الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ مساءً

نفحات إيمانية.. النفحة الرابعة..

جلال الدوسري
الأحد ، ١٤ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
- قرن الله سبحانه وتعالى الزكاة بالصلاة في مواضع شتى في كتابه ، قال تعالى: ( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة) البقرة 43.. وقال تعالى: ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) النور 37.. وقال تعالى: ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)..البينة 5..

وعن بريدة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما حبس قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم المطر) صحيح: الحاكم في المستدرك..

- أما الصدقة؛
فالآيات الكريمة في ذلك كثيرة ، والأحاديث الصحيحة فيها مشهورة.. قال تعالى: ( إن الله يجزي المتصدقين) يوسف 88.. وقال تعالى: ( والمتصدقين والمتصدقات) الأحزاب 35..
وروى الترمذي في جامعه بسنده ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)..

وفي صحيح مسلم وجامع الترمذي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما نقص مال من صدقة). أو قال: ( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّا ، وما تواضع عبد إلا رفعه الله تعالى).. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري..

- وقال عيسى صلوات الله وسلامه عليه : ( من ردّ سائلاً خائباً لم تغش الملائكة ذلك البيت سبعة أيام)..

وقال عبدالعزيز بن عمير : الصلاة تبلغك نصف الطريق ، والصوم يبلغك باب الملك ، والصدقة تدخلك عليه..

وعن عمر رضي الله عنه : إن الإعمال تباهت فقالت الصدقة: أنا أفضلكن..

وقال علي رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه : إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك فيوافيك به حيث تحتاج إليه فاغتنم حمله إياه..

إن من أطعم لله أشبعه الله ، ومن سقى لله سقاه الله ، ومن كسا لله كساه الله.. ومن تصدق بالقليل فإنها عند الله كثير ، وهناك من يؤثر على نفسه فيتصدق بما هو بأشد الحاجة إليه لمن هو بحاجة .. فلا يبخلن أحد بالتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين ، سواء كان بالمال أو الغذاء أو الكساء أو الدعاء ، وحتى الإبتسامة في وجه أخيك صدقة ، والسلام على أخيك صدقة ، والكلمة الطيبة تقولها في وجه أخيك صدقة..

وكما ورد فإن الصدقة تطفىء غضب الرب.. وفيها ما يؤلف بين القلوب ، ومنها ما يطهر النفس من الذنوب ، بفضل المولى علّام الغيوب ..

ونحن في هذا الشهر المبارك الفضيل حيث الأجر مضاعف بفضل الله تعالى علينا أن نغتنم الفرصة والإكثار في عمل الخير ومنها الصدقات ، عسى الله أن يجعلنا من الذين يظلهم في ظله يوم القيامة ، والذين بنى لهم قصوراً في الجنة ، ومن مرافقي رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام..

ونسأل الله أن يجعلنا من خيرة عباده المتصدقين ، وأن يتقبل منا صدقاتنا وسائر أعمالنا الصالحة ، وهو الرحمن الرحيم ، معين المحتاجين ونصير المستضعفين..