الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٧ صباحاً

النفحة السادسة.. في القرآن الكريم وفضله..

جلال الدوسري
الثلاثاء ، ١٦ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
- قال الله تعالى :( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر)القمر17.. وسمى الله القرآن كريماً وحكيماً ومجيداً وعزيزا ، فقال سبحانه وتعالى: ( إنه لقرءان كريم)الواقعة77.. وقال سبحانه: ( يس. والقرءان الحكيم)يس 1-2.. وقال جلا جلاله : ( ق والقرءان المجيد)ق1.. وقال جل في علاه: ( وإنه لكتاب عزيز)فصلت 41..

- والقرآن الكريم هو النور المبين والحق المستبين ، أنزله رب العالمين ، على نبيه الصادق الأمين ، محمد سيد الأنام وخاتم الأنبياء الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ، فكان من أعظم معجزاته أن أعجز الفصحاء عن معارضته، وعن الإتيان بآية من مثله..

- وهو يعتبر المصدر الأول من المصادر الأساسية الأربعة للتشريع الإسلامي التي هي القرآن الكريم ، والسنة ، والإجماع ، والقياس.. ومن خصائصه : الربانية ، والكمال ، والوضوح ، والشمول ، والتوازن ، والعملية ، والإعجاز ، والثبوت القطعي ، والحفظ..

- ولقراءة القرآن في شهر رمضان فضل عظيم وأجر كبير ، وقد أنزل فيه لقوله تعالى: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).. وما دمنا في هذا الشهر الفضيل فعلى كل مسلم أن يغتنم الفرصة وهو مقبل على الله بنية خالصة ، ونفس مطمئنة ، ويكثر من قراءته مع تدبر آياته..

وقد كان الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى إذا دخل رمضان يفر من مذاكرة الحديث ومجالسة أهل العلم ، ويقبل على القراءة في المصحف.. وكان هناك من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من يختم القرآن أكثر من مرة في اليوم والليلة.. حتى ورد أن هناك من ختمه في ركعة واحدة ، ومنهم عثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهم..
- عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام كل ليلة حتى يقرأ آلم تنزيل الكتاب ، تبارك الملك.. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : من قرأ في ليلة : ( إذا زلزلت الأرض) كانت له كعدل نصف القرآن ، ومن قرأ ( قل يا أيها الكافرون) كانت له كعدل ربع القرآن ، ومن قرأ ( قل هو الله أحد ) كانت له كعدل الثلث..

- ويجب على القارىء الإخلاص في قراءته لوجه الله تعالى ، وأن يتأدب مع القرآن ، وأن يكون شأنه الخشوع والتدبر والخضوع.. فبالقرآن تنشرح الصدور ، وتطمئن النفوس ، ويتيسر المرغوب ، بإذن علام الغيوب.. وقد كان الواحد من السلف رضي الله عنهم يتلو آية واحدة ليلة كاملة يتدبرها.. وقال السيد الجليل إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه : دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلو البطن ، وقيام الليل ، والتضرع عند السحر ، ومجالسة الصالحين..

- والقرآن الكريم يتم الأخذ به ، والعمل بما ورد فيه ككل متكامل ، كما فصلت وبينت آياته الكريمة ، من قواعد وأحكام شرعية عظيمة ، وآداب تهدي للطرق المستقيمة.. لا أن يكون الأخذ ببعض منها على حساب البعض الآخر ، ليس إلا بما يتماشى مع الرغبات والأهواء الشخصية ، لأغراض قد تكون ذاتية أو سلطوية..

- نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من حملة القرآن الكريم ، ومن الذين يقرأونه فيتدبرون آياته ، إبتغاء مرضاته.. ومن الذين يتعلمونه ويعلمونه.. ونسأله سبحانه أن يجعله لصدورنا نور ، ولأنفسنا بهجة وسرور..