السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٥ صباحاً

الثورة السلمية اليمنية أنموذجا

عادل معزب
الاثنين ، ٢٠ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٥٠ مساءً
لقد أصبحت الثورة الشعبية السلمية اليمنية أنموذجا في المنطقة العربية والعالمية وذلك لما تميزت به من رباطة جأش وصبر وحكمة في مواجهة آلات الحرب والدمار بتلك الصدور العارية وبشعار السلمية للثورة ، كانت الحكمة اليمانية توجد عند كل محاولة استهداف سلميتها وما يعجب الجميع هو الروح الوثابة والطاهرة التي تميز بها الثوار في ساحات التغيير في عموم محافظات الجمهورية ، فلقد استطاعت الثورة السلمية أن تعيد للوحدة اليمنية كيانها الحقيقي فتلاحظ في الساحة الواحدة يلتقي أبناء كل المحافظات متحابين يجمعهم حب الوطن ، تمثل فيهم حديث الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى ، والحقيقة أن الإخوة والإيثار والجندية والهمة العالية وكل معاني التربية وجدت في تلك الميادين .

ولقد شاهدت ميدان التحرير بالقاهرة هذه الأيام ولاحظت بعض الخيام لباقي المعتصمين القلائل المعترضين دائما على كل شي مثل نظرائهم في اليمن ممن يشعرون بالقلة فيلجأو إلى الظهور الإعلامي بمطالب جوفاء تغرد خارج السرب فوجدت هناك فرقا شاسعا بين ساحاتنا في اليمن وتلك من حيث النظام والنظافة والترتيب والتوحد على منصة واحدة ، ولذلك أصبحت ثورتنا نموذجا يحتذي بها الآن في سوريا ومصر وليبيا وذلك كونها حافظت على زخمها الثوري حتى هذه اللحظة وبشكل كبير ، كانت الساحات الثورية مدرسة للتغيير بدأت في الفرد ثم في المجتمع فكل من زار الساحة سواء في صنعاء أو عدن وتعز واب وغيرها من المحافظات يجد انه يستفيد الكثير من المواقف الثورية في عدة مجالات فأصبح اليوم الكثير من الشباب يجيد الكثير من الإبداعات في شتى المجالات ناهيك عن الفصاحة في المطالبة بالحقوق والواجبات في جو من الحرية والكرامة الإنسانية .

توافدت الكثير من الصحفيين العرب والأجانب والكثيرون القنوات الفضائية لتنقل للعالم تلك اللوحة اليمانية في عموم الساحات والتي شارك في صنعها أبناء اليمن رجال ونساء أطفال وشيخ مدنيين وعسكريين ،فلم تخرج تلك المسيرات المليونية للرجال والنساء إلا دليل على الوعي الحضاري والثقافي الذي يتميز بها أولئك الثوار ولو تعمقنا قليلا في أولئك الجنود المجهولين الذين كان لهم شرف الخدمة لإنجاح الثورة السلمية لوجدنا الكثير والكثير ممن لم يظهروا على شاشات التلفزة أو الصحافة كانوا يسهرون الليل والنهار لخدمة وحماية الساحات وما يلاحظه المشاهد إلا خلاصة تلك التجهيزات والإعدادات والإدارة الناجحة التي تميزت به الثورة السلمية فلهم من كل مواطن يمني كل الحب والوفاء ابتداء بأنصار الثورة السلمية وقيادتها الحكيمة التي تكفلت بحماية الثورة المباركة ثم لكل اللجان المتخصصة في شتى المجالات السياسية والإعلامية والثقافية والخدماتية والمالية ولو لا تلك الجهود المتكاملة لما استمرت الثورة شهرا واحدا بتلك الملايين ، ولذلك استطاعت الثورة كسب وتأييد أبناء القبائل ووقفوا دروعا للتصدي لمن يريد إفشال سلمية الثورة ونحن في هذه الأيام على موعدين تاريخين لليمنيين وهما الاحتفال يوم 21 فبراير 2012 بتنصيب وانتخاب السيد عبد الرحمن منصور هادي رئيسا لليمن الجديد وبعدها بيومين الذكرى الأولى للثورة الشبابية الشعبية السلمية والتي ستكون تحت رعاية رئيس الجمهورية الجديد في 23 فبراير 2012 يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدنا ، فاليمن وحضارتها وثورتها أصبحت أنموذجا للعالم .