السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٩ صباحاً

الوطنية في ثورة 25 يناير

عادل معزب
الجمعة ، ٢٧ يناير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٤ مساءً
توجهت في يوم ذكرى ثورة إخواننا المصريين 25 يناير إلى ميدان التحرير لمشاركتهم ذكرى الانتصار العظيمة التي حققتها الثورة في الإطاحة بنظام حسنى مبارك الذي حكم المصريين 30 عاما من الظلم والقمع والاستبداد ، خرج المصريين في هذا اليوم التاريخي0بالملايين يحملون في قلوبهم الحب لمصر ،يلاحظ فيهم من هتافاتهم الوطنية على مستوى كل الائتلافات والأطياف في ميدان التحرير.

فمنذ الصباح الباكر بدأت تتوافد المسيرات من كل شوارع القاهرة متجه إلى ميدان التحرير وأخرى إلى ميدان الجيزة وثالثة إلى ميدان مصطفى محمود وغيرها في ساحات المحافظات المصرية في الإسكندرية والاسماعلية والسويس التي شوهد فيها الشيخ حافظ سلامة وهو يدير محاكمة وهمية لقتلة الشهداء ، وهذا الشيخ الكبير هو من شارك في صد حملة الانجليز على مصر وكذلك عاصر الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين.

ومما زاد إعجابي هو تنوع الهتافات وتنوع الأفكار وكل يعبر عن فرحته بطريقته الخاصة أو كما تنظمها الأحزاب المشاركة، فقد كان الحضور اللافت وبأغلبية كبيرة لمناصري حزب العدالة والحرية الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين والذين كانوا يهتفون بأن الثورة المصرية فتحت الطريق لتحرير فلسطين وكانت الأناشيد والشعارات الإسلامية تملئ سماء ميدان التحرير ، وكان هناك فئات وائتلافات أخرى تشاركهم لكن مع اتساع الميدان كان هناك عدة نقاط تهتف في يوم ذكرى الثورة في الجيزة وغيرها .

والشئ الجميل واللافت التي أثارت اعجابى جدا هو أن المصريين بشكل عام وطنيون ويحبون مصر اكثرمن أنفسهم ، لم نسمع من يدعوا إلى مذهب أو فكر معين رغم أن فيهم الإخوان والسلفيين والأقباط والليبراليون وغيرهم من الأحزاب والائتلافات الشبابية ، لم تكن هناك نزعات انفصالية يطالب بها أبناء الشرقية أو سيناء ولا حتى أهالي الصعيد والنوبيون الذين تختلف طباعهم نوعا ما عن المصريين في القاهرة لم يفكروا يوما من الأيام في فك الارتباط عن مصر أم الدنيا ، رغم المعاناة التي يعانونها في إطراف مصر فهم في وضع مأساوي قد لا يجدون ما يلتحفون به ، منهم من يعيش في الأكواخ ومنهم من يمتلك غرفة يسكن فيها مع كل أفراد اسرتة كانوا مضطهدين لمدة 30 عاما في عهد المخلوع مبارك ، فهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ويقولون أحنا عايزين اللي يحمل الخير لمصر ويوصل الخير إليهم ، لأنهم يعرفون أنهم حرموا الفترة السابقة بسبب النظام ومادام وقد قامت الثورة فهم يقفون مع الثورة حتى تحقق كل الأهداف التي خرجت من اجلها.

إنها الوطنية حقا وقد سمعتها يوما في قناة الجزيرة في مقابلة مع احمد منصور وقد كان محروما من دخول مصر آنذاك عندنا سأل هل بتحب مصر قال أنا أموت في زبالة مصر !!!! وفى الحقيقة كل المصريين مسلمين وأقباط بيحبوا مصر بشكل لا يستطيع اى إنسان وصفة حتى انحنى حسد تهم على تلك الوطنية المتجذرة فيهم وأقول لما لا نكون نحن اليمنيين محبين لوطننا اليمن مثل المصريين، لماذا نحمل الوطنية كل مشاكلنا ولا نحملها للنظام البائد أو للشخص كان السبب فيها، لماذا تكثر النزعات مابين شمالي وجنوبي ومأربي وصنعاني وتعزي والمفروض أن يترفع الكل عن هذه ويكون الوطن هو الانتماء الحقيقي وكل واحد يظهر حبه لوطنه بقدر ما يستشعر بحبه للوطن والوحدة مهما كانت المعاناة السابقة وما حصل فيها من ظلم لجميع اليمني في شمال اليمن وجنوبه، وللأسف أن هناك القلة هم الذين ينظرون بهذه النظرة الضيقة التي تريد أن ترجع اليمن إلى الوراء لأننا قمنا بثورة ضد الظلم ومن اجل اليمن لا من اجل تمزيق اليمن الواحد في الوقت الذي تتوحد دول ليس بينها اى علاقات إلا المصلحة الاقتصادية أما نحن اليمنيون فنحن أبناء رجل واحد الدين والعرف والعادات والتقاليد و الأنساب واستغرب لمن يقيم في الخارج وتكلم باسم إخواننا الوحدويين في الجنوب ويريد فك الارتباط ، وهى اسطوانة قديمة والجنوب هو الأصل والحراك الفرع كما قال الأخ منير الماورى في مقالته السابقة ولا يمكن أن يصلح حال اليمن إلا في توحدنا ولا ننكر أن هناك مظالم لاخوننا الجنوبيون كما هناك لغيرهم في شمال اليمن وهذه الحقوق تعالج في ظل دولة القانون والمؤسسات الدولة المدنية الحديثة التي يجب على الجميع من الآن فصاعدا أن يشارك في البناء والتنمية .

فهل سيستفيد الثوار في ساحات اليمن من إخواننا في مصر وفى ذكرى ثورتهم وعمق وطنيتهم الكبيرة لمصر ، لم يسعوا إلى كيل الأحقاد على الإسلاميين ولا على الأقباط أو غيرهم ، لم ينكروا أن الإخوان المسلمين هو اغلب من الميادين في عموم مصر ولم يعملوا حملة تشويه ضدهم لأنهم يعرفون أنهم شركاء في تحقيق أهداف الثورة ، فهل سنكون بهذه الدرجة الراقية من التعاون والتكاتف مع الجميع بغض النظر عن الانتماء فهدفنا واحد وهو بناء اليمن السعيد .