السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٧ صباحاً

الإخوان المسلمون.. من الغباء إلى الجنون

جلال الدوسري
الاثنين ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
كان من الغباء المعشعش في عقول قادة جماعة الإخوان المسلمين ؛ أن لم تتمكن الجماعة في تولي مقاليد السلطة بجمهورية مصر العربية ، سوى لمدة عام واحد ويومين فقط ، ولو أنه كان فيهم قدر ذرة من الذكاء ، لكان عهدها في الحكم أستمر طويلاً ، بل لكانت قد تمكنت من الوصول إلى السلطة وتولي الحكم منذ زمن بعيد، وهي الحركة التي تأسست قبل أكثر من ثمانين سنة ، ومعروف عنها أنها على مستوى عالي من التنظيم ، ولها مداخيل مالية ضخمة ، وفيها من الكوادر الكثير من حاملي المؤهلات العلمية العالية في مختلف التخصصات ، ولها بصمات واضحة في العمل الإجتماعي ، بالإضافة إلى أنها تمتلك قاعدة شعبية لا بأس بها وهي تدين لها بالولاء المطلق ، والطاعة العمياء إلى أقصى حد ، وذلك مقارنة مع الأحزاب والتيارات السياسية الأخرى..

لقد كان من الغباء وربما السخافة أن تعمل الجماعة على عجلة من الأمر وبشتى الوسائل ، على كل ما فيه الإستئثار بالسلطة ، وإستملاكها بشكل منفرد وحيد ، دون مراعاة ولا مبالاة لكل آخر ، ولو كان الآخر هذا هو أساساً من قام بالثورة الينايرية ، وهو الذي في حين غفلة ، وعلى حسن نية ، وبطيب خاطر ، تغرر وكانت الجماعة هي إختياره لقيادة المرحلة ، وهي التي لم تكن إلا ملتحقة بالثورة...

وليكن منها كذلك النظر إلى أن الفوز في الإنتخابات التشريعية والرئاسية وكأنها منحة إلهية ، ليست إلا لها ولا يمكن أن يشاركها بها أو فيها أحد ، وإعتبار كل من يتجرأ على منازعتها ، والخروج عليها ، بأنه ليس إلا خائن عميل ، وفاسق مارق خارج عن الملة ، ملة جماعة الإخوان المسلين طبعاً..

وهم من شدة الغباء ؛ أنهم أغتروا إلى أبعد حد، بوصولهم إلى السلطة ، فأعماهم الغرور إضافة إلى الغباء حتى لم ينظروا إلى الواقع وتفحصه بكل ما يحيط به وما يمكن أن يصل إليه ، ولم يحسنوا التصرف في التعامل مع مجريات الأمور سواء على المستوى المحلي أو الخارجي..

وحتى بعد عزل الدكتور/ محمد مرسي العياط من الرئاسة، يستمر الغباء ، برفضهم الإعتراف بالأمر الواقع الجديد ، الذي فرضته إرادة شعبية عارمة ، في الثلاثين من يونيو.. فزادوا أن ركبوا صخرة العناد ، وأشهروا سهام التحدي ، ونصبوا منجنيقات التصدي ، مبتدئين بإطلاق صرخات الإستغاثة إلى الخارج ، والسعي إلى الإستقواء به ، وجره على التدخل ولو بشكل مباشر..

ثم كانت التهديدات الواضحة والصريحة بإستخدام القوة ، لإستعادة الشرعية المزعومة من وجهة نظرهم.. ولم تفلح محاولات تأليب الرأي العام ، وحشد الجماهير للوقوف معهم في وجه ما أسموه إنقلاب.. إذ أن الغالبية العظمى من شعب مصر العظيم لم يكن ليقبل ، ولم يقبل الوقوف إلى جانب الباطل الفاشل ، ضد الحق المبين وحامي حماه ، جيش مصر الأبي ، خاصة وهو الشعب الذي يمتلك من الوعي ما يكون به قد أدرك يقيناً سوء نية الجماعة ، وما يمكن أن توصل إليه البلد تحت لوائها ، وهي التي لم يجد أحد إلا أنها تسير بالأمور كما هو نهجها ، نحو ما لا يمكن أن يحقق ولو النذر اليسير من ما يطمح إليه ، وما كان قد خرج لأجله في ثورة الخامس والعشرين من يناير..

وبتنفيذ التهديدات ، وإستخدام القوة والعنف ، في وجه الجيش وأغلبية الشعب ؛ يكون الجنون قد أصاب العقول ليخالط الغباء ، في عملية جر البلد إلى الفوضى ، التي لم يكن ليكون ولن يكون من ورائها إن أستمرت إلا تدمير مصر ، وتفتيت جيشها الوطني العظيم لحساب أعداء الأمة ، بني صهيون وأذنابهم ..

وإن كانت كل وسائل معالجة جماعة الإخوان من الغباء لم تجدي نفعاً في كل المراحل ؛ فإنه لم يعد من حل هناك ولا علاج لهم سوى العزل في مصحات خاصة بعيدة عن الأنظار والأسماع ، حتى تأمن مصر وتسلم من الخطر الذي تعمل الجماعة على أن تصيبها به.. وعليها لن يكون هناك ما يمكن أن يُشعر أي إنسان حر شريف في العالم بالحزن والأسف ، وإن كان آخر العلاج الكي.. حيث وقادة الجماعة هم من أوصلوها وأوصلوا أنفسهم إلى هذه المرحلة.. والمرء حيثما يضع نفسه يوضع... وكفى الله الأمة الغباء والسخافة والجنون ، المعشعش في عقول قادة جماعة الإخوان المسلمون..