي المشهور والذي كان يستخدم الى فترة قريبة ولكن في السنوات الاخيرة تم منعه لاكتشاف تسربه للمياه الجوفية واختلاطه بمياه الشرب وبذا فانه اصبح ساما على الارض والبشر.

================
اخيرا هل مضاعفة سعر البنزين ل 125% يمكن تبريره بعد هذا التوضيح؟ علما ان هناك هناك مواد مضافة حيوية لا تضر بالصحة ولا تكلف 10% من قيمة البنزين المباع ويمكن خلطه بالبنزين مباشرة في المصفاة وانزاله للسوق عالي الاوكتان بحسب المواصفات الدولية.
================

كما ان هذا الواقع يبين كم ان اليمن يحتاج الى تحديث المصافي التي لديه وفتح امكانية الاستثمار في مجال المصافي الحديثة والذي سيدر لليمن بعائدات كبيرة للحاجة لمثل هذه مصافي لتنقية النفط اليمني اولا وللسوق العالمية لما لموقع اليمن الجغرافي الاستراتيجي بعد اكمال اسقاط بقايا النظام الاسري الذي اعاق الاستثمار في هذا المجال وما توقف مصفاة (هوود اويل) عن نشاطها الا دليل صارخ لهذا الفساد الذي استشرى في اليمن طوال 33 عاما.