الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٠ صباحاً

غباء الإخوان المسلمين ولعنة سورية..

جلال الدوسري
الاربعاء ، ٠٣ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
مع كل ثانية تمضي من عمر حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يتزايد اليقين , لدي كل متابع حصيف، من الغباء السياسي الذي يعشعش في عقول قادة الجماعة, ناهيك عن الغباء في كل من ينتمي إليها، وهم الذين أرادوا أن تكون لهم السلطة المطلقة في حكم بلد عريق وعظيم مثل مصر، وليس من يؤيدهم سوى الأتباع بالتبعية المكتسبة عطفاً على الدين بالشعارات، وهم قلة مقارنة بمجموع الشعب المصري الذي يتجاوز الثمانين مليون نسمة، وهو بمعظمه شعب شديد التجانس فكرياً وثقافياً، يفاخر بهويته الوطنية وهويته القومية دون أدنى شعور بالتفريق في ما بينها، حتى ليبدو أن الغباء السياسي في فكر قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر ما هو إلا رديف للغباء في نهجها التنظيمي الذي تمارسه منذ نشأتها والمعتمد بشكل يكاد يكون مطلق على أن المرشد العام للجماعة هو خليفة الله في الأرض، وبيده دون سواه مفاتيح الجنة ولا يدخل إليها إلا كل من وضع ختم الجماعة على جبهته..
ونضيف مؤكدين من خلال القراءة والمتابعة أن جماعة الإخوان المسلمين مها كان نهجها ومهما بلغ حجمها فإنها لا تمثل سوى نفسها، ولتظل كما هو عهدها منكفئة على ذاتها حتى وإن بلغ أحد قادتها سدة الحكم بأي طريقة كانت.. وليس أدل على ذلك من خطابات محمد مرسي من بعد توليه الرئاسة، والتي لم نجد إلا أنها بمجملها تدور شكلاً ومضموناً في حلقة الجماعة الضيقة.. وليبلغ قمة الغباء وهو في طريق الإستئثار بالسلطة حين لا يدرك، أو يتعامى عن الإدراك بأن من قام بثورة ٢٥ يناير هم شعب مصر وليس الإخوان الذين لم يكونوا في الثورة سوى متسلقين في اللحظات الأخيرة لسقوط نظام حسني مبارك الذي صار يبدو الآن أنه كان يحترم ذاته حين تنحى عن الحكم إحتراماً لإرادة شعب مصر العظيم..

كذلك من الغباء أن يستمر وصف المعارضين على سبيل النعت, بالفلول والبلاطجة وبقايا النظام وغيرها من الألفاظ والعبارات التي لم تعد إلا مرتدة, في معانيها, لمن يطلقها.. فالعقل والمنطق, والحقيقة والواقع يقول أن الجميع أبناء وطن واحد, ومن حق كل طرف وكل مواطن أن يعبر عن رأيه ويطالب بما يرى أنه حق له, ولو كان حسني مبارك نفسه هو الذي نزل إلى الشارع..

والغباء في فكر ونهج جماعة الإخوان المسلمين يترسخ أكثر وأكثر مع الدعوات التي تطلقها قياداتها إلى مواجهة الحشود الشعبية الملايينية التي نزلت للمطالبة بإسقاط حكمهم بحشود مضادة لن يكون منها إلا أن تُقرب أكثر وأكثر من نهاية حكمهم الذي جاوز العام بيوم ونصف, وربما تكون نهاية الجماعة بشكل يعيدها إلى الوراء عشرات السنين, وربما يمحيها من الوجود, خاصة ونحن على ثقة أن موقف الجيش العربي المصري لن يكن إنحيازه ووقوفه إلا إلى جانب الشعب المصري بأغلبيته المطالب بإسقاط حكم الإخوان..

لعنة سورية؛
إن كانت لعنة الشعب المصري قد حلت على مرسي وجماعته وهي على وشك أن تسحقه وتسحقها، فإن هناك لعنة أخرى قد لحقت به وبها وهي لعنة سورية.. فقد كان من الغباء والجهل السياسي أن يذعن ويرضخ لإملاءات خارجية- صهيوأمريكية- حين أعلن وسط جمع من الجماعة عن قراره قطع العلاقات مع سورية، معللاً ذلك بما أسماها جرائم النظام في سورية ضد الشعب السوري.. وهو بالتأكيد لا يعلم أن العلاقات الدبلوماسية هي في أصلها وحقيقتها علاقة بين دولة ودولة.. بين شعب وشعب، وليست بين نظام ونظام، فالمعروف أن الأنظمة تذهب حتماً وتبقى الأوطان خالدة والشعوب فيها متوالدة متعاقبة.. فما بالكم إذا كان البلدين هما مصر وسورية، والشعبين هما المصري والسوري؟!
موعظة؛

في جميع بلدان ما يسمى بالربيع العربي.. مادام وقد كانت هناك ثورة شارك فيها جميع أبناء الشعب؛ يبقى من المفترض واللازم أن يكون هناك مشاركة للجميع في سلطة ما بعد الثورة, حتى وإن كانت الإنتخابات قد رجحت كفة أحد الأطراف على الأطراف الأخرى, لا أن يستأثر الطرف الذي ترجحت كفته بالسلطة ويزيد على الإستئثار أن يقصي الآخرين, وخاصة إذا كان هؤلاء الآخرين هم أساساً من قاموا بالثورة وضحوا في سبيلها بالكثير.....

وبإختصار هنا؛
الأمر يقتضي مشاركة الجميع.. وإلا ستبقى الأمور تسير في طريق الفوضى ومن سيء إلى أسوأ..
ولن يستطيع أي طرف مهماً كان أن يقود البلد بمفرده..