الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٨ مساءً

لهذه الأسباب أحترم صدام حسين!

عبدالواسع السقاف
السبت ، ٠١ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٥ صباحاً
• في طفولتي كان مشاهدة الرئيس العراقي السابق صدام حسين "رحمه الله" في التلفاز أو صوره في الشوارع توحي بالهيبة والعزة العربية التي فقدناها الآن. وبالرغم من كل الألقاب التي حظي بها، والتي وصّفت حكمه خلال عقدين مثل "دكتاتور، وطاغية، ومجرم حرب، وغيرها"، إلا أني لا أخفي أعجابي الشديد بهذه الشخصية العربية التي كانت ومازالت محل جدل ونقاش. فعندما كان صدام حُسين على سدة الحكم، كانت القيمة العربية أكبر بكثير مما هي عليه الآن، وكان الأنسان العربي مازال قادراً على أن يرفع رأسه أمام شعوب العالم بعزة وكبرياء. أما الآن فلم يعُد للعربي سوى أن ينظر تحت قدميه ولا يرفع رأسه من كثرة الخزي الذي يُمنى به يوماً بعد يوم!

• في عهد صدام حُسين كانت هناك جيوش عربية قوية يهابها العالم (حتى ولو كانت خرافة أسلحة الدمار الشامل غير موجودة في الواقع إلا أن صداها كان مهيباً ويجعل الغرب في إحترام أكبر مما هو عليه الأن). كانت إسرائيل تعمل حساب أكبر للعرب وكان التدخل الأقليمي "الإيراني مثلاً" في الشأن العربي أقل بكثير مما هو عليه الأن. كانت الدول العربية تعرف تماماً حجمها وقدرها وكانت لا تتدخل أيضاً في شئون دول الجوار كما هو عليه الوضع الأن. يكفي أن النقطة على الخريطة العربية كانت تعني نقطة وليست فاصلة أو شيء أخر أكبر من ذلك كما تتوهمه الأن.

• صدام حُسين كان قيمة عربية وليس قيمة عراقية فقط، مع كل الأخطاء التي قام بها والتي ميزت عهده وحكمه، إلا أنه كان قادراً على وضع توازن عربي عربي ، وعربي دولي في المنطقة. كانت الأطماع الأجنبية في عهده مجرد أطماع لا شكل لها ولا وزن، ولكنها من بعده كشرت عن أنيابها وبدأت تأكل الأخضر واليابس وتلتهم الأقطار العربية قطعةً بعد أخرى. بعد رحيل صدام حُسين بدأت المعالم العربية (التي ظلت صامدةً لعقود) تتهاوى وتنمحي وتندثر وتحل محلها ملامح أقل جودة وأكثر رداءة وتعثُّر!

• عهد صدام حُسين كان عهد العلماء، الذين رفدوا العالم العربي في كل نواحي المعرفة (في الفيزياء والطاقة والذرة والفضاء وغيرها)، والعهد الذي بعده صار لأنصاف وأشباه المتعلمين الذين خربوا البلاد العربية. لم نكن نسمع في عهده بالصراعات المذهبية والطائفية التي نسمعها الأن في أغلب البلدان العربية. لقد كان قادراً على ان يفصل بين ممارسة الدين وممارسة السياسة في بلاده ويكون تأثيرها قوياً في البلدان التي حوله، أما الآن فقد أصبح الدين هو السياسة وأصبح التناحر والصراع المذهبي سمة العرب.

• كان صدام حُسين بحد ذاته قائداً يُشعر من يشاهده بالهيبة والعزة. كان قدراً على أن يرسم في محيا المواطن العربي الفخر والكبرياء بالرغم من كل ما قيل عنه. ومازلت صوره حتى الأن تبعث نفس الشعور في كل من شاهدها. أما الآن فلم يعد العربي قادراً على مشاهدة "الصور الحالية" التي تبعث في النفس الشعور بالتّعجّب وعدم الأنتماء!!