الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٧ مساءً

حقيقة الأمر في سوريا..

جلال الدوسري
الاربعاء ، ١٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
- إن حقيقة أمر ما يحدث في سوريا؛ تتلخص في أن الإمبريالية الأمريكية الأوروبية الصهيونية, ومعها أذيالها الأعراب وخاصة حقراء الخزي والعار حقراء الخليج.. أرادوا ضرب عصفورين بحجر واحد..

- العصفور الأول هو سوريا - وهيهات لسوريا إلا أن تكون صقر أو أسد- وذلك بالعمل على تدميره حتى يصل إلى الحالة التي لم يعد فيها سوى مجرد تابع.. خانع.. راكع.. للهيمنة والغطرسة الصهيونية.. وذلك من خلال زعزعة إستقراره السياسي والأمني، ودك بنيته التحتية المتكاملة، وزلزلة إقتصاده القوي المتين، وتحطيم قوته العسكرية العملاقة، وتفكيك نسيجه الإجتماعي الشديد التلاحم..

- أما العصفور الثاني - وإن كان بعوضاً - فهو الجماعات الإرهابية المتطرفة، وذلك بإشغالها في سوريا حتى يتم التخلص منها, إما من خلال تصارعها مع الجيش العربي السوري, أو مع بعضها البعض.. وخاصة بعد أن أدرك الصهاينة بروز هذه الجماعات بشكل كبير, مع إزدياد درجة العنف بما أظهرته من تعطش شديد لإزهاق الأرواح وإراقة الدماء، وهي قد أندفعت كالكلاب المسعورة, بعد أن فُك وثاقها وإطلق سراحها مع سقوط أنظمة كانت تقيدها إلى قبل أن يأتي ما أسمي بالربيع العربي.. فكان أن أريد لها أن تكون كالنفايات السامة التي لا بد من التخلص منها، وأريد لسوريا العزة والكرامة أن تكون الأرض التي تدفن في باطنها هذه النفايات..

- وما يتضح حتى الأن بعد قرابة السنتين؛ هو أن العصفور الأول أعتى من أن تقضي عليه أحجار العالم ولو أجتمعت.
وإن كان قد أصيب؛ فهي خدوش بسيطة، من السهل جداً معالجتها, بفضل ما في أبناء سوريا من عزيمة قوية وإرادة حرة، قادرة على تحدي الصعاب وإعادة صنع المستحيل..

- أما العصفور الثاني؛ وهو البعوض فقد وقع في الشراك فعلاً.. ولم يعد سوى مسألة وقت قصير ويتم القضاء عليه، والتخلص منه بشكل نهائي.. وكيف لا؟! وقد تم التغرير به وإستغفاله حتى تم الزج به إلى عرين الأسد، ومن دخل عرين الأسد يحنب، فإن لم يقضمه ناب ينخره مخلب..

- ولا غرابة!! ولا عجب!! أن نجد البعض من أبناء الأمة العربية الإسلامية وهم ما زالوا لا يدركون هذه الحقيقة المرة، لأنهم في حقيقة الأمر لا يفقهون شيئا، وكيف لهم أن يفقهوا وهم لا يقرأون ولا يتعلمون، وحتى إن قرأوا؛ تظل على قلوبهم غشاوة أقفالها.. وتشهد على ذلك ما وصلت إليه الأمة من تفرقة وتشتت بفضل الإختلاف والتنازع إلى الحد الذي تم فيه إهمال الأصول في الدين والإنشغال بالتركيز على الفروع.. فبلغت الأمة إلى كم هائل من الشيع والطوائف والأحزاب المتنافرة والمتناحرة وكلها بإسم الدين والدين من جميعها براء.. وكيف لا يبرأ منها الدين.

وهي على الأقل قد ذهبت إلى الإختلاف والإقتتال فيما بينها.. وغفلت أو تغافلت عن أن هناك أعداء حقيقيون للأمة الإسلامية والإسلام وهم من يجب أن تكون أمة الإسلام على كلمة واحدة في مواجهتهم..