الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٧ مساءً

تباطي انعقاد مؤتمر الحوار يعكس تفاعل الحركات الانفصالية

نصر شاجره
السبت ، ٢٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بينما نجد مؤتمر الحوار الوطني تتلكئ القوى السياسية في تسريع انعقاده نجد في الجانب الاخر تفاعل الحراك الانفصالي في اطراف اليمن شماله وجنوبه انه من الفارقات العجيبة والغريبة في آن واحد وفي نفس الوقت الذي يتم التباطء في العملية السياسية برمتها وبين تفاعل وتيرة نشاط حركات الانفصال في شمال اليمن وجنوبة فقد زادة وتيرة الدعوة الانفصاليه وما نشاهده من تجمهر ومهرجانات تحت مسميات لاتنطلي على المراقب للشأن اليمني فبينما دعاة الانفصال يسموا مهرجاناتهم الانفصالي (بالتسامح والتصافح) وبمسميات شتى بينما الحقيقة الساطعة بانه مهرجان للانفصال وفي المقابل في الجانب الاخر من اليمن مهرجان اخر لايقل عن الاول خطورة ان لم يكون الاخطر وتحت مسمى (المولد النبي الشريف) ومسميات لم يالفها ويعرفها الشعب اليمني على مر العصور وهى في جوهرها ومضامينها تفاعل ونشاط الحراك الحوثي واتساعه ليشمل مساحة كبيرة من الوطن وبين هذا وذاك دعواة مشابهة وهو مايسمى (الحراك التهامي) وكذلك مايسمى (الحراك الحضرمي) فبينما نجد تفاعل هذه التكوينات والكاتونات الممزقة لجسد الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه نجد في المقابل خمول وتسويف ومماطلة في تحديد انعقاد الاستحقاق الوطني في مؤتمره الوطني الذي يراقبه وينتظره الشعب اليمني الحريص على وطنه وشعبه من التمزق والشتات بفارغ الصبر والتأمل لعسى في انعقاده يؤسس لمرحلة جديدة من ثبات مقومات وجوده وترسيخ معالم دولته تحت اطار وحدته الوطنية وعرى نسيجه الاجتماعي الذي تعرض على مر الازمنة والمراحل الى النهش والترهطل في ظل سياسة ثقافية مدمرة لعرين مقوماته الوطنية والاجتماعية والتشكيك او التزييف في توطين وجذور هويته الوطنية المبنية على تجذرها المتعمقة في الازل وعبر تاريخ اليمن السعيد او بلاد العرب السعيدة..

ومن هنا اليس من بارقة أمل تلوح في الافق بانبثاق عهداً جديد تعيد لليمن لحمته واواصر قوته في التيأم القلوب الذي في الصدور فإنه من العيب والمعيب في هذه المكوانات بأن تدعوا الى التسامح والتصافح والى الاحتفال بمهرجانات مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وهو من دعى الى الوحدة وجسدها بمفهومها الديني والاجتماعي في عصر كانت الشعوب العربية مفككة وفي أتون الحروب القبلية كحرب داحس والغبراء وفي نفس الوقت الذي يجسدوا بدعواتهم هذه الى التفكك والتشرذم والاقتتال ليس هذه المرة على مكاسب سلطوية وليس على ثروة ومحسوبية وقبلية وطائفية ومناطقية وشطرية وحسب ولكنها حرب لتحديد الهوية وترسيخها واقعا تفرضه دعوات الزييف والتضليل في مسعاههم لطمس الهوية اليمنية العروبية والذين سوف يجرون اليمن في صراع جديد بين الاطراف والمكونات والقوى المتنافرة والمتضادة في الهدف والمسعى لايمكن توقع تبعاتها ونهايتها المدمرة..

وهذا لايمكن تحقيقه الا اذا ما تسارعت القوى الوطنية من احزاب وتكتلات ومكونات المجتمع اليمني من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بالسرعة الممكنة وبحيث يخرج بمخرجات توطد اعمدة واركان الدولة الحديثة بمفهومها الشامل بمؤسساتها المدنية وبمبادئ الحقوق والحريات العامة لجميع افراد المجتمع اليمني وتجسيد حق المواطنة وتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة وشكل الدولة المنتظرة لابناء الشعب اليمني قاطبة..

فاللهم جنب اليمن وشعبه مكر الماكرين وبغض الباغضين والحاقدين والمتأمرين واجعل كيدهم في نحورهم انك على ذلك قدير وبالمؤمنين رحيم..