الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٧ مساءً

أخطار في طريق الحوار

وليد تاج الدين
الأحد ، ١٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
من منطق الحوار أن تكون البيئة مناسبة ومطمئنة لكافة الأطراف المتحاورة دون وضع أي شروط أو ممارسة أي ضغوطات طالما كان الحوار جادا في طريق حل المشكلات المتراكمة الذي أدى غياب القبول بالتعاطي معها عبر الحوار إلى تعقيدها ووصولها إلى ما هي عليه الآن.

وللسير نحو الحوار والخروج من حالة الركود سيكون على القوى الوطنية أن تدرك ضرورة تجاهل أصوات وتحركات القوى التقليدية التي لا تجد نفسها إلا في محيط الأزمات ومشاهد الخراب والحروب والتي تريد إجهاض الحوار قبل بدايته للاتجاه بالبلد نحو الفوضى, يجب أن يكون لأعضاء اللجنة الفنية للحوار ومن بعدها أعضاء مؤتمر الحوار توجها موحدا وصوتا مسموعا يقف في وجه عشاق الحروب, ولن يكون اليمنيون إلا في صف الداعين للسلام لا تجار الحروب ورموزها المعروفين والجدد, فالشعب شبع حروبا ولا يريد تكرار تجربتها.

وإذا فشل المتحاورون في الخروج بحوار ناجح يستوعب جميع الأطراف, كما فشل الثائرون في الخروج بثورة حقيقية تحقق طموحاتهم, واستمر إصرار هذا الطرف أو ذاك بالتأثير على مسار الحوار وتحديد مخرجاته مسبقا فإن على اليمنيين أن يستعدوا لأزمة جديدة اشد تعقيدا من سابقاتها, والتي قد تقود البلد إلى حرب لن تقف في أقاصي الشمال أو أطراف الجنوب لكنها ستشمل أماكن أكثر أهمية, ولن تستطيع حينها أي مبادرة أن توقف نزف الدماء, وستجد القوى المتطرفة مثل القاعدة فرصتها للعودة بمشروعها للسيطرة على المدن, ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي فعل الكثير بل قد تكون فرصة نمنحها للتواجد الأجنبي الدائم تحت ذريعة حماية المصالح الأجنبية ومساعدة الدولة.

لكن لنكن متفائلين ونتطلع نحو مستقبل أكثر توحد واستقرار خاصة إذا استطاع الحوار أن يحقق حلم اليمنيين بأن يشمل ويستوعب قضايا وتطلعات كافة الأطراف بمصداقية وبقدر من التضحية وتمكين كل طرف من التواجد في مساحة كافية, حينها لن تكون هناك حاجة لأي نوع من أنواع القوة خاصة إذا تم مراعاة الأطراف التي عانت الظلم والقمع في الفترة الماضية على اعتبار أنها تمتلك رصيد كبير وتأييد واسع يساوي حجم الظلم الذي طالها.

إذن هي فرصة تاريخية لليمنيين إن اختاروا أن يتحاوروا حوار الأخوة الذين لا يوجد بينهم قوة أولى وقوة ثانية ولا يوجد بينهم محق ومبطل أو ملَك وشيطان, ولا مكان بينهم لمنطق الشروط التعجيزية أو الخيارات المغلقة, فقط لأجل اليمن ولأجل طي صفحة الماضي والبدء من جديد.