السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ صباحاً

النفحة التاسعة.. في إصطناع المعروف وإغاثة الملهوف

جلال الدوسري
السبت ، ٢٠ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
- قال الله تعالى : ( ولا تنسوا الفضل بينكم ) البقرة:237. وقال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة:2.. وفي مسند الشهاب عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خير الناس أنفعهم للناس).. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال : ( أنفع الناس للناس ) ، قيل : يا رسول الله ، فأي الأعمال أفضل؟ قال : ( إدخال السرور على المؤمن) ، قيل : وما سرور المؤمن؟ قال : ( إشباع جوعته وتنفيس كربته ، وقضاء دينه ، ومن مشى مع أخيه في حاجة كان كصيام شهر واعتكافه ، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، ومن كف غضبه ستر عورته ، وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) حديث حسن..

- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه يرفعه : ( إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر لها يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران ، وآية الكرسي ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، وأم الكتاب ، فإن فيها جوائج الدنيا والآخره ) ، وهو حديث مرفوع.. وعنه كرم الله وجهه أنه قال : والذي وسع سمعه الأصوات ، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا خلق الله تعالى من ذلك السرور لطفاً ، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في إنحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل.. وقال لجابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما : يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه ، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء ، وإن لم يقم فيها بما يجب لله عرضها للزوال..

- وقال بعض الحكماء : أصل المحاسن كلها الكرم ، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام ، وجميع خصال الخير في فروعه..

- فعلى كل إنسان أن ينتهز فرصة العمر ومساعدة الدنيا ، ويقدم لنفسه عملاً صالحاً في الخير يدخره إلى يوم القيامة ، وذلك بإصطناع المعروف وتقديمه ليغيث به كل محتاج ملهوف.. خصوصاً ونحن في هذا الشهر المبارك الفضيل الذي يتضاعف فيه الأجر ، وتتكاثر الحسنات.. والله تعالى يقول : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ).. وقال سبحانه : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) آل عمران: 92..

ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يقومون بالمعروف ، ويغيثون كل ملهوف ، فيثيبنا على أعمالنا خير الثواب ، ويدخلنا الجنة بغير حساب..

وصلي اللهم وسلم وبارك على سيد المرسلين ، محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين..