الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ صباحاً

باص اليمن

شيماء الأهدل
الأحد ، ٠٥ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
صعدت على الباص في اليمن وأختي في رفقة من المرح والشجن , وكان أمامي رجل مسن يتحدث عن قضيه بلادي اليمن , وكان في حوار مع شباب في أزهى العمر يضحكاه على رأيه بابتسامات ومن دون خجل ....قاطعتهم الحوار بحجج وبراهين ومثل ...وأختي بجانبي تهمس بإذني وتذكرني بأني في اليمن .

لفت إلي العجوز بنظرة إعجاب وأمل ,, أشاد بي مما أغاض الشباب وألزمهم الصمت والخجل وبدأت انا في حديثي المعقول والمتزن وذكرت البلاوي والمصايب والمحن وأسردتُ الحلول والتوقعات بنغم ..ثم اخذ صوت من هناك يصرخ استحي يا امرأة فصوتك عار ولبسك غير محتشم ..لفت إليه باستغراب ودهشة :-

ما بال صوتي أيها الأصم ولبسي ألا يكيفك الحجاب وعباءتي السوداء ذات اللون المعتم ...ها أنا امرأة أقولها وبالعلن ولا أخجل من اسمي ولا صوتي ولا وجهي فسبحان من خلق وأحسن .....فيكفيني شرفاً فأنا نصف العالم والنصف الآخر هو مني.وبعد ما أكملت حديثي . لفت خلفي وجدت ثلاثة من النساء ..الأولى تنظر بنظرة حقد وكره وكأنها تريد ان تقول (لعنة الله عليكِ ) ..والثانية مندهشة وكأنها تريد أن تسألني (هل أنتي من اليمن ؟) أما الثالثة تنظر إليه بنظرات اعتزاز وفخر وكأنها تريد ان تخبرني (أريد ان أصبح مثلك ) ....

أنا ارفض أن أصبح تلك الذات البهيمية تصعد الباص ساكتة وتربك الجميع بدخولها ......وعندما تصل الى المكان الذي تريده فلا تقول أوقف وإنما تطرق العشرة بالنافذة خشية من ان يسمع الركاب صوتها !!...فتنزل الجميع من الباص حتى تنزل هي ....بل إني شقيقة الرجل وشريكة الزوج ومربيه الأجيال لدي اسم وصوت وملامح بشر ..أتعايش مع الجميع بعفويه وبتجاربي أميز الخبيث من الطيب ..لي الحق بان أشارك بكل ما أرى نفسي فيه سياسة ثقافة أم اقتصاد وكل المجالات دون إي تقيد أو حواجز . لن تستطيع يا مجتمعي ان تقيدني بل إني سأحارب كل هذه العادات التي فرضتها بيئة جاهلة ....

في الباص وفي العمل أم في البيت أقدس حريتي وأطلق العنان لفكري لأحلّق بجناحي النجاح في ...فإذا كان صوتي عوره واسمي عيب ووجهي حرام فلماذا لا أدفن إذن ...؟؟!!